التعلم الكلاسيكي الشرطي

الاستجابة الشرطية لنضرية بلفوف قام بافلوف بتفسير حدوث عملية التعلم كنتيجة لنوع من الارتباط بين المثير والاستجابة، ولكن الارتباط هنا لا يحدث بين المثير والاستجابة الشرطية، ويفسر بافلوف حدوث هذا النوع من الارتباط الى أسس فيزيولوجية بحتة، وجعل هذا الارتباط من وظائف المخ، بناء على القاعدة الفيزيولوجية التي اعتمدها في التفسير، وبنى بافلوف نظريته على بعض القواعد ومنها: قواعد نضرية بلفوف وهي كالتالي أولا: التكرار، فتكرار المواقف والظروف المحيطة تعتبر عاملا أساسيا لتكوُّن الرباط الشرطي وتعلم الاستجابة الشرطية. ثانيا: عامل الزمن، فقد دلت التجارب على ان الاستجابة الشرطية يمكن ان تحدث اذا جاء المثير الاصلي (غير الشرطي) بعد المثير الشرطي، ودلت على ان عمليات التعلم الشرطي تتم اذا كانت هذه الفترة بين 0،4 و0،5 من الثانية، أما اذا زادت عن هذه الفترة فإن عملية الارتباط الشرطي تتأخر، أما إذا حدث العكس وتقدم المثير غير الشرطي المثير الجديد فإن الارتباط لن يحدث، لان المثير غير الشرطي لن يكون موجودا. ثالثا: التعزيز أو التدعيم، إن العامل الحاسم في التعلم الشرطى هو التعزيز، فلكي يصبح الجرس قادرا على استدعاء إفراز اللعاب، لا بد من أن يقدم الطعام للكلب اثر سماعه لصوت الجرس.

حل قارن بين التعلم الكلاسيكي الشرطي والتعلم الاجرائي الشرطي علم البيئة مقررات – المختصر كوم

هذا من حيث التفسير ، أما من حيث العلاج فيعتمد على إطفاء استجابة الخوف بتقديم المثير الشرطي دون إقرانه بالمثير الطبيعي المثير للخوف. أو إقران مثير جديد مع المثير الشرطي المثير لاستجابة الخوف وفي نفس وقت ظهور هذا المثير الجديد يقدم للطفل شيئاً يحبه ( حلوى ، حليب ، بسكويت). على أساس أن يتعلم الطفل أن هذا المثير الذي ينبغي أن يخيفه يحبه فيقدم له الحلوى مثلاً. وبالمثل يمكن للاشراط الكلاسيكي تفسير الانفعالات السارة لأحداث أو أشياء من حولنا مثل: رؤية القمر بدراً ، منظر قوس قزح ، يوم ربيعي مشمس ، أنشودة محبوبة … الخ. إذ يمكن للمكان التي تمت فيه مثل هذه الأحداث أن تستجر الاستجابة الانفعالية السارة كالاسترخاء والشعور بالمتعة. التعلم: التعلم الشرطي الكلاسيكي. وما يؤسف له حقاً ، أن معطيات هذه النظرية القابلة لاستثمارات غير إنسانية ، وظفت بصورة غير إنسانية وخاصة في عمليات " غسل الدماغ " ،كما استخدمت في الحرب بصورة واسعة. لقد لجأ خبراء علم النفس السوفييت أثناء الحرب العالمية الثانية إلى توظيف الكلاب التي تم تشريطها سيكولوجيا على تناول الطعام تحت الدبابات والعربات حيث كانت الكلاب تجوع لمدة يوم كامل ثم تُوضع على جسدها ألغام مضادة للدرع ومزودة بهوائي موجه إلى الأعلى بحيث يؤدي في حال ارتطامه بجسد الدبابة إلى الانفجار.

التعلم: التعلم الشرطي الكلاسيكي

ما يزال حديثنا عن نظرية الإشراط الكلاسيكي لبافلوف. تحدثنا عن الفكرة الرئيسة للنظرية والمرتبطة بالمثير والاستجابة، وحدوث التعلم إثر الربط بينهما، فانتهاء وقت الحصة يُعد مثيراً طبيعياً (غير شرطي) لدى الطلاب يدفعهم إلى الحركة والتهيؤ للخروج من القاعة أو الاستعداد لحصة أخرى، والجرس الذي يُقرع في نهاية وقت الحصة هو مثير شرطي يتم إقرانه من المتعلم بانتهاء الحصة فيتعلم مع التكرار بأن صوت الجرس يعني انتهاء وقت الحصة. للمعلم أن يدير الموقف الصفي وأن يستخدم عدة مثيرات لغرض الحصول على الاستجابات المرغوبة من المتعلمين، فمعلم اللغة العربية – مثلاً – يقوم بإعداد الصور اللازمة لتعليم التلاميذ الحروف والكلمات، فيعمل على النطق بالحرف أو الكلمة ثم يعرض صورة معبرة للحرف أو الكلمة، فتحدث عملية الاقتران والربط، وبعدها يكون لدى المتعلم القدرة على قراءة الحرف أو الكلمة بمعزل عن الصورة، فيحدث التعلم. ومعلم مادة التاريخ كلما عرض الخريطة أمام التلاميذ، فإنهم يقومون بالربط بين الدول ومواقعها في الخريطة حتى يكون لديهم القدرة على قراءة الخريطة دون أن يكتب عليها شيء، فبمجرد عرضها يمكن للطالب تحديد موقع الدول والقارات والبحار وهكذا.

كنا ونحن صغار نطلق على (العصافير) اسم (العناصر)، وكان معلم العلوم عندما يشرح عن العناصر الفلزية واللافلزية نستغرب؛ لأننا نربط بين حديثه وبين العصافير التي نراها على الأشجار، فإذا قام المعلم بربط المفهوم بصورة أو بمقطع فيديو فإن الخلط بين المفهومين يزول ويحدث التعلم. وهكذا. إن الوقوف عند نظرية بافلوف ( (Pavlov يمثل وقفة في محطة هامة من محطات التاريخ العلمية التي كان لها أثر كبير في دفع العجلات التاريخية للمعرفة العلمية في مجالات علم النفس وعلم النفس الفيزيولوجي وفيزيولوجيا الدماغ. وستبقى نظرية بافلوف (Pavlov) الارتكاسية مركز إشعاع علمي تاريخي يرسم للمفكرين مسارات مضيئة في مجال علم النفس الفيزيولوجي. حيث يمكن توظيف نموذج الاشراط الكلاسيكي في مواقف علاجية [2] ، ففي حالة الفوبيا ( Phobia) الخوف المرضي غير المنطقي يمكن البحث عن المثير الشرطي الذي كان محايداً ولا علاقة له بالخوف وصار قادراً على استجرار نفس الاستجابة. فإذا كان من المنطقي أن يخاف الطفل من الظلمة أو الصراصير أو الفئران فإنه من غير المنطقي أن يخاف من صوت قرع الباب مثلاً أو سماع صوت سيارة مارة في الطريق ، أو رؤية امرأة غريبة … الخ.