القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة فاطر - الآية 18

والوجه الأول أعم وأحسن. وأيا ما كان فإن قضية ولا تزر وازرة وزر أخرى كلية عامة فكيف وقد قال الله تعالى وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم في سورة العنكبوت ، فالجمع بين الآيتين أن هذه الآية نفت أن يحمل أحد وزر آخر لا مشاركة له للحامل على اقتراف الوزر ، وأما آية سورة العنكبوت فموردها في زعماء المشركين الذين موهوا الضلالة وثبتوا عليها ، فإن أول تلك الآية وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم ، وكانوا يقولون ذلك لكل من يستروحون منه الإقبال على الإيمان بالأحرى. وأصل الوزر بكسر الواو: هو الوقر بوزنه ومعناه. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة فاطر - الآية 18. وهو الحمل بكسر الحاء ، أي ما يحمل ، ويقال وزر إذا حمل. فالمعنى: ولا تحمل حاملة حمل أخرى ، أي لا يحمل الله نفسا حملا جعله لنفس أخرى عدلا منه تعالى لأن الله يحب العدل وقد نفى عن شأنه الظلم وإن كان تصرفه إنما هو في مخلوقاته. وجرى وصف الوازرة على التأنيث لأنه أريد به النفس. ووجه اختيار الإسناد إلى المؤنث بتأويل النفس دون أن يجري الإضمار على التذكير بتأويل الشخص ، لأن معنى النفس هو المتبادر للأذهان عند ذكر الاكتساب كما في قوله تعالى ولا تكسب كل نفس إلا عليها في سورة الأنعام وقوله كل نفس بما كسبت رهينة في سورة المدثر ، وغير ذلك من الآيات ثم نبه على أن هذا الحكم العادل مطرد مستمر حتى لو استغاثت نفس مثقلة في الأوزار من ينتدب لحمل أوزارها أو بعضها لم تجد من يحمل عنها شيئا ، لئلا يقيس الناس الذين في الدنيا أحوال الآخرة على ما تعارفوه [ ص: 289] فإن العرب تعارفوا النجدة إذا استنجدوا ولو كان لأمر يضر بالمنجد.

  1. ولا تزر وازرة وزر أخرى - مع القرآن (من لقمان إلى الأحقاف ) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام
  2. التساقطات تنعش حقينة السدود
  3. ص16 - كتاب الحيوان - لا تزر وازرة وزر أخرى - المكتبة الشاملة
  4. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة فاطر - الآية 18
  5. TCTerms - وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (English)

ولا تزر وازرة وزر أخرى - مع القرآن (من لقمان إلى الأحقاف ) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام

رواه الترمذي، وقال: حديث حسن، وحسنه الألباني. ولا تزر وازرة وزر أخرى - مع القرآن (من لقمان إلى الأحقاف ) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام. وقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم لهذا المعنى مثلًا بيِّنًا فقال: مثل القائم على حدود الله والواقع فيها، كمثل قوم استهموا على سفينة، فأصاب بعضهم أعلاها، وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم، فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقًا، ولم نؤذ من فوقنا، فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعًا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعًا. رواه البخاري. ولمزيد الفائدة يمكن الرجوع إلى كلام الطحاوي في شرح مشكل الآثار في باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في المراد بقول الله عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ [المائدة: 105]. والله أعلم.

التساقطات تنعش حقينة السدود

وقد قال النبيّ عليه الصلاة والسلام: «لا يجن يمينك على شمالك». وهذا حكم الله تعالى وآداب رسوله والذي أنزل به الكتاب ودلّ عليه من حجج العقول. ٣- [المفقأ والمعمى] فأمّا ما قالوا في المثل المضروب «رمتني بدائها وانسلّت» «٢» ، وأمّا قول الشعراء، وذمّ الخطباء لمن أخذ إنسانا بذنب غيره، وما ضربوا في ذلك من الأمثال،

ص16 - كتاب الحيوان - لا تزر وازرة وزر أخرى - المكتبة الشاملة

قال تعالي (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) وهذه الآية وردت في السور التالية: الأنعام 164 الإسراء 15 فاطر 18 الزمر 7 النجم 38 1- تفسير الطبري: وقوله: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} يقول: لا تأثم آثمة إثم آثمة أخرى غيرها, ولا تؤاخذ إلا بإثم نفسها, يعلم عز وجل عباده أن على كل نفس ما جنت, وأنها لا تؤاخذ بذنب غيرها. ذكر من قال ذلك: 23153 - حدثنا محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السدي {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} قال: لا يؤخذ أحد بذنب أحد. 2- تفسير القرطبي: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} أي لا تحمل حاملة ثقل أخرى, أي لا تؤخذ نفس بذنب غيرها, بل كل نفس مأخوذة بجرمها ومعاقبة بإثمها. وأصل الوزر الثقل; ومنه قوله تعالى: " وَوَضَعْنَا عَنْك وِزْرك " [ الشرح: 2]. لا تزر وازرة وزر اخرى in english. وهو هنا الذنب; كما قال تعالى: " وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارهمْ عَلَى ظُهُورهمْ " [ الأنعام: 31]. وقد تقدم. قال الأخفش: يقال وزر يوزر, ووزر يزر, ووزر يوزر وزرا. ويجوز إزرا, كما يقال: إسادة. والآية نزلت في الوليد بن المغيرة, كان يقول: اتبعوا سبيلي أحمل أوزاركم; ذكره ابن عباس. وقيل: إنها نزلت ردا على العرب في الجاهلية من مؤاخذة الرجل بأبيه وبابنه وبجريرة حليفه.

القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة فاطر - الآية 18

الإجابــة الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد: فأما السؤال الأول: فأجاب عنه الحافظ ابن حجر بقوله في فتح الباري: إنما خص العرب بالذكر؛ لأنهم أول من دخل في الإسلام، وللإنذار بأن الفتن إذا وقعت كان الهلاك أسرع إليهم. اهـ. وقال في موضع آخر: خص العرب بذلك؛ لأنهم كانوا حينئذ معظم من أسلم، والمراد بالشر ما وقع بعده من قتل عثمان، ثم توالت الفتن، حتى صارت العرب بين الأمم كالقصعة بين الأكلة، كما وقع في الحديث الآخر: "يوشك أن تداعى عليكم الأمم، كما تداعى الأكلة على قصعتها" وأن المخاطب بذلك العرب. TCTerms - وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (English). اهـ.

Tcterms - وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (English)

وحذف مفعول " تدع " لقصد العموم. والتقدير: وإن تدع مثقلة أي مدعو. وقوله " إلى حملها " متعلق بـ " تدع " ، وجعل الدعاء إلى الحمل لأن الحمل سبب الدعاء وعلته. فالتقدير: وإن تدع مثقلة أحدا إليها لأجل أن يحمل عنها حملها ، فحذف أحد متعلقي الفعل المجرور باللام لدلالة الفعل ومتعلقه المذكور على المحذوف. وهذا إشارة إلى ما سيكون في الآخرة ، أي لو استصرخت نفس من يحمل عنها شيئا من أوزارها ، كما كانوا يزعمون أن أصنامهم تشفع لهم أو غيرهم ، لا تجد من يجيبها لذلك. وقوله ولو كان ذا قربى في موضع الحال من " مثقلة " ، و " لو " وصلية كالتي في قوله تعالى فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا ولو افتدى به في سورة آل عمران. و الضمير المستتر في " كان " عائد إلى مفعول " تدع " المحذوف ، إذ تقديره: وإن تدع مثقلة أحدا إلى حملها كما ذكرنا ، فيصير التقدير: ولو كان المدعو ذا قربى ، فإن العموم الشمولي الذي اقتضته النكرة في سياق الشرط يصير في سياق الإثبات عموما بدليا. ووجه ما اقتضته المبالغة من " لو " الوصلية أن ذا القربى أرق وأشفق على قريبه ، فقد يظن أنه يغني عنه في الآخرة بأن يقاسمه الثقل الذي يؤدي به إلى العذاب فيخف عنه العذاب بالاقتسام.

{وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ} [فاطر 17 – 18] { وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ}: لا يحاسب أحد بذنب غيره و لا يحمل أحد عن أحد ذنوبه التي أثقلت كاهله يوم القيامة, بل يتمنى كل امرئ لو له حسنة ولو عند والده أو ولده. هذا إنذار و تذكير من الله لمن يخشى حسابه و يعمل ليوم الرحيل, إنذار ينتفع به من يخشى لقاء الله و يديم الصلة به قائما و ساجداً أوقات المفروضات و النوافل, ينتفع به من زكى نفسه و اقترب من مولاه. { وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ} [فاطر 17 – 18] قال السعدي في تفسيره: { { وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}} أي: في يوم القيامة كل أحد يجازى بعمله، ولا يحمل أحد ذنب أحد.