التشبيه الضمني - Alloschool

فالكلام يوحي بتشبيه ضمني ، ولو صرح به لقال مثلا: إن الرجل الكريم المحروم الغني يشبه قمة الجبل وقد خلت من ماء السيل. ولكن ص103 الشاعر لم يقل ذلك صراحة ، و إنما أتى بجملة مستقلة وضمنها هذا المعنى في صورة برهان على إمكان وقوع ما أسنده للمشبه. Sihr Al Bayan — تَرجو النـجَاة وَلم تسلك مَسَالِكها إنّ.... وفيما يلي طائفة من أمثلة التشبيه الضمني: 1- قال المتنبي: وما أن منهم بالعيش فيهم ولكن معدن الذهب الرغام (2) المشبه حال الشاعر لا يعد نفسه من أهل دهره و إن عاش بينهم ، و المشبه به حال الذهب يختلط بالتراب ، مع أنه ليس من جنسه. 2- وقال أيضا: ومن الخير بطء سيبك عني أسرع السحب في المسير الجهام ُ(3) المشبه حال العطاء يتأخر وصوله ويكون ذلك دليلا على كثرته ، والمشبه به حال السحب تبطئ في السير ويكون ذلك دليلا على غزارة مائها. 3- وقال أبو العتاهية: ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها إن السفينة لا تجري على اليبس المشبه حال من يرجو النجاة من عذاب الآخرة و لا يسلك مسالك النجاة ، والمشبه به حال السفينة التي تحاول الجري على الظارض اليابسة. 4- وقال ابن الرومي: ص104 ويلاه إن نظرت و إن هي أعرضت وقع السهام ونزعهن أليم المشبه حال المحبوبة إذا نظرت و إذا أعرضت ، والمشبه به حال السهام تؤلم إذا وقعت وتؤلم إذا نُزعت.

شرح: ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها * * إن السفينة لا تـجـري على اليبس - Youtube

ألم تلمح هنا تشبيهاً ؟ ألم تر أنه يشبه ضمناً الرجل الكريم المحروم الغنى بقمة الجبل وقد خلت من ماء السيل؟ ولكنه لم يضع ذلك صريحاً بل أتى بجملة مستقلة وضمنها هذا المعنى في صورة برهان. ويقول ابن الرومي: إن الشاب قد يشيب ولم تتقدم به السن ، وإن ذلك ليس بعجيب فإن الغصن الغض الرطب قد يظهر فيه الزهر الأبيض. فابن الرومي هنا لم يأْت بتشبيه صريح فإنه لم يقل: إن الفتى وقد وخطه الشيب كالغصن الرطيب حين إزاهاره ، ولكنه أتى بذلك ضمناً ويقول أبو الطيب: إن الذي اعتاد الهوان يسهل عليه تحمله ولا يتألم له، وليس هذا الادعاء باطلاً؛ لأن الميت إذا خرج لا يتألم، وفي ذلك تلميح بالتشبيه في غير صراحة. ففي الأبيات الثلاثة تجد أركان التشبيه وتلمحه ولكنك لا تجده في صورة من صوره التي عرفتها، وهذا يسمى بالتشبيه الضمني. شرح: ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها * * إن السفينة لا تـجـري على اليبس - YouTube. القاعدة: (9) التشبيه الضمني: تشبيه لا يوضع فيه المشبه والمشبه به في صورةٍ من صور التشبيه المعروفة بل يلمحان في التركيب. وهذا النوع ي}تى به ليفيد أن الحكم الذي أسند إلى المشبه ممكن.

Sihr Al Bayan — تَرجو النـجَاة وَلم تسلك مَسَالِكها إنّ...

- قول أبي تمام: - لا تنكري عطل الكريم من الغنى فالسيل حرب للمكان العالي - يريد أبو تمام أن يقول لمن يخاطبها: لا تنكري خلو الرجل الكريم من الغنى، فإن ذلك ليس غريبا؛ لأن قمم الجبال والمرتفعات وهي أعلى الأماكن وأشرفها لا تستقر عليها المياه الهاطلة من السحب غزيرة الماء لأنها تنحدر للأسفل، فكذلك لا تستنكري خلو الرجل الكريم من الغنى لأم المال لا يستقر في يده بل ينحدر إلى غيره كرماً وعطاءً. تـرجـو الـنـجَـاة وَلم تسـلـك مسالكها ....... إِنّ السَّفِـيـنَة لَا تجْـرِي عـلى اليبسِ - YouTube. - الشاعر لم يقل ذلك صراحة، وإنما أتى بجملة مستقلة وضمنها هذا المعنى في صورة برهان على إمكان وقوع ما أسنده للمشبه، فالكلام يوحي بتشبيه ضمني، ولو صرح به لقال مثلاً: إن الرجل الكريم المحروم الغني يشبه قمة الجبل وقد خلت من ماء السيل. - قال المتنبي: - وما أن منهم بالعيش فيهم ولكن معدن الذهب الرغام - فالشاعر يشبه حاله وهو لا يعد نفسه من أهل دهره وإن عاش بينهم، كحال الذهب يختلط بالتراب، مع أنه ليس من جنسه. - وقال أيضاً: - ومن الخير بطء سيبك عني أسرع السحب في المسير الجهام ُ - السيب: العطاء، والجهام: السحاب لا ماء فيه. - فالشاعر يشبه حال تأخر وصول العطاء إليه بحال السحب التي تبطئ في السير ويكون ذلك دليلا على غزارة مائها.

تـرجـو الـنـجَـاة وَلم تسـلـك مسالكها ....... إِنّ السَّفِـيـنَة لَا تجْـرِي عـلى اليبسِ - Youtube

ولنأخذ مثالا آخر وهو قول البحتري: ضحوك إلى الأبطال وهو يروعهم وللسيف حد حين يسطو ورونق فممدوح البحتري يلقى الشجعان بوجه ضاحك وهو يروعهم ويفزعهم في الوقت ذاته ببأسه وسطوته ، وكذلك السيف له عند القتال والضرب رونق وفتك ، و هذا كلام يُشم منه رائحة التشبيه الضمني. ص102 فالبحتري لم يأتِ بالتشبيه صريحا فيقول: إن حال الممدوح يضحك في غير مبالاة عند ملاقاة الشجعان و يفزعهم ببأسه وسطوته تشبه حال السيف عند الضرب له رونق و فتك ، ولكنه أتى بذلك ضمنا ، لباعث من البواعث السابقة. ولنأخذ مثالا ثالثا وهو قول ابن الرومي: قد يشيب الفتى وليس عجبا أن يُرى النور في القضيب الرطيب (1) فابن الرومي يود أن يقول هنا: قد يعتري الفتى الشيب في ريعان شبابه ، وليس ذلك بالأمر العجيب لأن الغصن الغض الندي قد يظهر فيه الزهر الأبيض قبل أوانه. فالأسلوب الذي عبر به ابن الرومي عن فكرته هنا يتضمن تشبيها لم يصرح به ، فإنه لم يقل مثلا: إن الفتى وقد شاب مبكرا كالغصن الغض الرطيب وقد أزهر قبل أوانه ، ولكنه أتى بالتشبيه ضمنا ، لإفادة أن الحكم الذي أُسند للمشبه أمر ممكن الوقوع. و لنأخذ مثلا أخيرا وهو قول أبي تمام: لا تنكري عطل الكريم من الغنى السيل حرب للمكان العالي يريد أبو تمام أن يقول لمن يخاطبها: لا تنكري خلو الرجل الكريم من الغني ، فإن ذلك ليس غريبا ؛ لأن قمم الجبال وهي أعلى الأماكن لا يستقر فيها ماء السيل.

- تولي ظهرك الباب.. بل تغلقه على نفسك.. وترمي مفتاحه وتضيعه وتقول: دعاني وسدَّ الباب دوني فهل إلي *** دخولي سبيل بينوا لي قصتي!! كن عاقلاً * أما العاقل فإنه ينظر إلي نفسه ، ويحاسبها ، ويعرف أنها محلُ جناية ومصدر البلاء ؛ لأنها خلقت ظالمة جاهلة ، وأن الجهل والظلم يصدر عنهما كل قول وفعل قبيح. وهذا النظر يدعوه إلى العمل على إخراجها من هذين الوصفين ، فيبذل جهده في تعلم العلم النافع الذي يخرجها عن وصف الجهل ويبذل جهده في اكتساب العمل الصالح الذي يخرجها به عن وصف الظلم. ويرغب إلى خالقها وفاطرها أن يقيها شرها ، وأن يؤتيها تقواها ، وأن يزكيها فهو خير من زكاها ، فهو وليّها ومولاها ، وألا يكله إلى نفسه طرفة عين ، فإنه إن أوكله إليها هلك. قال تعالى { وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [16: سورة التغابن]. فيا عبد الله! - إذا وقعت في معصية ، فاعلم أن ذلك منك لا من غيرك. - وإذا نزل بك بلاء ، فبسبب جهلك وظلمك. - وإذا عشت في ضيق وهم وغمّ وكرب وخوف وقلق ، فاعلم أن ذلك بسبب بعدك عن ربك ، وإعراضك عن خالقك وفاطرك.. فانظر في نفسك.. ودققّ النظر ، فسترى سبب ذلك لائحاً أمام عينيك. أما إذا لم تر ذلك ، فالأمر كما قال الشاعر: قد تنكر العين ضوء الشمس من رمدٍ *** وينكر الفم طعم الماء من سقم قال تعالى {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [سورة الزلزلة].