صور الذين يحبون ان تشيع الفاحشة

والمعاصرة هنا نسبية أيضا، فما هو معاصر لزمن قريب مضى، ربما لا يناسب وقتنا الحاضر. وأما ما أجمع المسلمون على سده انطلاقا من غلبة مفاسده على مصالحه فيمثل له القرافي ب"المنع من سب الأصنام عند من يُعلم أنه يسب الله تعالى حينئذ، وكحفر الآبار في طرق المسلمين، إذا عُلم وقوعهم فيها أو ظُن، وكإلقاء السم في أطعمتهم، إذا علم أو ظن أنهم يأكلونها فيهلكون". فهذه الأشياء التي مثل لها القرافي لا شك أنها تشتمل على منافع، لكنها قد تفضي إلى مفاسد تفوق المصالح المرجوة منها، كأن يسقط أحد المارة في أحد الآبار، وكأن يترتب على سب دين المخالفين، سبٌ لله أو لرسوله، أو للإسلام. وأما الشيخ ابن عاشور فيرد الذرائع إلى قسمين فحسب، هما" قسم لا يفارقه كونه ذريعة إلى فساد، بحيث يكون مآله إلى الفساد مطردا، أي أن الفساد جزء من خاصة ماهيته. وقسم آخر قد يتخلف مآله إلى فساد، تخلفا قليلا أو كثيرا". صور الذين يحبون ان تشيع الفاحشة. القسم الأول كما يقول ابن عاشور "من أصول التشريع، وعليه بنيت أحكام كثيرة منصوصة، مثل تحريم الخمر. أما القسم الثاني فبعضه، أو ربما أكثره، لم يحدث في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فكانت أنظار الفقهاء فيه متخالفة، فربما اتفقوا على حكمه، وربما اختلفوا.

  1. بيان من مديرية الشؤون الدينية حول شخص يدّعي انه امام الجزائر

بيان من مديرية الشؤون الدينية حول شخص يدّعي انه امام الجزائر

وعلى الأقل ليس كتعلمها من الصف الأول، عندما يكون تعلم الصبي كالنقش في الحجر. ولقد سقت هذا المشروع الرائد الذي أجهض عليه معول سد الذريعة، كمثال مناسب لمساحة المقال، ولو كان المجال يسمح لأفضتُ في سوق أشباه ونظائر كثيرة تؤكد أننا لما نزل أسرى لحساب ذرائع موهومة فوتت علينا الكثير من المصالح في عصر لا مكان فيه للمترددين، ناهيك عن المتوجسين والخائفين من فتح الذرائع خشية ما (قد) تفضي إليه من مفاسد، وما علموا أن المفاسد عنصر أصيل في بنية الأمر المعاشي إلى جانب المصالح، وأننا لا نحصل على المصالح إلا بعد أن يصيبنا دخن المفاسد.

ثانياً: تقصيرُ بعضِ الآباءِ والأمهاتِ في تربيةِ أبنائِهمْ؛ وعدمُ القيامِ بالمسؤوليةِ المنوطةِ بهم؛ فلمْ يعرفوا من يجالسونَ، ومع من يخرجونَ، ولمْ يراقبوا تلكَ الأجهزةَ التي بين أيديهم، ولم يأخذوا بأيِّ سببٍ يساعدُهم على حفظِهم من تلكَ الفتنِ والشرورِ، بلْ تركوها بينَ أيديهم دونَ حسيبٍ أو رقيبٍ فدمّروا أخلاقَهم، وحطّموا الفضيلةَ في حياتِهم، يقولُ صلّى اللهُ عليهِ وسلّم:(والرّجلُ راعٍ على أهلِ بيتِهِ، والمرْأةُ راعيةٌ على بيتِ زوجِها وولدِه، فكلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسئولٌ عنْ رَعِيّتِهِ)(متفق عليه). ثالثاً: تركُ القيامِ بواجبِ الأمرِ بالمعروفِ والنهي عن المنكرِ؛ وعدمُ الوقوفِ أمامَ من يصنعُ تلكَ البرامجِ السيّئَةَ أو منْ يقومُ بتوزيعِهَا بين أبنائِنا، وعدمُ التّصدِّي لأصحابِ القلوبِ المريضةِ من المتحرشينَ، وتركُهم يقومونَ بارتكابِ تلكَ الجرائِمِ الخبيثةِ، دونَ الإبلاغِ عنهم للجهاتِ المسؤولةِ. رابعاً: الرّفقةُ السيئةُ؛ والتي هي من أقوى أسبابِ وصولِ كثيرٍ من أطفالِنا إلى هذه الفواحشِ والمنكراتِ والوقوعِ فيها، وكما قال نبيُّنا صلى الله عليه وسلم: (إِنَّما مثَلُ الجلِيس الصَّالِحِ وَجَلِيسِ السُّوءِ: كَحَامِلِ المِسْكِ، وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحامِلُ المِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ ريحًا طيِّبةً، ونَافِخُ الكِيرِ إِمَّا أَن يَحْرِقَ ثِيابَكَ، وإمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا مُنْتِنَةً)(متفقٌ عَلَيهِ).