وهل يكب الناس على مناخرهم

ثم قال: " ألا أخبرك بملاك ذلك كله ؟ " فقلت: بلى ، يا نبي الله. فأخذ بلسانه ثم قال: " كف عليك هذا ". فقلت: يا رسول الله ، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به. فقال: ثكلتك أمك يا معاذ ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم - أو قال: على مناخرهم - إلا حصائد ألسنتهم ". رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه في سننهم ، من طرق عن معمر ، به. وقال الترمذي: حسن صحيح. ورواه ابن جرير من حديث شعبة ، عن الحكم قال: سمعت عروة بن النزال يحدث عن معاذ بن جبل; أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: " ألا أدلك على أبواب الخير: الصوم جنة ، والصدقة تكفر الخطيئة ، وقيام العبد في جوف الليل " ، وتلا هذه الآية: ( تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون). ورواه أيضا من حديث الثوري ، عن منصور بن المعتمر ، عن الحكم ، عن ميمون بن أبي شبيب ، عن معاذ ، عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه ، ومن حديث الأعمش ، عن حبيب بن أبي ثابت ، والحكم عن ميمون بن أبي شبيب ، عن معاذ مرفوعا بنحوه. ومن حديث حماد بن سلمة ، عن عاصم بن أبي النجود ، عن شهر ، عن معاذ بن جبل ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، في قوله تعالى: ( تتجافى جنوبهم عن المضاجع) قال: " قيام العبد من الليل ".

  1. وهل يكب الناس في النار
  2. وهل يكب الناس على وجوههم
  3. وهل يكب الناس في جهنم الا حصائد السنتهم

وهل يكب الناس في النار

رواه الطبراني في الأوسط وصححه الألباني. وعالجي نفسك بشغل وقتك وذهنك عن التفكير في الناس والكلام فيهم ببرنامج يفيدك في دنياك وآخرتك، فاحرصى على حفظ القرآن وما تيسر من الأحاديث وتعلمي ما يهمك من فقه دينك وتعلم أحكام ما تزاولين في حياتك اليومية وأكثري من مطالعة كتب الترغيب والترهيب وكتب السير والقصص المفيدة وحدثي زميلاتك وأخواتك بما استفدت منها حتى تصبح مجالسك مجالس ذكر ومدارسة للوحي يستفيد منها من حضرها. وراجعي فيما تقدم وفي بيان مخاطر الغيبة وبعض أحكامها وفي أسباب اكتساب صفة الصبر وبرمجة الوقت فيما يفيد الفتاوى التالية أرقامها: 41016 ، 48897 ، 32180 ، 8601 ، 9570 ، 17373 ، 48063 ، 45328 ، 59782 ، 11465 ، 6082. والله أعلم.

وهل يكب الناس على وجوههم

هذا الحديث أصل عظيم متين، وقاعدة من قواعد الدين، وقد تضمن الأعمال الصالحة التي تدخل الجنة وتبعد عن النار، وهذا أمر عظيم جدًّا؛ لأنه من أجل دخول الجنة والنجاة من النار أرسل الله الرسل، وأنزل الكتب. عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار ، قال: « لقد سألت عن عظيمٍ، وإنه ليسيرٌ على من يسره الله تعالى عليه: تعبدُ الله لا تشرك به شيئًا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت » ، ثم قال: « ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جُنَّةٌ، والصدقـة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل في جوف الليل » ، ثم تلا: { تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} [السجدة: 16]. ثم قال: « ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟ » قلت: بلى يا رسول الله، قال: « رأس الأمر: الإسلام، وعموده: الصلاة، وذروة سنامه: الجهاد ». ثم قال: « ألا أخبرك بمِلاك ذلك كله؟ » فقلت: بلى يا رسول الله، فأخذ بلسانه وقال: « كف عليك هذا » ، قلت: يا نبي الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟! فقال: « ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكُبُّ الناسَ في النار على وجوههم - أو قال: على مناخرهم - إلا حصائدُ ألسنتهم » ؛ (رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح).

وهل يكب الناس في جهنم الا حصائد السنتهم

« وعموده: الصلاة » ؛ أي: المفروضة، وعمود الشيء هو الذي يقيمه، ولا ثباتَ له في العادة بغيره، ولأن الصلاة عماد الدين وقوامه الذي يقوم به، وكما أن العمود يرفع البيت ويهيئه للانتفاع، فكذلك الصلاة ترفع الدِّين وتظهره. « وذروة سنامه: الجهاد » ؛ أي: أعلى ما في الإسلام وأرفعه الجهاد؛ لأن به إعلاء كلمة الله، فيظهر الإسلام ويعلو على سائر الأديان، وليس ذلك لغيره من العبادات، فهو أعلاها بهذا الاعتبار. وقيل: لا شيء من معالم الإسلام أشهر ولا أظهر منه، فهو كذروة السنام التي لا شيء من البعير أعلى منه، وعليه يقع بصر الناظر من بُعد. فائدة: ووجه إيثار الإبل بالذكر في تشبيه مكانة الجهاد بذروة السنام أنها خيارُ أموالهم، ومن ثم كانوا يشبِّهون بها رؤساءهم؛ اهـ. ((ثم قال)) النبي صلى الله عليه وسلم « ألا أخبرك بمِلاك ذلك » الأمر ((كله؟ فقلت: بلى يا رسول الله)) أخبرني، ((فأخذ)) النبي صلى الله عليه وسلم ((بلسانه))، والمعنى أمسك لسان نفسه بيده، والحكمة في ذلك المبالغة في الزجر، « وقال: كف عليك هذا » ؛ أي: لا تتكلم بما لا يعنيك، وكفُّ اللسان عن المحارم سلامة، والسلامة في نظر العقلاء مقدمة على الغنيمة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: « من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرًا أو ليصمت ».

ولا شك أن اللسان خطيرٌ جدًا إذا لم تحفظه يهلكك؛ كما قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: « وَهَلْ يُكِبُّ النَّاسَ عَلَى وُجُوهِهِمْ فِي النَّارِ أَوْ قَالَ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ »، فعلى المسلم أن يحذر من زلات اللسان وخطرات الكلام، ويسدد أقواله، والتسديد هو الإصابة، يقول قولًا صوابًا لا يقول قولًا خطأً. ثم بيَّن جزاء تسديد الأقوال؛ في قوله: {وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ}، {وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً}{وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ}فهذه هى عاقبة القول السديد، {وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً}}{وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ}. {وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}فمن جملةِ طاعة الله ورَسُوله تسديد القول، وتجنيب الخطأ في القول، سائر القول المحرم ، ومعظمه الشرك بالله والسباب والشتم، وقول الزور.