صفات الزوج الصالح

وهذه أم سلمة دخل عليها النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الحديبية فذكر لها ما لقي من الناس -أي كونهم لم يطيعوه لما أمرهم أن ينحروا ويحلقوا- فقالت: يا رسول الله! أتحب ذلك؟ اخرج ثم لا تكلم أحداً منهم كلمة حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك، ففعل، فلما رأى الناس ذلك قاموا فنحروا. وهكذا الزوجة الصالحة يجد الزوج عندها الرأي الحسن والمشورة الحسنة، فتخفف من آلامه وهمومه، وقد يجد ضالته عندها فلا تحتقر نفسها في بذل النصيحة ولا في إبداء الرأي. صفات المرأة الصالحة في الإسلام. وهذه سعدى زوجة طلحة بن عبيدالله قالت: دخلت يوماً على طلحة بن عبيدالله فرأيت منه ثقلاً فقلت له: ما لك لعله رابك منا شيء فنعتبك؟ قال: لا، ولنعم حليلة المرء المسلم أنت، ولكن اجتمع عندي مال ولا أدري كيف أصنع به؟ قالت: وما يغمك منه ادع قومك فاقسمه بينهم، فقال: يا غلام! علي بقومي فسألت الخازن كم قسم؟ قال: أربعمائة ألف. الترغيب (2/52 -53). 10) ومن صفات الزوجة الصالحة إذا كانت موسرة وزوجها فقير أن تنفق عليه من غير منّ ولا استعلاء، بل بكل حب وطيب نفس، وينبغي عليها أن لا تشعره بفضلها عليه، حتى لا يتأفف من الأخذ منها. وقد روى البخاري ومسلم عن زينب الثقفية امرأة عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: « تصدقن يا معشر النساء ولو من حليكن قالت: فرجعت إلى عبدالله بن مسعود فقلت: إنك رجل خفيف ذات اليد وإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أمرنا بالصدقة فأته فاسأله فإن كان ذلك يجزئ عني وإلا صرفتها إلى غيركم؟ فقال عبدالله: بل ائته أنتِ.

  1. صفات المرأة الصالحة في الإسلام

صفات المرأة الصالحة في الإسلام

ولتعلم السائلة أن الزواج نعمة، فلا بدّ أن تقابل بالطاعة، فعلى المسلم اجتناب ما يحدث في حفلات الزواج من منكرات، ومخالفات شرعية، كإظهار النساء لما لا يجوز إظهاره من أنفسهنّ أمام الناس، واختلاطهنّ بالرجال الأجانب، واشتمال حفلات الأعراس على المعازف، وآلات الطرب، إلى غير ذلك مما حرمه الله. ثم على المرأة بعد ذلك أن تطيع زوجها، وتستجيب له فيما يأمرها به، طالما لم يأمرها بمعصية لله، قال سبحانه: فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ {النساء:34}، قال ابن عباس، وغير واحد: (قانتات): مطيعات لأزواجهن. حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ. قال السدي، وغيره: أي: تحفظ زوجها في غيبته في نفسها، وماله. انتهى. وعلى ذلك؛ فيجب على الزوجة حفظ أوامر الزوج، وحفظ نفسها حالة حضوره، وحالة غيبته. وجاء في المسند، وغيره من حديث عبد الله بن أبي أوفى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لو كنت آمرًا أحدًا أن يسجد لغير الله تعالى، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، والذي نفس محمد بيده، لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها كله، حتى لو سألها نفسها وهي على قتب، لم تمنعه. قال الشوكاني: إسناده صالح. وأما بالنسبة للصفات التي ينبغي توفرها في الزوج، فهي: الدِّين، والخلق، كما جاء في الحديث: إذا خطب إليكم من ترضون دينه، وخلقه، فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض، وفساد عريض.

[٢] والتي تتّصف بالخلق الرّفيع ، تتقبّل النّصيحة والتّوجيه من زوجها دون جدال أو شحناء أو مراء، التي تفرح لفرح زوجها وتحزن لحزنه، التي تعين زوجها على هموم الدّنيا ولا تعين هموم الدّنيا على زوجها، هي المربّية الصّالحة التي تسعى في تربية أبنائها على حبّ الله ، وحبّ رسوله، وحبّ المؤمنين، والسّعي في عمل الخير، هي التي تسرّ زوجها إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، قال -صلّى الله عليه وسلّم- في الزوجة الصالحة: "الدُّنْيَا مَتَاعٌ، وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا المَرْأَةُ الصَّالِحَةُ". [٣] وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: "قيلَ لرسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: أيُّ النِّساءِ خيرٌ؟ قال: التي تَسُرُّه إذا نظَرَ، وتُطيعُه إذا أمَرَ، ولا تُخالِفُه في نَفسِها ومالِه بما يكرَهُ".