وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة اعراب

القول في تأويل قوله: ﴿فَدَلاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ﴾ قال أبو جعفر: يعني جل ثناؤه بقوله: ﴿فدلاهما بغرور﴾ ، فخدعهما بغرور. * * * يقال منه:"ما زال فلان يدلّي فلانًا بغرور"، بمعنى: ما زال يخدعه بغرور، ويكلمه بزخرف من القول باطل. [[انظر تفسير ((الغرور)) فيما سلف ص: ١٢٣، تعليق: ٢ والمراجع هناك. ]] = ﴿فلما ذاقا الشجرة﴾ ، يقول: فلما ذاق آدم وحواء ثمر الشجرة، يقول: طعماه [[انظر تفسير ((ذاق)) فيما سلف ص: ٢٠٩، تعليق: ١، والمراجع. القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة طه - الآية 121. ]] = ﴿بدت لهما سوءاتهما﴾ ، يقول: انكشفت لهما سوءاتهما، لأن الله أعراهما من الكسوة التي كان كساهما قبل الذنب والخطيئة، فسلبهما ذلك بالخطيئة التي أخطآ والمعصية التي ركبا [[انظر تفسير ((بدا)) فيما سلف ٥: ٥٨٢ /٩: ٣٥٠. = وتفسير ((السوأة)) فيما سلف ١٠: ٢٢٩، وما سيأتي ص: ٣٦١، تعليق: ٣. ]] = ﴿وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة﴾ ، يقول: أقبلا وجعلا يشدَّان عليهما من ورق الجنة، ليواريا سوءاتهما، كما:- ١٤٣٩٧- حدثنا أبو كريب قال، حدثنا وكيع، عن إسرائيل، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس: ﴿وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة﴾ ، قال: جعلا يأخذان من ورق الجنة، فيجعلان على سوءاتهما.

  1. القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة طه - الآية 121

القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة طه - الآية 121

تفسير قوله تعالى: ( وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ)(طه:121) لبيان معنى قوله تعالى نورد بعض ما وضحه علماء التفسير فقد جاء في 1. كتاب ظلال القرآن توضيح الآية بقوله: " والظاهر أنها السوءات الحسية تبدت لهما وكانت عنهما مستورة، وأنها مواضع العفة في جسديهما. يرجح ذلك أنهما أخذا يسترانها بورق الجنة يشبكانه ليستر هذه المواضع. وقد يكون ذلك إيذانا باستيقاظ الدوافع الجنسية في كيانهما. فقبل يقظة هذه الدوافع لا يحس الإنسان بالخجل من كشف مواضع العفة ولا ينتبه إليها ولكنه ينتبه إلى العورات عند استيقاظ دوافع الجنس ويخجل من كشفها. وربما كان حظر هذه الشجرة عليهما، لأن ثمارها مما يوقظ هذه الدوافع في الجسم تأجيلا لها فترة من الزمان كما يشاء الله. وربما كان نسيانهما عهد الله وعصيانهما له تبعه هبوط في عزيمتهما وانقطاع عن الصلة بخالقهما فسيطرت عليهما دوافع الجسد وتنبهت فيهما دوافع الجنس. وربما كانت الرغبة في الخلود تجسمت في استيقاظ الدوافع الجنسية للتناسل; فهذه هي الوسيلة الميسرة للإنسان للامتداد وراء العمر الفردي المحدود.. كل هذه فروض لتفسير مصاحبة ظهور سوآتهما لهما للأكل من الشجرة.

وصححه محققو المسند. والله تعالى أعلم.