إذا غامرت في شرف مروم فلا تقنع بما دون النجوم

هنا الشاعر يدعو الإنسان وينصحه بأنه إذا طلب شرفا فلا يقنع بما دون أعلاه والمغامرة تعني الدخول في المهالك. فالموت لا يصير حقيرا بحقارة المطلب. ولا يعظم بعظمته. وإنما طعمه واحد في الحالتين. وإذا كان ذلك. فلا وجه للمخاطر إلا أن يقصد أسمى الأمور. أي هو ينصح الإنسان الطموح بالجد والاجتهاد للوصول إلى الهدف المروم وعدم قبول الهزيمة. كما أنه يستهين بالموت مهما كانت أسبابه. إذا يتجلى تأثر الشاعر في المنطق فهو يعطي عبرة وحكمة قد استخلصها من الواقع والمنطق ويحاول أن تصل إلى ذهن القارئ ليستفيد ويعتبر. فنجده يضيف لطائف الفلاسفة إلى معانيه الإنسانية ليرتقي بها. فالشاعر هنا ينسج معانيه والفاظه بما يخدم فكرته وموضوعه فهو لم يتطرق إلى الوحشي الغريب بل جاء بكلمات سلسة وواضحة ذات معنى موحى لتطرق مسمع المتلقي دون مقدمات. فقوله.. شرف.. مروم.. النجوم.. الموت.. عظيم.. قصيدة إذا غامرت في شرف مروم لـ المتنبي - موسوعة حروف. فنلاحظ كلها كلمات سهلة وواضحة قد رصفت بصورة مبدعة وخدمت الموضوع الذي تناوله. إذا هنا المبنى وافق المعنى. أما من ناحية الأسلوب فالشاعر هنا يمزج بين الأسلوب الخبري و الإنشائي ففي البيت الأول نجد أسلوب خبري. وفي الشطر الثاني نجد أسلوب إنشائي. نهي.

  1. قصيدة إذا غامرت في شرف مروم لـ المتنبي - موسوعة حروف
  2. شبكة شعر - المتنبي - إذا غامَرْتَ في شَرَفٍ مَرُومِ فَلا تَقنَعْ بما دونَ النّجومِ

قصيدة إذا غامرت في شرف مروم لـ المتنبي - موسوعة حروف

المتنبي من شعراء العصر العباسي امتد العصر العباسي من عام 132 للهجرة وحتى عام 656 للهجرة، اشتهر هذا العصر بنمط جديد من الشعر تظهر فيه الصورة الشعرية والمعاني غير المباشرة في الشعر. ساهم في هذا حب خلفاء بني العباس للشعر وإغداق الأموال عليهم، كما أنها واكبت مرحلة انتقال العربي من حياة البداوة إلى حياة المدينة وما صاحب ذلك من تطور في التقاليد وأساليب المعيشة، وأنواع الغناء وأدواته، وحتى التطور في الأكل والشرب وظهور الرفاه والترف والزينة. شبكة شعر - المتنبي - إذا غامَرْتَ في شَرَفٍ مَرُومِ فَلا تَقنَعْ بما دونَ النّجومِ. فكان الشعر ينقل هذا. ولعل من أشهر شعراء هذا العصر، المتنبي، وهو من أشهر شعراء العرب على مر العصور.

شبكة شعر - المتنبي - إذا غامَرْتَ في شَرَفٍ مَرُومِ فَلا تَقنَعْ بما دونَ النّجومِ

وهذه الأوضاع المتدهورة حرمت أبا الطيب نعمة الاستقرار ممّا أثّّر على حياته وجعلها عرضة للانتقادات اللاّذعة في الغالب من الأحيان. والمتأمّل لقصيدته التالية سيدرك أنّ صاحبنا أبا الطيب عاش سعيدا في حياته سعادة الحكماء.

إِذا غامَرتَ في شَرَفٍ مَرومٍ فَلا تَقنَع بِما دونَ النُجومِ فَطَعمُ المَوتِ في أَمرٍ صَغيرٍ كَطَعمِ المَوتِ في أَمرٍ عَظيمِ سَتَبكي شَجوَها فَرَسي وَمُهري صَفائِحُ دَمعُها ماءُ الجُسومِ قَرَبنَ النارَ ثُمَّ نَشَأنَ فيها كَما نَشَأَ العَذارى في النَعيمِ وَفارَقنَ الصَياقِلَ مُخلَصاتٍ وَأَيديها كَثيراتُ الكُلومِ يَرى الجُبَناءُ أَنَّ العَجزَ عَقلٌ وَتِلكَ خَديعَةُ الطَبعِ اللَئيمِ وَكُلُّ شَجاعَةٍ في المَرءِ تُغني وَلا مِثلَ الشَجاعَةِ في الحَكيمِ وَكَم مِن عائِبٍ قَولاً صَحيحاً وَآفَتُهُ مِنَ الفَهمِ السَقيمِ وَلَكِن تَأخُذُ الآذانُ مِنهُ عَلى قَدرِ القَرائِحِ وَالعُلومِ