ان الذين كفروا سواء عليهم

وفي هذا التعبير سمة من سمات الاعجاز القرآني فبدلا من الوصف المباشر بأن يقول: (أُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) فقد أخبر بأنهم على هداية اشارة إلى قوة الاهتداء وتمكن المؤمن من الهداية. 2- لابد من تقرير هذه القاعدة التي هي من البديهيات والتي يحسن بطالب المعرفة أيّا كانت درجته أن يضعها نصب عينيه وهي: (إنّ كل ضمير يتصل باسم فهو في محل جر بالاضافة) بخلاف الضمير المتصل بالفعل فقد يكون فاعلا مثل: (يخادعون) فالواو فاعل وقد يكون مفعولا به كقوله تعالى: (فَزادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً) فالضمير (هم) في محل نصب مفعول به. إن الذين كفروا سواء عليهم ءأنذرتهم. ولاستيفاء الفائدة، لابد من الاشارة إلى أنه لدى اعراب الضمير لابد من ذكر نوعه وبنائه ومحله من الاعراب. 3- اختلف سيبويه والكسائي حول مادة (الناس) فذهب سيبويه إلى أنه من مادة (أنس) من الأنس واتجه الكسائي إلى أنه من مادة (نوس) من الحركة. وبما أن الإنسان تغلب عليه صفة الأنس ويكاد ينفرد بها عن سائر الحيوان في حين أنه يشترك في صفة الحركة مع جميع الأحياء ويعجزنا وجود بعض أصناف الحيوان أكثر حركة من الإنسان، ولهذا يبدو أن الحق في جانب (سيبويه) ولا نكون مجانبين الصواب إذا أخذنا برأيه دون رأي الكسائي فرجحنا أن اسم الإنسان هو من الأنس وليس من الحركة وهي (النوسان).. إعراب الآية رقم (6): {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (6)}.

  1. مع القرآن الكريم: { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَآءٌ عَلَيْهِمْ ءَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ - منتدى المسجد الأقصى المبارك

مع القرآن الكريم: { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَآءٌ عَلَيْهِمْ ءَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ - منتدى المسجد الأقصى المبارك

المصدر: « عون الرحمن في تفسير القرآن » [1] في "مدارج السالكين" (1/ 375- 379). وانظر "مجموع الفتاوى" (12/ 335) "الدرر السنية" (2/ 70- 71، "عقيدة التوحيد" ص (1- 101)، وانظر لسان العرب مادة "كفر". [2] أخرجه البخاري في الإيمان (48) ومسلم في الإيمان (64)، والنسائي في تحريم الدم (4105)، والترمذي في البر والصلة (1983)، وابن ماجه في المقدمة (69) من حديث ابن مسعود رضي الله عنه. [3] أخرجه البخاري في العلم (12)، ومسلم في الإيمان (65)، والنسائي في تحريم الدم (4131)، وابن ماجه في الفتن (3942) من حديث جرير رضي الله عنه. [4] أخرجه مسلم في الإيمان (67) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. [5] أخرجه أحمد (5/ 429) من حديث محمود بن لبيد رضي الله عنه. [6] من قصيدة له بعنوان "صرخة غيور"؛ انظر: "ديوانه" ص4، "الذخائر والعبقريات" 2 /222. مع القرآن الكريم: { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَآءٌ عَلَيْهِمْ ءَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ - منتدى المسجد الأقصى المبارك. [7] انظر "ديوانه" ص (373). [8] انظر: "الشعر والشعراء" لابن قتيبة 1 /433.

تفسير قوله تعالى ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾ سورة البقرة الآية: (6) إعراب مفردات الآية [1]: (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد ينصب المبتدأ ويرفع الخبر (الذين) اسم موصول مبني على الفتح في محلّ نصب اسم إنّ. (كفروا) فعل ماض مبني على الضمّ، و(الواو) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل. (سواء) خبر مقدّم مرفوع " أو خبر (إنّ) والمصدر المؤول (أأنذرتهم) فاعل له لأنه بمعنى مستو. أو مبتدأ والمصدر المؤول خبر. ". (على) حرف جرّ و(الهاء) ضمير متّصل في محلّ جرّ بحرف الجرّ و(الميم) حرف لجمع الذكور، والجارّ والمجرور متعلقان ب (سواء). ان الذين كفروا سواء عليهم. (الهمزة) مصدريّة للتسوية (أنذر) فعل ماض مبني على السكون لاتّصاله بضمير الرفع و(التاء) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل و(الهاء) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به و(الميم) حرف لجمع الذكور (أم) حرف عطف معادل لهمزة التسوية (لم) حرف نفي وجزم وقلب (تنذر) مضارع مجزوم و(هم) ضمير متّصل مفعول به. والمصدر المؤول من الهمزة والفعل في محل رفع مبتدأ مؤخّر أي سواء عليهم إنذارك لهم أم عدم إنذارك (لا) نافية (يؤمنون) مضارع مرفوع و(الواو) ضمير متصل في محلّ رفع فاعل.