امل دنقل لا تصالح

صدر لأمل دنقل ست مجموعات شعرية، وهي: البكاء بين يدي زرقاء اليمامة؛ وتعليق على ما حدث؛ ومقتل القمر؛ والعهد الآتي؛ وأقوال جريدة؛ وأوراق الغرفة 8، ورغم التعتيم الإعلامي الذي عانى منه طويلاً، وحروب الشعر والمواقف التي خاضها مع السلطة فحاولت تهميشه، إلا أن قصيدة "لا تصالح" وحدها ستظل أشهر من كل من حاربوه أو صالحوا جلادهم، رافضين وصيته!

ندوة بـ الأعلى للثقافة: لا توجد رسالة سماوية إلا وجعلت التسامح فضيلة نبيلة | النهار

Average rating 4. 52 · 4, 311 ratings 600 reviews | Start your review of لا تصالح ترى حين أفقأ عينيك ثم أثبت مكانهما جوهرتين ثمينتين هل ترى هى أشياء لا تشترى لا تصالح ولو توَّجوك بتاج الإمارة كيف تخطو على جثة ابن أبيكَ.. ؟ وكيف تصير المليكَ.. على أوجهِ البهجة المستعارة؟ كيف تنظر في يد من صافحوك.. فلا تبصر الدم.. في كل كف؟ إن سهمًا أتاني من الخلف.. سوف يجيئك من ألف خلف فالدم -الآن- صار وسامًا وشارة لا تصالح. قصيدة امل دنقل لا تصالح. ولو توَّجوك بتاج الإمارة إن عرشَك: سيفٌ وسيفك: زيفٌ إذا لم تزنْ -بذؤابته- لحظاتِ الشرف واستطبت- الترف (1) لا تصالح! ولو منحوك الذهبْ أترى حين أفقأ عينيكَ ثم أثبت جوهرتين مكانهما.. هل ترى.. ؟ هي أشياء لا تشترى.. : ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك، حسُّكما - فجأةً - بالرجولةِ، هذا الحياء الذي يكبت الشوق.. حين تعانقُهُ، الصمتُ - مبتسمين - لتأنيب أمكما.. وكأنكما ما تزالان طفلين! تلك الطمأنينة الأبدية بينكما: أنَّ سيفانِ سيفَكَ.. صوتانِ صوتَكَ أنك إن متَّ: للبيت ربٌّ وللطفل أبْ هل يصير دمي -بين عينيك- ماءً؟ أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء.. تلبس -فوق دمائي- ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟ إنها الحربُ!

أمل دنقل - ويكيبيديا

(1) لا تصالحْ!.. ولو منحوك الذهب أترى حين أفقأ عينيك ثم أثبت جوهرتين مكانهما.. هل ترى.. ؟ هي أشياء لا تشترى.. : ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك، حسُّكما – فجأةً – بالرجولةِ، هذا الحياء الذي يكبت الشوق.. حين تعانقُهُ، الصمتُ – مبتسمين – لتأنيب أمكما.. وكأنكما ما تزالان طفلين! تلك الطمأنينة الأبدية بينكما: أنَّ سيفانِ سيفَكَ.. صوتانِ صوتَكَ أنك إن متَّ: للبيت ربٌّ وللطفل أبْ هل يصير دمي -بين عينيك- ماءً؟ أتنسى ردائي الملطَّخَ.. تلبس -فوق دمائي- ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟ إنها الحربُ! قد تثقل القلبَ.. لكن خلفك عار العرب لا تصالحْ.. ولا تتوخَّ الهرب! (2) لا تصالح على الدم.. لا تصالح امل دنقل. حتى بدم! لا تصالح! ولو قيل رأس برأسٍ أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟ أقلب الغريب كقلب أخيك؟! أعيناه عينا أخيك؟! وهل تتساوى يدٌ.. سيفها كان لك بيدٍ سيفها أثْكَلك؟ سيقولون: جئناك كي تحقن الدم.. جئناك. كن -يا أمير- الحكم ها نحن أبناء عم. قل لهم: إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك واغرس السيفَ في جبهة الصحراء إلى أن يجيب العدم إنني كنت لك فارسًا، وأخًا، وأبًا، ومَلِك! (3) لا تصالح.. ولو حرمتك الرقاد صرخاتُ الندامة وتذكَّر.. (إذا لان قلبك للنسوة اللابسات السواد ولأطفالهن الذين تخاصمهم الابتسامة) أن بنتَ أخيك "اليمامة" زهرةٌ تتسربل -في سنوات الصبا- بثياب الحداد كنتُ، إن عدتُ: تعدو على دَرَجِ القصر، تمسك ساقيَّ عند نزولي.. فأرفعها -وهي ضاحكةٌ- فوق ظهر الجواد ها هي الآن.. صامتةٌ حرمتها يدُ الغدر: من كلمات أبيها، ارتداءِ الثياب الجديدةِ من أن يكون لها -ذات يوم- أخٌ!

لا تصالح By أمل دنقل

بعد أن أنهى دراسته الثانوية في قريته، انتقل دنقل إلى القاهرة ليدرس في كلية الآداب، لكنّه انقطع عنها بحثاً عن العمل، فقد عمل موظفاً بمحكمة قنا، وجمارك السويس والإسكندرية، ومن بعدها في منظمة التضامن الأفرو-أسيوي، لكنّ شغفه في كتابة الشعر جذب اهتمامه وجعله يترك أية وظيفة يبدأ بها. وراغباً عن سُنّة شعراء جيله الذين تأثروا بالميثولوجيا الغربية واليونانية خاصةً، استوحى دنقل قصائده من رموز التراث العربي، وعاصر فترة أحلام العروبة والثورة المصرية وساهم ذلك في شحذ نفسيته، وكان تأثره ببدر شاكر السياب و علي محمود طه وغيرهم من شعراء التجديد والحداثة واضحاً وضوح الإبداع في قصائده. أما نكسة حزيران؛ فكانت صدمته التي لم يخرج من تأثيرها حتى آخر حياته، وفي ظل الخيبة مما جرى، كتب رائعته "البكاء بين يدي زرقاء اليمامة" التي استلهم من خلالها قصة زرقاء اليمامة ، السيدة العربية ثاقبة البصر، التي كانت ترى على مسيرة ثلاثة أيام، وحذرت قومها من قدوم العدو مستتراً خلف أغصان الشجر، فكذبوها، فحاقت بهم الهزيمة، وفي أبياتها يقول: أيتها العَّرافة المقدسة.. ماذا تفيد الكلمات البائسة؟ قلتِ لهم ما قلتِ عن قوافل الغبارْ.. فاتهموا عينيكِ، يا زرقاء، بالبوار!

لا تُصالح - أمل دنقل | القصيدة.كوم

لم يستطع المرض أن يوقف أمل دنقل عن الشعر حتى قال عنه أحمد عبد المعطي حجازي: "إنه صراع بين متكافئين، الموت والشعر". رحل أمل دنقل عن دنيانا في يوم السبت الموافق 21 مايو عام 1983م لتنتهي معاناته في دنيانا مع كل شيء. كانت آخر لحظاته في الحياة برفقة د. جابر عصفور وعبد الرحمن الأبنودي صديق عمره، مستمعاً إلى إحدى الأغاني الصعيدية القديمة، أراد أن تتم دفنته على نفقته لكن أهله تكفّلوا بها. مختارات شعرية [ عدل] شجوية [ عدل] لماذا يُتابِعُني أينما سِرتُ صوتُ الكَمانْ؟ أسافرُ في القَاطراتِ العتيقة، (كي أتحدَّث للغُرباء المُسِنِّينَ) أرفعُ صوتي ليطغي على ضجَّةِ العَجلاتِ وأغفو على نَبَضاتِ القِطارِ الحديديَّةِ القلبِ (تهدُرُ مثل الطَّواحين) لكنَّها بغتةً.. تَتباعدُ شيئاً فشيئا.. ويصحو نِداءُ الكَمان! أسيرُ مع الناسِ، في المَهرجانات: أُُصغى لبوقِ الجُنودِ النُّحاسيّ.. يملأُُ حَلقي غُبارُ النَّشيدِ الحماسيّ.. لكنّني فَجأةً.. لا أرى! تَتَلاشى الصُفوفُ أمامي! وينسرِبُ الصَّوتُ مُبْتعِدا.. ورويداً.. رويداً يعودُ إلى القلبِ صوتُ الكَمانْ! لماذا إذا ما تهيَّأت للنوم.. لا تصالح by أمل دنقل. يأتي الكَمان؟.. فأصغي له.. آتياً من مَكانٍ بعيد.. فتصمتُ: هَمْهمةُ الريحُ خلفَ الشَّبابيكِ، نبضُ الوِسادةِ في أُذنُي، تَتراجعُ دقاتُ قَلْبي،.. وأرحلُ.. في مُدنٍ لم أزُرها!

كلُّ هذا البياضِ يذكِّرني بالكَفَنْ!

(9) ولو وقفتْ ضدَّ سيفِكَ كلُّ الشيوخْ والرجالُ التي ملأتْها الشروخْ هؤلاء الذين يحبّون طعمَ الثريدْ وامتطاءَ العبيدْ هؤلاء الذين تدلَّتْ عمائمُهم فوقَ أعينهم وسيوفهم العربيّة قد نسيتْ سنواتِ الشموخْ فليس سوى أن تريدْ أنتَ فارسُ هذا الزمان الوحيدْ وسواك.. المسوخْ! (10) لا تُصالِحْ