فلسطين: الانتفاضة الأولى (1987 - 1993)

رام الله، غزة/ قيس أبو سمرة، نور أبو عيشة/ الأناضول - تمر الأربعاء، الذكرى 33 على انطلاق الانتفاضة الفلسطينية الأولى (9 ديسمبر 1987) - الفلسطينيون أطلقوا عليها اسم "انتفاضة الحجارة"، نظرا لكون الحجارة أداة رئيسية في مقارعة الاحتلال - الأناضول تحاور وائل جودة الذي وثقت الكاميرات تعرضه لمحاولة "تكسير عظامه" - الفلسطينية حورية عوض الله: تعرضت لانتهاكات نتيجة عملي كـ"قابلة" وأُصبت برصاصتين يحتفل الفلسطينيون في التاسع من ديسمبر/كانون أول من كل عام، بذكرى اندلاع الانتفاضة الأولى، المعروفة باسم "انتفاضة الحجارة". وتعد "الانتفاضة" التي اندلعت عام 1987 واستمرت حتى عام 1994، من أهم المراحل التي شهدتها القضية الفلسطينية في العصر الحديث. ونجحت الانتفاضة في انتزاع اعتراف إسرائيل والدول الغربية وبخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، بالشعب الفلسطيني، وتأسيس حكم ذاتي في الضفة الغربية وقطاع غزة، تحت مسمى "السلطة الوطنية الفلسطينية". وكان تأسيس السلطة الوطنية من مخرجات "اتفاق أوسلو للسلام" بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل لعام 1993، والذي ينص على انتهاء عملية السلام عام 1999، بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على الأراضي المحتلة عام 1967 (الضفة وغزة)، وهو ما تنصلت منه إسرائيل.

انتفاضة الحجارة.. تعرف على قصة الانتفاضة الفلسطينية الأولى قبل 32 عاما - Youtube

ما هي الانتفاضة الفلسطينية ؟ | فلسطين في دقيقة - YouTube

الإنتفاضة الفلسطينية الأولى (انتفاضة الحجارة) - | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |

المرحلة الثالثة: اتسمت هذه المرحلة بتراجع النشاطات الجماهيرية، وتنامي العمليات المسلحة التي يقوم بها أفراد متميزون في التنظيمات الفلسطينية، وقد بدأ هذا النوع من المواجهة بالتصاعد المنظم من أوائل عام (1992م)، وذلك بسبب توجه قيادة المنظمة إلى الانغماس في مؤتمر مدريد للسلام. سمات الانتفاضة الفلسطينية لقد اتسمت الانتفاضة الشعبية الفلسطينية العارمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ اندلاعها في الثامن من ديسمبر 1987م، بالشمولية والاستمرارية وترسيخها لحقيقة بارزة مفادها أن جماهير الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة والجليل والمثلث والنقب بدت أكثر من أي وقت مضى موحدة في مواجهة الاحتلال ورفضه، ملتزمة بموقف سياسي موحد قاعدته وحدة المصير.

الأنتفاضة الفلسطينية الأولى | الأونروا

دعا هرتزل إلى عقد المؤتمر الصهيوني الأول في بازل- سويسرا سنة 1897، وأسّس المنظمة الصهيونية، وهي الإطار المؤسساتي للدبلوماسية الصهيونية والنشاطات اللاحقة، كما أقيم الصندوق القومي اليهودي سنة 1901، من أجل الحصول على أراض فلسطينية لإقامة المزيد من المستعمرات اليهودية. وبحلول سنة 1914، كانت هناك حوالى ثلاثين مستعمرة صهيونية، وبلغ عدد اليهود في فلسطين حوالى ستين ألفاً، أكثر من نصفهم من المهاجرين الوافدين حديثاً. في ذلك الوقت، كانت المشاعر القومية العربية والفلسطينية تتنامى في فلسطين، بالتزامن مع تزايد معاداة الصهيونية. وفي سنة 1908، أدّت ثورة "تركيا الفتاة" إلى إعادة الدستور، وبشّرت بعهد الحريات الصحافية، وتم انتخاب مندوبين من القدس ويافا ونابلس وعكا وغزة إلى البرلمان العثماني المعاد تشكيله سنتي 1908 و1912، وازدهرت صحافة فلسطينية تعبّر عن القلق المتزايد إزاء المطامع الصهيونية في فلسطين، وتُفْرِد المساحة لرؤى متعددة ولتعبير قومي عربي أو عثماني أو سوري (نسبة إلى سوريا الكبرى) أو فلسطيني. وأدى اندلاع الحرب العالمية الأولى واحتلال القوات البريطانية فلسطين، إلى تقليص الإمكانات التي توخاها الفلسطينيون، وإلى انتزاع حقهم في التحكم بمستقبلهم السياسي، مع ظهور وعد بلفور الذي أكد أن المشروع الصهيوني سيمضي قدماً ضد إرادة السكان الفلسطينيين الأصليين.

وتصاعدت الانتفاضة يوماً بعد يوم، حيث تصدى الشعب الفلسطيني بأكمله بجسده ودمه لكل آلة القمع والوحشية الصهيونية، ويومياً سطرت الجماهير الفلسطينية آيات من المواجهة البطولية للمحتلين، وسقط الآلاف من الشهداء والجرحى من أبناء فلسطين في أضخم انتفاضة جماهيرية عارمة شهدتها الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ سنوات طويلة، بل شهدها العالم الحديث وأطولها، حيث انتهت في 1994م، وذلك بعد توقيع اتفاقية أوسلو. القوى العاملة في الانتفاضة مع اتساع نطاق الانتفاضة مكاناً وزماناً؛ شارك فيها كل القوى العاملة التي يضمها المجتمع الفلسطيني من فتح، وحركة المقاومة الإسلامية حماس، وحركة الجهاد الإسلامي، والجبهة الشعبية، والجبهة الديمقراطية، وغيرها، ومن يؤيد هذه الحركات، ومن لا يؤيد أحداً منها!! فقد كانت ثورة عارمة شارك فيها كل فلسطيني بيده أو بلسانه... وتمثلت هذه الحركات في تيارين "حركة المقاومة الإسلامية" التي أصدرت بيانها الأول ووزعته في 11-12-1987، و"القيادة الوطنية الموحدة" التي صدر بيانها الأول في 1-4-1988م. وإذا كانت هذه القوى كلها قد شاركت في أحداث الانتفاضة اللاحقة؛ فإن انطلاقها لم يكن من تخطيط فئة واحدة من هذه القوى، ولم يزعم أحد الأطراف أنه خطط لها قبل انطلاقها، فقد كان انطلاقها عفوياً، وكان أسرع من تجاوب معها وحرك جماهيرها هو التيار الإسلامي المتجذر في مدن فلسطين ومخيماتها وجامعاتها، وشهدت أيام الانتفاضة الأولى ميلاد حركة "حماس" التي ولدت حركة ضخمة واسعة الانتشار، جيدة التنظيم مشبعة بالفكر، مفعمة بالحماسة.