لكل اجل كتاب

والعندية على هذا عندية الاختصاص ، أي العلم ، فالمعنى: أنه يمحو ما يشاء ويثبت فيما يبلغ إلى الناس وهو يعلم ما ستكون عليه الأشياء وما تستقر عليه ، فالله يأمر الناس بالإيمان وهو يعلم من سيؤمن منهم ومن لا يؤمن فلا يفجؤه حادث. ويشمل ذلك نسخ الأحكام التكليفية فهو يشرعها لمصالح ثم ينسخها لزوال أسباب شرعها وهو في حال شرعها يعلم أنها آيلة إلى أن تنسخ. وقرأ الجمهور ( ويثبت) بتشديد الموحدة من ( ثبت) المضاعف. لكل اجل كتابهاي. وقرأه [ ص: 169] ابن كثير ، وأبو عمرو ، وعاصم ، ويعقوب ( ويثبت) بسكون المثلثة وتخفيف الموحدة.

لكل اجل كتابهاي

وأبهم الممحو والمثبت بقوله ما يشاء لتتوجه الأفهام إلى تعرف ذلك والتدبر فيه; لأن تحت هذا الموصول صورا لا تحصى ، وأسباب المشيئة لا تحصى. ومن مشيئة الله تعالى محو الوعيد ، أن يلهم المذنبين التوبة والإقلاع ويخلق في قلوبهم داعية الامتثال. ومن مشيئة التثبيت أن يصرف قلوب قوم عن النظر في تدارك أمورهم ، وكذلك القول في العكس من تثبيت الخير ومحوه. ومن آثار المحو تغير إجراء الأحكام على الأشخاص ، فبينما ترى المحارب مبحوثا عنه مطلوبا للأخذ ، فإذا جاء تائبا قبل القدرة عليه قبل رجوعه ورفع عنه ذلك الطلب ، وكذلك إجراء الأحكام على أهل الحرب إذا آمنوا ودخلوا تحت أحكام الإسلام. لكل اجل كتاب. وكذلك الشأن في ظهور آثار رضى الله أو غضبه على العبد فبينما ترى [ ص: 166] أحدا مغضوبا عليه مضروبا عليه المذلة لانغماسه في المعاصي إذا بك تراه قد أقلع وتاب فأعزه الله ونصره. ومن آثار ذلك أيضا تقليب القلوب بأن يجعل الله البغضاء محبة ، كما قالت هند بنت عتبة للنبي - صلى الله عليه وسلم - بعد أن أسلمت: ما كان أهل خباء أحب إلي أن يذلوا من أهل خبائك واليوم أصبحت وما أهل خباء أحب إلي أن يعزوا من أهل خبائك. وقد محا الله وعيد من بقي من أهل مكة فرفع عنهم السيف يوم فتح مكة قبل أن يأتوا مسلمين ، ولو شاء لأمر النبيء - صلى الله عليه وسلم - باستئصالهم حين دخوله مكة فاتحا.

2021-04-17, 02:23 PM #1 "النوال في تحرير ما للمفسرين من أقوال" (22) اكتب في (قوقل) (النوال. وأول الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها. قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً". الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد. قال الله تعالى في سورة " الرعد ": (وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ) القول الأقرب في قوله: (لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ) أن المراد أن كل أمر مقدر يحصل في وقته المعين المحدد لا يتقدم ولا يتأخر. وقوله: (كتاب) كناية عن التحديد والضبط. والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية. اختلف المفسرون في المراد بقوله: (لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ) على أربعة أقوال: القول الأول: أن المراد لكل أجل وكل أمر قضاه الله كتاب أثبت فيه. (ذكره ابن جرير*, والبغوي*, والقرطبي*, وابن كثير*) (واقتصر عليه ابن عطية*) القول الثاني: (أن فيه تقديماً وتأخيراً), والمعنى: لكل كتاب من الكتب المنزلة أجل ينزل فيه. لكل أجل كتاب - هوامير البورصة السعودية. (ذكره ابن جرير*, والماتريدي*, والبغوي*, والرازي*, والقرطبي*, وابن كثير*).