معنى المرسلات عرفان

قالوا: فتأويل الكلام والملائكة التي أرسلت بأمر الله ونهيه ، وذلك هو العرف. وقال بعضهم: عُني بقوله عُرْفا: متتابعا كعرف الفرس ، كما قالت العرب: الناس إلى فلان عرف واحد ، إذا توجهوا إليه فأكثروا. معنى المرسلات عرفا. ذكر من قال ذلك: حُدثت عن داود بن الزبرقان ، عن صالح بن بريدة ، في قوله: عُرْفا قال: يتبع بعضها بعضا. والصواب من القول في ذلك عندنا أن يقال: إن الله تعالى ذكره أقسم بالمرسلات عرفا ، وقد ترسل عُرْفا الملائكة ، وترسل كذلك الرياح ، ولا دلالة تدلّ على أن المعنيّ بذلك أحد الحِزْبين دون الاَخر وقد عمّ جلّ ثناؤه بإقسامه بكل ما كانت صفته ما وصف ، فكلّ من كان صفته كذلك ، فداخل في قسمه ذلك مَلَكا أو ريحا أو رسولاً من بني آدم مرسلاً.

تفسير سورة المرسلات تفسير الطبري - القران للجميع

قال البخاري: حدثنا عمر بن حفص بن غياث ، [ حدثنا أبي] ، حدثنا الأعمش ، حدثني إبراهيم ، عن الأسود ، عن عبد الله - هو ابن مسعود - قال: بينما نحن مع النبي صلى الله عليه وسلم ، في غار بمنى ، إذ نزلت عليه: " والمرسلات " فإنه ليتلوها وإني لأتلقاها من فيه ، وإن فاه لرطب بها ، إذ وثبت علينا حية ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " اقتلوها " ، فابتدرناها فذهبت ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " وقيت شركم كما وقيتم شرها ". وأخرجه مسلم أيضا ، من طريق الأعمش. وقال الإمام أحمد: حدثنا سفيان بن عيينة ، عن الزهري ، عن عبيد الله ، عن ابن عباس ، عن أمه: أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالمرسلات عرفا. وفي رواية مالك ، عن الزهري ، عن عبيد الله ، عن ابن عباس: أن أم الفضل سمعته يقرأ: " والمرسلات عرفا " ، فقالت: يا بني ، ذكرتني بقراءتك هذه السورة ، أنها لآخر ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها في المغرب. تفسير سورة المرسلات تفسير الطبري - القران للجميع. أخرجاه في الصحيحين ، من طريق مالك ، به. قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي ، حدثنا زكريا بن سهل المروزي ، حدثنا علي بن الحسن بن شقيق ، أخبرنا الحسين بن واقد ، حدثنا الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة‌: ( والمرسلات عرفا) قال: الملائكة.

القرآن الكريم - جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - تفسير سورة المرسلات

وهو صالح لوصف الملائكة ولوصف الريح. وفسر عرفا بأنه اسم ، أي الشعر الذي على رقبة الفرس ونصبه على الحال على طريقة التشبيه البليغ أي كالعرف في تتابع البعض لبعض وفسر بأنه مصدر بمعنى المفعول ، أي معروف ( ضد المنكر) ، وأن نصبه على المفعول لأجله ، أي لأجل الإرشاد والصلاح. ( فالعاصفات) تفريع على المرسلات ، أي ترسل فتعصف ، والعصف يطلق على قوة هبوب الريح فإن أريد بالمرسلات وصف الرياح فالعصف حقيقة وإن أريد بالمرسلات وصف الملائكة فالعصف تشبيه لنزولهم في السرعة بشدة الريح وذلك في المبادرة في سرعة الوصول بتنفيذ ما أمروا به. و ( عصفا) مؤكد للوصف تأكيدا لتحقيق الوصف ، إذ لا داعي لإرادة رفع احتمال المجاز. والنشر: حقيقته ضد الطي ويكثر استعماله مجازا في الإظهار والإيضاح وفي الإخراج. فالناشرات إذا جعل وصفا للملائكة جاز أن يكون نشرهم الوحي أي تكرير نزولهم لذلك ، وأن يكون النشر كناية عن الوضوح ، أي بالشرائع البينة. وإذ جعل وصفا للرياح فهو نشر السحاب في الأجواء فيكون عطفه بالواو دون الفاء للتنبيه على أنه معطوف على المرسلات لا على العاصفات لأن العصف حالة مضرة والنشر حالة نفع. القرآن الكريم - جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - تفسير سورة المرسلات. والقول في تأكيد " نشرا " وتنوينه كالقول في عصفا.

وقوله: ﴿فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا﴾ اختلف أهل التأويل في معناه، فقال بعضهم: عُنِي: بذلك: الملائكة التي تفرق بين الحق والباطل. ⁕ حدثنا أبو كُريب، قال: ثنا جابر بن نوح، عن إسماعيل، عن أبي صالح ﴿فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا﴾ قال: الملائكة. ⁕ قال: ثنا وكيع، عن إسماعيل، عن أبي صالح ﴿فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا﴾ قال: الملائكة. ⁕ قال: ثنا وكيع، عن إسماعيل، مثله. ⁕ حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ﴿فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا﴾ قال: الملائكة. وقال آخرون: بل عُنِي بذلك القرآن. ⁕ حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ﴿فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا﴾ يعني القرآن ما فرق الله فيه بين الحقّ والباطل. والصواب من القول في ذلك أن يقال: أقسم ربنا جلّ ثناؤه بالفارقات، وهي الفاصلات بين الحق والباطل، ولم يخصص بذلك منهنّ بعضا دون بعض، فذلك قَسَم بكلّ فارقة بين الحقّ والباطل، مَلَكا كان أو قرآنا، أو غير ذلك. وقوله: ﴿فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا﴾ يقول: فالمبلِّغات وحي الله رسله، وهي الملائكة. ⁕ حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ﴿فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا﴾ يعني: الملائكة.