حق النفس الاستقامة مدخل القسط-جذع مشترك - المنير

وقال الطبراني: حدثنا محمد بن الحارث الجبيلي حدثنا صفوان بن صالح ، حدثنا الوليد بن مسلم ، عن عبد العزيز بن حصين ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن ابن عباس في قوله: ( ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت) أن تقول: إن شاء الله. وروى الطبراني ، أيضا عن ابن عباس في قوله: ( واذكر ربك إذا نسيت) الاستثناء ، فاستثن إذا ذكرت. وقال: هي خاصة برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وليس لأحد منا أن يستثني إلا في صلة من يمينه ثم قال: تفرد به الوليد ، عن عبد العزيز بن الحصين. واذكر ربك اذا نسيت خط عربي. ويحتمل في الآية وجه آخر ، وهو أن يكون الله - عز وجل - قد أرشد من نسي الشيء في كلامه إلى ذكر الله تعالى ؛ لأن النسيان منشؤه من الشيطان ، كما قال فتى موسى: ( وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره) [ الكهف: 63] وذكر الله تعالى يطرد الشيطان ، فإذا ذهب الشيطان ذهب النسيان ، فذكر الله سبب للذكر ؛ ولهذا قال: ( واذكر ربك إذا نسيت). وقوله: ( وقل عسى أن يهديني ربي لأقرب من هذا رشدا) أي: إذا سئلت عن شيء لا تعلمه ، فاسأل الله فيه ، وتوجه إليه في أن يوفقك للصواب والرشد [ في ذلك] وقيل غير ذلك في تفسيره ، والله أعلم.

تفسير: (ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا * إلا أن يشاء الله)

فلا تَدَعُوا الدعاءَ فيهنَّ. ومن لطيفِ التدبراتِ جملةٌ ضمنَ آياتِ الصيام في قولِ اللهِ -عز وجلَ-: {فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ}. قالَ ابنُ عباسٍ: لما أباحَ اللهُ –تعالى- المباشرةَ في لياليْ الصيامِ، أمَرَ مع ذلكَ بطلبِ ليلةِ القدرِ؛ لئلا يشتغِلَ المسلمونَ عن طلبِها بالاستمتاعِ المباحِ([4]). معاشرَ الصائِمِينَ: تذكرُوا فضلَ اللهِ علينا، بتحوُّل الأحوالِ لأحسنِ حالٍ من رمضانَ الفائتِ إلى رمضانَ الحاضرِ. وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ - شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد. ففي رمضانَ الفائتِ اقتضتِ المصلحةُ: ألا تطويلَ بالتراويحِ والقيامِ، ولا تبكيرَ للجمعةِ، ولا عمرةَ ولا اعتكافَ، ولا مُكثَ بالمساجدِ، ولا تفطيرَ للصوامِ، ولا سقيَ للماءِ، ولا تقاربَ، ولا طيرانَ إلا نَزْرٌ. فأبدلَ اللهُ ذلكَ كلَه، فعادَ –بحمدِ اللهِ- كلُ شيءٍ لوضعِهِ الطبيعِي، وامتلأَ الحرمانِ الشريفانِ بعدَما كانا خاليَينِ؛ لأنَ الدولةَ -وفقَها اللهُ- ترقبُ منذ ثلاثةِ رمضاناتٍ الوضعَ الصحيَ. · فاللهمَ أعنَّا على أنْ نشكُرَكَ على لُطفِكَ في بلائِكَ، وأن علمتَنا سبيلَ دفعهِ، ورفعهِ. · اللهمَ إنا عاجِزونَ عن شُكركَ، فنُحيلُ إلى علمِكَ وفضلِكَ. · سبحانَكَ ربَنا ما عبدناكَ حقَ عبادتِكَ.

وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ - شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

الحمد لله. من نسي شيئا وأراد أن يستعين على تذكره واستحضاره ، فعليه أن يستعين بدعاء الله تعالى وسؤاله ، ولم يثبت في الكتاب أو في السنة ـ فيما نعلم ـ ذكر معين يمكن للمسلم أن يستعين به عند النسيان ، وقد ذكر بعض أهل العلم أمرين اثنين نافعين عند النسيان: الأمر الأول: ذكر الله تعالى ، بالتهليل أو التسبيح أو التكبير أو أي نوع من أنواع الذكر ، قالوا: لأن النسيان من الشيطان ، وذكر الله طارد له. وقد ذهب بعض أهل العلم إلى الاستدلال على ذلك بقوله تعالى: ( وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا) الكهف/23-24. قالوا: ومعنى قوله تعالى: ( وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ) أي: إذا نسيت شيئا فاذكر الله يذكرْك إياه. تفسير: (ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا * إلا أن يشاء الله). ذكر هذا القول: الماوردي في "النكت والعيون" (2/471) والقرطبي في تفسيره (10/386) وابن الجوزي في "زاد المسير" (5/128) وغيرهم. وقال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في "أضواء البيان" (4/61-62): " في هذه الآية الكريمة قولان معروفان لعلماء التفسير: الأول: أن هذه الآية الكريمة متعلقة بما قبلها ، والمعنى: أنك إن قلت سأفعل غداً كذا ونسيت أن تقول: إن شاء الله ، ثم تذكرت فقل: إن شاء الله.

وهذا القول هو الظاهر ؛ لأنه يدل عليه قوله تعالى: ( وَلاَ تَقْولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذلك غَداً إِلاَّ أَن يَشَاءَ الله) الكهف/23. وهو قول الجمهور: وممن قال به ابن عباس والحسن البصري أبو العالية وغيرهم.