يا أيها الذين آمنوا اذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا

فالمسندة تبلغ نحو خمس روايات، وهي: ما يرويه الحارث بن ضرار المصطلقي، وعلقمة بن ناجية المصطلقي، وجابر بن عبد الله، وأم سلمة، وابن عباس -رضي الله عنهم، فهذه خمس روايات مسندة. وأما المرسلة فخمس: عن مجاهد، وقتادة، وعكرمة، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، ويزيد بن رومان.

{ يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ ..}

الرواية الثانية: رواية علقمة بن ناجية، وهذه الرواية أخرجها ابن أبي عاصم، والطبراني، وابن عساكر، وقال عنها الهيثمي: رواه الطبراني بإسنادين، وذكر في الإسناد الأول رجلا ضعيفًا، ولم يذكر أن في السند الثاني ضعيفا أيضاً، مع أن في إسنادها الثاني أيضا: يعقوب بن محمد، وقد ضُعِّفَ. الرواية الثالثة: رواية جابر بن عبد الله عند الطبراني في الأوسط، وهذه الرواية أيضا في إسنادها رجل ضعيف، وذكر هذا أيضا الهيثمي. { يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ ..}. الرواية الرابعة: رواية أم سلمة -رضي الله تعالى عنها، وهذه عند ابن جرير الطبري في التفسير، والطبراني في الكبير، وأيضا في إسنادها رجل ضعيف. الرواية الخامسة: رواية ابن عباس -رضي الله عنهما- عند ابن جرير بالإسناد المسلسل بالضعفاء، وهو: الإسناد المعروف: حدثني محمد بن سعد، حدثني أبي، حدثني عمي... إلخ، فهذا إسناد ضعيف، فهذه هي الروايات المسندة. أما الروايات المرسلة فكما قلنا: روايات مجاهد، وقتادة، وابن أبي ليلى، وعكرمة، ويزيد بن رومان، ونحن نعرف أن المرسل من أنواع الضعيف، لكن بمجموع هذه المراسيل تتقوى الرواية، وذلك إذا جاءت تلك الروايات من طرق ووجوه متعددة، وإذا صح سندها إلى من أرسلها، فهذه هي المرويات.

مسألة في قوله تعالى: {إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا} - الموقع الرسمي للشيخ أ. د. خالد السبت

أما الجانب المهم في هذا الموضوع مما يتعلق بالمتن فهو: كم كان سن الوليد حينها حتى لو صحت الروايات؟ يعني: لو ثبت أنه صغير فإن هذا يمكن أن يكون سببًا لرد هذه المرويات التي يذكر فيها أنها نازلة في الوليد. أما غزوة بني المصطلق هذه فذكر موسى بن عقبة: أنها في السنة الرابعة، وقال الواقدي: إنها في السنة الخامسة قبل الخندق، وذكر ابن اسحاق: أنها في السنة السادسة، ورجح ابن القيم بمرجحات متعددة: أنها في السنة الخامسة قبل الخندق، ورجح ابن عبد البر: أنها في السنة الخامسة بعد الخندق، وعلى هذا فهم متفقون أنها كانت قبل فتح مكة.

تاريخ النشر: ٢٣ / جمادى الآخرة / ١٤٣٥ مرات الإستماع: 3811 بسم الله الرحمن الرحيم مسألة في قوله تعالى: إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا [سورة الحجرات:6]. بقي بقية -كما وعدتكم من قبل- في مسألتين مما سبق الكلام عليه: الأولى: في تفسير سورة الحجرات، وهي قوله -تبارك وتعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ [سورة الحجرات:6]. فقوله: إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ ، من هذا الفاسق؟ كثير من المفسرين يقولون: إنه الوليد بن عقبة، والمرويات في أسباب النزول كثيرة، وهذه المرويات وإن كان كثير منها لا يخلو من ضعف إلا أنها بمجموعها تتقوى، فالنظر في هذا من جهتين: الجهة الأولى: من جهة صحة الروايات في أسباب النزول. والجهة الثانية: فيما يتعلق بالمتن، يعني: هل كان الوليد في ذلك الوقت في سن يؤهله أن يرسله النبي ﷺ جابيًا ليأخذ الصدقات أو لا؟ هذا موضع الكلام في هذه المسألة. أولاً: الروايات في أسباب النزول، فالروايات التي جاءت بها منها مسندة ومنها مرسلة، يعني: بعض هذه المرويات مسندة، وكثير منها مراسيل، والمراسيل كما هو معروف إذا تنوعت طرقها وتعددت فإن ذلك يورثها قوة.