تفسير آية: (يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان)

اقرأ أيضاً أنواع الأموال الربوية أنواع الربا تفسير آية (إنّما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام) بيان معاني الآية الكريمة بيان معاني الألفاظ الواردة في قول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) فيما يأتي: [١] [٢] الخمر: كلّ مُسكرٍ يحجب العقل. المَيْسِر: القِمار. انما الخمر والميسر رجس. الأَنصَاب: الأصنام. الأزلام: قداح الاستقسام: وهي السَّهام التي لا ريشَ عليها، فقد كانوا في الجاهلية يضعونها في وعاءٍ، ثمّ يكتبون عليها الأمر والنَّهْي؛ فإذا أرادوا فعل شيءٍ أخرَجَوا سَهْماً من ذلك الوعاء، فإن خَرَجَ ما فيه الأمر أكملوه، وإن خرج سهمٌ فيه نهي توقفوا وكفَّوا عنه. [٣] رجس: كلّ مستخبثٍ ومستقذرٍ. تفسير الآية الكريمة نزلَت الآية الكريمة السابقة بعد غزوة أُحُد، في السنة الثالثة للهجرة، وآتياً تفسيرها كما أورده أهل العلم والمفسرون: [٣] تعدّ الآية الكريمة أصلٌ في تحريم الخمر، وكلّ ما يؤدي إلى ذهاب العقل قلَّ أو كثر، وهي أصلٌ كذلك في تحريم القمار وكلّ ما شابهه، كاللعب في النَّرد وغيرها من أشكال الميسر.

  1. انما الخمر والميسر رجس

انما الخمر والميسر رجس

** ورد عند الواحدي قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ.. انما الخمر والميسر والانصاب والازلام تفسير. " الآية. (*) عن سماك بن حرب قال: حدثني مصعب بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه قال: أتيت على نفر من المهاجرين فقالوا: تعال نطعمك ونسقيك خمرا، وذلك قبل أن يُحرَّم الخمر، فأتيتهم في حش، (والحش: البستان)، وإذا رأس جزور مشويا عندهم ودَن من خمر، فأكلت وشربت معهم، وذكرت الانصار والمهاجرين، فقلت: المهاجرون خير من الانصار، فأخذ رجل لحى الرأس، فجذع أنفي بذلك، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فأنزل الله في شأن الخمر " إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ.. " الآية. رواه مسلم عن أبي خيثمة.

وجه الدَّلالة: أنَّ الخَمرَ لو كانتْ نَجِسةً لَمَا أراقُوها في طرُقِ المُسلمينَ؛ ولما أقرَّهم الشَّارِعُ على ذلك؛ فإنَّ طُرُقاتِ المُسلمينَ لا يجوزُ أن تكونَ مكانًا لإراقةِ النَّجاسةِ ((تفسير القرطبي)) (6/288)، ((مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين)) (11/192). 2- عَنِ ابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما: ((أنَّ رجلًا أهْدَى لرَسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم راويةَ خمْرٍ، فقال له رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: هل عَلِمْتَ أنَّ اللهَ قد حرَّمَها؟ قال: لا، فسارَّ إنسانًا، فقال له رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: بِمَ ساررْتَه؟ فقال: أمرتُه بِبَيعِها، فقال: إنَّ الذي حرَّم شُربَها حرَّم بَيعَها، قال: ففتَح المزادةَ حتَّى ذهَبَ ما فيها)) رواه مسلم (1579). وجهُ الدَّلالة: أنَّه لو كانَتِ الخَمرُ نَجِسةً نجاسةً حِسيَّةً، لأمَرَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صاحِبَ الرَّاويةِ أن يغسلَ راوِيَتَه، كما كانت الحالُ حين حُرِّمَت الحُمُرُ عامَ خَيبرَ، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((أهْريقُوها واكسِرُوها- يعني: القُدورَ- فقالوا: أو نُهريقُها ونغسِلُها؟ فقال: أو ذاك)) ((مجموع فتاوى ورسائل العثيمين)) (11/258).