لو أنفقت مافي الارض ما الفت بين قلوبهم

وقال أبو إسحاق السبيعي ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - سمعته يقول: ( لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم) الآية ، قال: هم المتحابون في الله ، وفي رواية: نزلت في المتحابين في الله. رواه النسائي والحاكم في مستدركه ، وقال: صحيح. وقال عبد الرزاق: أخبرنا معمر ، عن ابن طاوس ، عن أبيه ، عن ابن عباس قال: إن الرحم لتقطع ، وإن النعمة لتكفر ، وإن الله إذا قارب بين القلوب لم يزحزحها شيء ، ثم قرأ: ( لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم) رواه الحاكم أيضا. وقال أبو عمرو الأوزاعي: حدثني عبدة بن أبي لبابة ، عن مجاهد - ولقيته فأخذ بيدي فقال: إذا تراءى المتحابان في الله ، فأخذ أحدهما بيد صاحبه ، وضحك إليه ، تحاتت خطاياهما كما يتحات ورق الشجر. قال عبدة: فقلت له: إن هذا ليسير! القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الأنفال - الآية 63. فقال: لا تقل ذلك ؛ فإن الله تعالى يقول: ( لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم)!. قال عبدة: فعرفت أنه أفقه مني. وقال ابن جرير: حدثنا أبو كريب ، حدثنا ابن يمان عن إبراهيم الخوزي عن الوليد بن أبي مغيث ، عن مجاهد قال: إذا التقى المسلمان فتصافحا غفر لهما ، قال: قلت لمجاهد: بمصافحة يغفر لهما ؟ فقال مجاهد: أما سمعته يقول: ( لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم) ؟ فقال الوليد لمجاهد: أنت أعلم مني.

القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الأنفال - الآية 63

ولله الحمد. هنا خرجت من فكرة وقد أحسن بي ربي، لفكرة ولو أنفقت ما في اﻷرض جميعا. أفكر من وقتها في كل دعوة تحققت ما كانت لتتحقق ولو أنفقت ما في اﻷرض جميعا. كيف بدأ كرهي للتلفاز مثلا؟ لو أنفق من حولي ما في اﻷرض جميعا ﻷتغير في هذا اﻷمر ما نجحوا! كيف نجحت في الدراسة ودخلت المجال الذي أحبه؟ لو أنفق أهلي ما في اﻷرض جميعا ﻷتوقف عن العبث في التعلم وأضع أهداف وأنجح.. ما كنت ﻷتغير بهذا الشكل! كيف توقفت عن أكل السكر وتغيير نظام أكلي في أقل من عام بهذا الشكل؟ لو أنفق أهلي ما في اﻷرض جميعا وذهبت لأطباء العالم، ما كانوا ليغيروا حبي للسكر!.. وهنا تذكرت من يعانون من السمنة، أو من أمراض لن تقل أثارها إلا بتغيير نظام اﻷكل، ومع ذلك وهم ينفقون الكثير من المال، لا يتغيرون. فلو أنفق اﻹنسان ما في اﻷرض جميعا من مال وطاقة.. ما تغير في أبسط اﻷشياء!. لو أنفقت ما في اﻷرض جميعا ﻷحدهم ليأتي لي بصحبة طيبة كصحبتي، ما كنت ﻷجدها بهذا الجمال! الكثير من اﻷمور، لا تأتي بما نملك. وأصبحت أفكر في كل ما كنت أعتبره من إحسان الله بي.. مرة أخرى ولكن كيف أنه أغلى مما في اﻷرض جميعا! فحتى ما في اﻷرض جميعا ما كان يحققه. لو انفقت مافي الأرض. أخذت هذه الفكرة معي لصلاة التراويح، وبينما اﻹمام يدعو في وتره، تذكرتها بقوة.

لقد آنَ اليومَ بعدَ طُولِ التَّباعدِ أن نَسُدَّ الخَلَلَ، لقد آنَ للأجسادِ أن تَتَقاربَ وتَتَلاصقَ بَعدَ طولِ غِيابٍ، فإنَّ التَّباعدَ بينَ المُحبِّينَ عُقوبةٌ وعَذابٌ، (قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لَا مِسَاسَ)، آنَ لنا اليومَ أن نرى البنيانَ المَرصوصَ في صُفوفِ المُسلمينَ، وَاقِفينَ كَصُفوفِ الملائكةِ عِندَ ربِّ العالمينَ.