ووجدوا ما عملوا حاضرا

وكان الفضيل بن عياض إذا قرأ هذه الآية يقول: يا ويلتاه ضجوا إلى الله - تعالى - من الصغائر قبل الكبائر. قال ابن عباس: الصغيرة التبسم ، والكبيرة الضحك; يعني ما كان من ذلك في معصية الله - عز وجل -; ذكره الثعلبي. وحكى الماوردي عن ابن عباس أن الصغيرة الضحك. قلت: فيحتمل أن يكون صغيرة إذا لم يكن في معصية ، فإن الضحك من المعصية رضا بها والرضا بالمعصية معصية ، وعلى هذا تكون كبيرة ، فيكون وجه الجمع هذا والله أعلم. أو يحمل الضحك فيما ذكر الماوردي على التبسم ، وقد قال - تعالى -: فتبسم ضاحكا من قولها. وقال سعيد بن جبير: إن الصغائر اللمم كالمسيس والقبل ، والكبيرة المواقعة والزنا. وقد مضى في " النساء " بيان هذا. وزير الأوقاف: الكلمة أمانة ومسئولية وحجة لك أو عليك. قال قتادة: اشتكى القوم الإحصاء وما اشتكى أحد ظلما ، فإياكم ومحقرات الذنوب فإنها تجتمع على صاحبها حتى تهلكه. وقد مضى. ومعنى أحصاها عدها وأحاط بها; وأضيف الإحصاء إلى الكتاب توسعا. أحصاها ووجدوا ما عملوا أي وجدوا إحصاء ما عملوا حاضرا وقيل: وجدوا جزاء ما عملوا حاضرا. حاضرا ولا يظلم ربك أي لا يأخذ أحدا بجرم أحد ، ولا يأخذه بما لم يعمله; قاله الضحاك. وقيل: لا ينقص طائعا من ثوابه ولا يزيد عاصيا في عقابه.

وَوَجَدُوا مَاعَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ....

ونختم بالفكرة الرابعة وهي أن الدين خارج المشاركة ولا يقبل التفاوض، أي أن الدين خارج التسعيرة وذلك بالآية 86 بسورة ص قال تعالى «قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ».

وقال الإمام أحمد: حدثنا يزيد ، أخبرنا همام بن يحيى ، عن القاسم بن عبد الواحد المكي ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: بلغني حديث عن رجل سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاشتريت بعيرا ثم شددت عليه رحلي ، فسرت عليه شهرا ، حتى قدمت عليه الشام ، فإذا عبد الله بن أنيس فقلت للبواب: قل له: جابر على الباب. فقال: ابن عبد الله ؟ فقلت: نعم. وَوَجَدُوا مَاعَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ..... فخرج يطأ ثوبه ، فاعتنقني واعتنقته ، فقلت: حديث بلغني عنك أنك سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم في القصاص ، فخشيت أن تموت أو أموت قبل أن أسمعه فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " يحشر الله عز وجل الناس يوم القيامة - أو قال: العباد - عراة غرلا بهما " قلت: وما بهما ؟ قال: " ليس معهم شيء ثم يناديهم بصوت يسمعه من بعد ، كما يسمعه من قرب: أنا الملك ، أنا الديان ، لا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النار ، وله عند أحد من أهل الجنة حق ، حتى أقصه منه ، ولا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة ، وله عند رجل من أهل النار حق ، حتى أقصه منه حتى اللطمة ". قال: قلنا: كيف ، وإنما نأتي الله - عز وجل - حفاة عراة غرلا بهما ؟ قال: بالحسنات والسيئات ".

ووجدوا ما عملوا حاضراً | برنامج مشاهد أخروية ح26 لفضيلة الشيخ أحمد جلال - Youtube

وتقسيم الذنوب إلى كبائر وصغائر هو تقسيم ثنائي للمعاصي، وهنالك تقسيم ثلاثي استشفه بعض أهل العلم من قوله تعالى: {الَّذينَ يَجتَنِبونَ كَبائِرَ الإِثمِ وَالفَواحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ واسِعُ المَغفِرَةِ} [النجم: ٣٢] فهنا جعلها ثلاثة أقسام: كبائر، وفواحش وصغائر، وهي: اللمم. فالفواحش وإن كانت من جملة الكبائرِ، لكنها قد تميز فتكون قسما ثالثا؛ لما فيها من القبح ، فهي أعظم درجةً وأكثر تغليظاً. ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدًا. ومن الذنوب التي وصفت بالفحش الزنا كما في قوله تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا} [الإسراء: 32]، فأخبر عن فحشه في نفسه، والفاحش هو القبيح الذي قد تناهى قبحه حتى استقرّ فحشه في العقول حتى عند كثير من الحيوان، وأعظم منه قبحا وأشد منه إثما نكاح أزواج الآباء ولذا زيد في ذمه مع وصفه بالفحش قال تعالى: {إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا} [النساء: 22]. ووصفت جريمة اللواط بهذا الوصف بل زيدت بالتعريف مما يفيد أنّها جامعة لمعاني اسم الفاحشة وذلك في قوله تعالى: {أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (80)} [الأعراف: 80] فنكّر الفاحشة في الزنى، وعرّفها في اللواط، لظهور فحشها وكمال قبحها غنيّة عن ذكرها، بحيث لا ينصرف اسم الفحش إلى غيرها كما يقول ابن القيم رحمه الله.

أهلًا ومرحبًا بك عزيزي السائل، يُعرَب قول الله تعالى: (وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا) كما يأتي: الواو: واو الحال. وجدُوا: فعل ماضٍ مبني على الضمة لاتصاله بواو الجماعة، وواو الجماعة ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. ما: مصدرية. عملُوا: فعل ماضٍ مبني على الضمة لاتصاله بواو الجماعة، وواو الجماعة ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. والمصدر المؤول (ما عملوا) في محل نصب مفعول به أول. حاضرًا: مفعول به ثانٍ منصوب وعلامة نصبه الفتح الظاهر على آخره. والجملة الفعلية (وجدوا.. ووجدوا ما عملوا حاضراً | برنامج مشاهد أخروية ح26 لفضيلة الشيخ أحمد جلال - YouTube. ) في محل نصب حال. الواو: استئنافية. لا: نافية. يظلمُ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. ربُّك: لفظ الجلالة فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة وهو مضاف، والكاف ضمير متصل في محل جر بالإضافة. أحدًا: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتح الظاهر على آخره. والجملة الفعلية (لا يظلم.. ) استئنافية تعليلية لا محل لها من الإعراب.

وزير الأوقاف: الكلمة أمانة ومسئولية وحجة لك أو عليك

نفعنا الله وإياكم بها ونسأله العفو والعافية والقبول.

اللهم لا تجعلنا ممن يضل عبادك لإرضاء عصاتك. نأتي للفكرة الثانية من خلال الآية 49 بسورة الكهف، والتي تبنى على التحقيق الانفرادي الذي لا مفر منه في غرفة التحقيق الإلهية، قال تعالى «وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا». مشهد مروع من داخل غرفة التحقيق (إن جاز لنا التعبير) يعبر عن قلق الإنسان من توافر أدلة الإدانة ودقة البيانات ونوعية الشهداء الذين لم يتوقعهم أبدا، وهي جوارحه التي كان يمارس بواسطتها كل أنواع الفعل الإيجابي والسلبي، بالإضافة إلى الشهود الدائمين من الملائكة الأبرار، أضف لها شهادة الجغرافيا عليه من جبال ارتقاها وسهول مشى عليها وكهوف دخلها وحجر اجتماعات عقد فيها لقاءاته ومجالس لهو عبث فيها ومساجد خشع في روضتها وطرق سار بها إلى خير أو إلى شر.. فكل شيء مسجل في دفتر التحقيقات والشهود لا يمكن التأثير عليهم أبدا، والأدلة محفوظة في حرز مصون... فلنتأمل.