من ترك الجدال

أحمد بن عبدالرحمن الرشيد عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية السؤال ما معنى حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا..... " وما هو الفرق بين المراء والجدال؟ وكيف نعرف بأن الشخص يماري أو يجادل؟. الجواب الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد: روى أبو داود عن أبي أمامة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال "أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً، وببيت في أعلى الجنة لمن حسَّن خُلُقَه " رواه أبو داود، في كتاب: الأدب، باب:في حسن الخلق، رقم الحديث: (4800). كيف أترك الجدال ؟ أحمد الشقيري. هذا الحديث من جوامع الكلم الذي أوتيه النبي -صلى الله عليه وسلم -، وقد اشتمل هذا الحديث – على إيجازه واختصاره على أصول الأدب ، وجوامع حسن الخلق، وكيفية التعامل مع الناس ، وقرن فيه النبي صلى الله عليه وسلم الجزاء والأجر لمن عمل بما جاء فيه، حيث تكفّل نبينا -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث بثلاثة بيوت في الجنة: البيت الأول: في ربض الجنة، أي: أسفل الجنة، لمن ترك المراء وإن كان على حق.

  1. كيف أترك الجدال ؟ أحمد الشقيري

كيف أترك الجدال ؟ أحمد الشقيري

هـ. من ترك الجدال وهو محقا. وهذا النوع من المجادلة مأمور به، ومن الأدلة عليه قوله تعالى:" وجادلهم بالتي هي أحسن" [النحل: 125]، وقوله: "ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن"[العنكبوت: 46] ، وقوله:"قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين"[البقرة: 111]، وقد فعله الصحابة رضي الله تعالى عنهم، كابن عباس – رضي الله عنهما- لما جادل الخوارج والحرورية، ورجع منهم خلق كثير، وفعله السلف أيضا كعمر بن عبد العزيز رضي الله تعالى عنه ، فإنه جادل الخوارج أيضاً. وأما الجدال الذي يكون على وجه الغلبة والخصومة والانتصار للنفس ونحو ذلك فهو منهي عنه، وعليه تحمل الأدلة التي تنهى عن الجدال، كقوله -صلى الله عليه وسلم – الذي رواه أحمد والترمذي وابن ماجة:" ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أُوتوا الجدل"، ثم تلا قوله تعالى"ما ضربوه لك إلا جدلاً بل هم قوم خصمون" أخرجه الترمذي(3253)، وابن ماجة(48) من حديث أبي أمامة –رضي الله عنه-. وهذا النوع من الجدال هو الجدال بالباطل فيكون كالمراء، وكلاهما محرم وبهذا يتضح الفرق بين المراء والجدال، وأن المراء منهي عنه ومذموم على كل حال؛ لأنه لا يقصد منه تبيين الحق، وإنما يقصد به الانتصار على الآخرين وتحقيرهم وإذلالهم.

السؤال: ♦ ملخص السؤال: شابٌّ لديه صديق كثير الجِدال، ولا يقتنع برأي أحدٍ حتى ولو كان مصحوبًا بالأدلَّة الصحيحة، وهو لا يعرف ماذا يفعل كي يجعله يُغَيِّر طريقة تفكيره. ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا طالب في مرحلة البَكالوريا، رزَقني الله بصديقٍ كثيرِ الجدال، ولا يقتنع بأقوال الآخرين حتى وإن كان كلامُهم مصحوبًا بالبراهين والأدلة الشرعيَّة، فماذا أفعل كي أصحِّح له طريقة تفكيره؟ الجواب: في البداية نرحِّب بك ابننا الكريم في موقع الاستشارات بشبكة الألوكة، ونشكرك على التواصل معنا، ونهنئك بمُستواك التعليمي الممتاز، ونتمنَّى لك المزيد مِن التميُّز والتفوق في دراستك وعبادتك وطاعتك لربك، وبرِّك بوالديك. أما بالنسبة لاستشارتك فيما يتعلَّق بصديقك مِن كثرة الجدال فنُوصيك بالتالي: • تقوية وزيادة عِلمك، وكثرة عبادتك لله، واستعانتك به سبحانه وتعالى، مما يَجعلك أقوى حُجَّةً، وأكثر أدلَّةً، وأحسَنَ أُسلوبًا. • تعلم بعض المهارات في مجال أساليب الحوار والنقاش التي تُعينك في إقناع الآخرين. • الاتصال بالعلماء والدعاة والصالِحين، واصطحاب صاحبك ليَستفيد منهم. • ربطه معك بكتاب الله سبحانه وتعالى وسنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم، والاجتهاد في حفظ ما تيسَّر منهما؛ بهدف الانشغال بالمفيد الطيب.