حياة خالد بن الوليد قبل الإسلام وبعده - موضوع

[٥] وقد زالت الغمة، وكشفت الحقائق، وكان من هؤلاء وعلى رأسهم خالد بن الوليد، الذى سمي بحق فيما بعد سيف الإسلام، وإن لم ينل مرتبة المجاهدين الأولين. [٥] فقد كانت نفس خالد المدركة التي تحس مائلة عن الشرك إلي دعوة محمد صلى الله تعالى عليه وسلم، وكان يرى أنه يخوض في الدفاع عن الشرك إلي غير غاية. [٥] فورد عن خالد انه قال: "لما أراد الله تعالي بي ما أراد من الخير قذف في قلبي الإسلام، وحضرني رشدي"، فذهب إلى المدينة المنورة، ونطق الشهادة بين يدي رسول الله. [٥] قتال خالد في سبيل الله لقد شارك خالد بن الوليد في العديد من الغزوات بعد إسلامه، فقد شارك في غزوة مؤتة، والتي انتهت بانسحاب جيش المسلمين بعد أن أثخن بالروم الجراح، وكان خالد بن الوليد القائد الرابع الذي تولى قيادة الجيش. [٦] وقد بعثه الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى نجران، مع أربعمئة من المسلمين حتى يدعوهم إلى الإسلام، وأمرهم إن أسلموا أن يقيموا فيهم ويعلموهم أمور دينهم، وإن لم يستجيبوا يقاتلونهم. فلما دعوهم أسلموا فعلمهم الإسلام، وقد بعثه النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى اليمن أيضاً ليدعوهم إلى الإسلام. [٧] لقب سيف الله المسلول في معركة مؤتة وبعد أن نصر الله -تعالى- المسلمين على يد خالد بن الوليد -رضي الله عنه- لقّبه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بسيف الله المسلول، [٨] وقد ورد في السنة النبوية الشريفة العديد من الأدلة على ذلك منها ما يأتي: إنَّ النبي -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- نَعَى زَيْدًا، وجَعْفَرًا، وابْنَ رَوَاحَةَ:لِلنَّاسِ قَبْلَ أنْ يَأْتِيَهُمْ خَبَرُهُمْ، فَقالَ: (أخَذَ الرَّايَةَ زَيْدٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أخَذَ جَعْفَرٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أخَذَ ابنُ رَوَاحَةَ فَأُصِيبَ وعَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ: حتَّى أخَذَ الرَّايَةَ سَيْفٌ مِن سُيُوفِ اللَّهِ، حتَّى فَتَحَ اللَّهُ عليهم).

اسلام خالد بن الوليد بن طلال ال سعود

قصة إسلام خالد بن الوليد في أيّ سنة أسلم خالد بن الوليد؟ ابتدأت قصة إسلام خالد بن الوليد بعدَ صُلحِ الحديبية بين المُسلمينَ وقريش، كان قد أسلم أخٌ لهُ واسمهُ الوليد، فلمَّا دَخلَ رسول الله مكة المكرمةَ لأداءِ عُمرةِ القضاءِ، التقى بأخيهِ، فسألَهُ عن خالد، وكان جوابُ أخيهِ أنَّ اللهَ قادرٌ على أن يأتي به، فتركَ لهُ رسول اللهِ من الكلامِ ما يُوصلهُ لَهُ مع أخيهِ يَدعوه بمضمونِهِ للإسلامٍ. [١] فخرجَ الوليد يبحثُ عن أخيهِ خالد لِيُخبرَهَ بسؤالِ رسولِ الله عنهُ، فلم يجدهُ فتركَ لهُ رسالةً، يدعوهُ بها للدخول في الإسلام، ويبلغهُ قولَ رسولِ الله فيهِ، وقالَ لهُ في آخرِ الرسالة: "فاستدرك يا أخي ما فاتك فيه، فقد فاتتك مواطن صالحة" ، وفكرةُ الدخول في الإسلام لم تكن جديدةً لدى خالد بن الوليد، فعندَما رأى ما في الرسالةِ فرحِ بكلامِ رسولِ الله عنهُ، وذهبَ إلى رسول الله، معلنًا إسلامَهُ، وهو بصُحبةِ عمرو بن العاص. [١] فكانت بدايةُ قصة إسلام خالد بن الوليد ، في صفر من السنةِ 8 للهجرةِ ، قبل أن يفتَحَ المُسلمون مكة بستةِ أشهر، وكان يرى رؤيا في منامِهِ قبلَ ذلك، أنَّهُ في مكانٍ ضيقٍ، ويخرجُ منهُ لأرضٍ واسعةٍ خضراءَ، ولمّا ذَكَرَ رؤياهُ لأبي بكرٍ الصديق وهو في المدينةِ قال له: "هو مخرجُكَ الذي هداك الله للإسلام، والضيقُ الذي كنتَ فيه من الشرك"، [٢] وكانت أولُ غزوةٍ لَهُ مع المسلمين هي غزوةُ مؤتة ، وحملَ فيها رايةَ المُسلمين، وفيها لُّقِبَ بسيفِ الله المسلول.

قال ابن إسحاق: "وقد حدثني من لا أتهم أن عثمان بن طلحة بن أبي طلحة كان معهما أسلم حين أسلما". رواه أحمد و الحاكم وحسنه الألباني. لقد كان إسلام خالد بن الوليد رضي الله عنه من الأحداث التي سُرَّ وفرح بها النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قال صلى الله عليه وسلم حين نعى لأصحابه أمراءه وقادته في معركة مؤتة: ( أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذها جعفر فأصيب، ثم أخذها ابن رواحة فأصيب، وعيناه تذرفان، حتى أخذها سيف من سيوف الله ( خالد بن الوليد) ففتح الله عليه) رواه أحمد وصححه الألباني. وقد حارب خالد رضي الله عنه أهل الرِّدَّة، وُمَسْيلمة الكذاب، وغزا العراق، وشهد حروب الشام مع المسلمين قائداً وجندياً، ومناقبه كثيرة، وعاش ستين سنة، وتوفي رضي الله عنه بحمص سنة إحدى وعشرين هجرية على فراشه, ومن كلماته الأخيرة رضي الله عنه قبيل موته ـ والتي تعبر عن شخصيته وحزنه الشديد على عدم موته شهيداً في ميادين القتال ـ: "لَقَد شَهِدتُ مائة زَحفٍ (قتال) أو زُهاءَها (ما يقرب من ذلك)، وما في جسدي موضع شبر إلَّا وفيه ضربة بسيف، أو رمية بسهم، أو طعنة برمح، وها أنا ذا أموت على فراشي حتف أنفي كما يموت البعير، فلا نامت أعين الجبناء".