غزوة بني النضير

ملخص المقال غزوة بني النضير من الغزوات النبوية التي كشفت بوضوح عن العلاقة الحميمية بين المنافقين واليهود.. فما الدروس والعبر من غزوة بني النضير؟ حديثنا اليوم عن غزوة بني النضير التي وقعت في شهر ربيع الأول. التفريغ النصي - بني النضير وبدر الثانية ودومة الجندل - للشيخ عبد الحي يوسف. بعد الهزيمة التي وقعت للمسلمين في غزوة أحد تجرأ اليهود على المسلمين، وبدءوا يكاشفونهم بالغدر والعداوة، ويتصلون بالمشركين والمنافقين ويعملون لصالحهم ضد المسلمين، والنبي صلى الله عليه وسلم صابرًا متحملاً لأذاهم وجرأتهم، وخاصة بعد وقعة الرجيع ومأساة بئر معونة التي قُتل فيها سبعون رجلاً من أفاضل الصحابة في كمين غادر للمشركين وحلفائهم اليهود، وقد تألم النبي صلى الله عليه وسلم لهذه المأساة التي قُتل فيها سبعون من أصحابه تألمًا شديدًا. وفي يوم من الأيام خلا اليهود بعضهم إلى بعض وسوَّل لهم الشيطان أعمالهم، فتآمروا على قتل الرسول صلى الله عليه وسلم ، وقالوا: أيكم يأخذ هذه الرحى فيصعد بها فيلقيها على رأس محمد فيشدخ بها رأسه؟ فقال أشقاهم عمرو بن جحاش: أنا. فقال لهم سلام بن مشكم: لا تفعلوا، فوالله ليُخبرَنَّ بما هممتم به، وإنه لنقض العهد الذي بيننا وبينه. ولكنهم أصروا وعزموا على تنفيذ هذه الخطة الخبيثة، فلما جلس النبي صلى الله عليه وسلم إلى جنب جدار بيت من بيوتهم وجلس معه أبو بكر وعمر وعلي وطائفة من أصحابه، صعد المجرم على سطح المنزل لينفذ فعلته المشئومة، ولكنّ الله -سبحانه وتعالى- أرسل جبريل الأمين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليُعلِمه بما همُّوا به، فأخبره جبريل، فنهض النبي صلى الله عليه وسلم مسرعًا وتوجَّه إلى المدينة، فلحقه أصحابه فقالوا: نهضت ولم نشعر بك.

  1. التفريغ النصي - بني النضير وبدر الثانية ودومة الجندل - للشيخ عبد الحي يوسف
  2. غزوة بني النضير‏ | موقع نصرة محمد رسول الله

التفريغ النصي - بني النضير وبدر الثانية ودومة الجندل - للشيخ عبد الحي يوسف

وإذا بهم يدخلون حصونهم، ويقولون لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا محمد افعل ما بدا لك، فحاصرهم الرسول صلى الله عليه وسلم ست ليالٍ، وأمر بحرق زروعهم ونخلهم حتى يرعبهم، فقذف الله في قلوبهم الرعب، ولم يجدوا وفاء من المنافقين، فاضطروا إلى الاستسلام، فصالحوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن يخرجوا من المدينة، ويأخذوا معهم ما حملته الإبل ما عدا السلاح. وهدم اليهود بيوتهم بأيديهم، وأخرجوا نساءهم وأبناءهم، وحملوا ما قدروا على حمله من متاعهم فوق الإبل، وهذا جزاء الخائن للعهد الذي يفكر في الغدر، فخرج بعضهم إلى خيبر، وبعضهم إلى الشام، وأسلم منهم يامين بن عمرو، وأبو سعد بن وهب، فترك الرسول صلى الله عليه وسلم لهما أموالهما.

غزوة بني النضير‏ | موقع نصرة محمد رسول الله

فعن سعيد بن جبير ـ رضي الله عنه ـ قال: قلت لابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ: ( سورة الحشر، قال: قل سورة بني النضير)( البخاري). وفي هذه السورة وصف الله طرد اليهود، وفضح مسلك المنافقين، وبين أحكام الفيء، وأثني على المهاجرين والأنصار، وبين جواز القطع والحرق في أرض العدو للمصالح الحربية، وأن ذلك ليس من الفساد في الأرض، وأوصي المؤمنين بالتزام التقوى والاستعداد للآخرة، ثم ختمها بالثناء على نفسه وبيان أسمائه وصفاته، وهكذا كان المجتمع المسلم يتربى على التوحيد، وتعظيم منهج الله، والاستعداد ليوم القيامة.. تمر السنون والأعوام، وتظل سيرة وغزوات النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عامة ومع اليهود خاصة ـ، نبراسا وهاديا، يضيء لنا الطريق، في تعاملنا مع أعداء الأمس واليوم والغد..

تاريخ الغزوة ربيع الأوّل عام ۴ﻫ. سبب الغزوة إنّ اليهود الذين كانوا بنواحي المدينة المنوّرة ثلاثة أبطن: بنو النضير، وقريظة، وقينقاع، وكان بينهم وبين رسول الله(صلى الله عليه وآله) عهد ومدّة، فنقض بنو النضير عهدهم، إذ خرج(صلى الله عليه وآله) إليهم في نفرٍ من أصحابه، وكلّمهم أن يعينوه في ديّة رجلينِ من الكلابيين، قتلهم عمرو بن أُمية الضمّري. فقالوا: نفعل يا أبا القاسم، اجلس هنا حتّى نقضي حاجتك، وخلا بعضهم ببعض فتأمروا بقتله(صلى الله عليه وآله)، واختاروا من بينهم عمرو بن جحّاش أن يأخذ حجر رحى فيصعد فيلقه على رأسه(صلى الله عليه وآله) ويشدخه به، وحذّرهم سلام بن مشكم، وقال لهم: لا تفعلوا ذلك، فو الله ليُخبرن بما هممتم به، وإنّه لنقض العهد الذي بيننا وبينه. جاءه(صلى الله عليه وآله) الوحي، وأخبره ربّه بما همّوا به، فقام(صلى الله عليه وآله) من مجلسه مسرعاً وتوجّه إلى المدينة، ولحقه أصحابه واستفسروه عن قيامه وتوجّهه، فأخبرهم بما همّت به بنو النضير. أرسل(صلى الله عليه وآله) إليهم محمّد بن مسلمة، قائلاً له: «اذهب إلى اليهود فقل لهم: أُخرجوا من بلدي فلا تساكنوني، وقد هممتم بما هممتم به من الغدر، وقد أجّلتكم عشراً، فمَن رُئي بعد ذلك ضُربت عنقه»، فأقاموا أيّاماً يتجهّزون للخروج.