مابعد العسر الا اليسر

عناصر الخطبة تيسير العسير أمل تهفو إليه النفوس المتقون أسعد الناس وأعقلهم أسباب تيسير الأمور بشارة لمن أصابه العسر اقتباس تيسيرُ العسير، وتذليلُ الصعب، وتسهيلُ الأمور أملٌ تهفُو إليه النفوس، وتطمحُ إلى بلوغ الغايةِ فيه والحَظوةِ بأوفى نصيبٍ منه، وإدراكِ أكملِ حظٍّ ترجُو به طِيبَ العيشِ الذي تمتلكُ به أزِمَّةَ الأمور، وتتوجَّهُ به إلى خيراتٍ تستبِقُ إليها، وتنجُو من شُرورٍ تحذَرُ سوءَ العاقبة فيها. إثبات حالة اليسر أو العسر.. القومي للمرأة يكشف وسائل إثبات الدخل الشهري للمحكوم عليه بالنفقة. ولذا فإن من الناسِ من إذا أصابَه العُسر في بعض أمره رأى أن شرًّا عظيمًا نزلَ بساحته، وأن الأبوابَ قد أُوصِدَت دونه، والسُّبُلَ سُدَّت أمامه، فتضيقَ عليه نفسُه، وتضيقَ عليه الأرضُ بما رحُبَت، ويسوءَ من ظنِّه ما كان قبلُ حسنًا.. الحمد لله الذي يجعل بعد العُسر يُسرًا، أحمده سبحانه حمدًا يزيدُنا به نعَمًا وخيرًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يخلُقُ ما يشاءُ ويختارُ، المُتفرِّدُ في الكون نهيًا وأمرًا، وأشهد أن سيدنا ونبيَّنا محمدًا عبدُ الله ورسوله خيرُ الخلق طُرّا وأعظمُهم بِرًّا، اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمدٍ، وعلى آله وصحبه أصوبِ السالكين إلى الله وأهداهم سَيرًا. أما بعد: فاتقوا الله -عباد الله-، واذكرُوا أن للمتقين في الدنيا حياةً طيبةً، ولهم في الآخرة جناتٍ تجري من تحتها الأنهار.

مابعد العسر الا اليسر ولا يريد بكم

وهو موعودٌ مُقترِنٌ بشرط الإتيان بأسبابٍ عِمادُها وأساسُها وفي الطليعةِ منها: التقوى التي هي خيرُ زاد السالكين، وأفضلُ عُدَّة السائرين إلى ربِّهم، ووصيةُ الله تعالى للأولين والآخرين: ﴿ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ﴾ [النساء: 131]. وهي التي تبعثُ المُتَّقي على أن يجعل بينه وبين ما نهى الله عنه حاجزًا يحجُزُه، وساترًا يقِيه، وزاجِرًا يزجُرُه، وواعِظًا في قلبه يعِظُه ويُحذِّرُه. مابعد العسر الا اليسر للتمويل. فلا عجبَ أن تكون التقوى من أظهرِ ما يبتغي به العبدُ الوسيلةَ إلى تيسير كلِّ شُؤونه، وتذليلِ كل عقبةٍ تعترِضُ سبيلَه أو تحُولُ بينَه وبين بلوغِ آماله: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ﴾ [الطلاق: 4]. ومع التقوى يأتي الإحسانُ في كل دروبِه؛ سواءٌ منه ما كان إحسانًا إلى النفس بالإقبال على الله تعالى والقيام بحقِّه سبحانه في توحيده وعبادته بصرفِ جميعِ أنواعِها له وحده سبحانه محبَّةً وخوفًا ورجاءً وتوكُّلاً وخضوعًا وخشوعًا وإخباتًا وصلاةً ونُسُكًا وزكاةً وصيامًا وذِكرًا وصدقةً؛ إذ هو مُقتضى شهادة أن لا إله إلا الله التي تعني: أنه لا معبودَ بحقٍّ إلا الله، وتلك هي حقيقةُ التصديقِ بالحُسنى: ﴿ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى(7) ﴾ [الليل: 5- 7].

لا يضيم الله عبدًا طائعًا ولا يتركه في كربه للأبد ، فقط يبلوه ثم يزيل عنه الهم إن حسن عبادته ، ولجأ للعلي القدير ، ومن أكثر القصص التي تلجأ فيها المرأة إلى الله قصص الحمل أو الزواج ، ففي تلك القصة ابتلى الله عزوجل عبده من عبادة بتأخر الزواج ، ورغم أنها كانت فتاة على قدر من الجمال إلى أن الله لم يكتب لها الزواج وهي في سن صغيرة. فحينما أتمت عامها الرابع والثلاثين تقدم لخطبتها شاب يكبرها بعامين ، فوافقت ومنت نفسها بمستقبل سعيد ونسجت في مخيلتها كيف ستكون حياتها وكم طفلًا ستنجب ، ودارت بها الأحلام كما تدور الدائرة ، ولكن قبل عقد القران طلب منها الخطيب صورة بطاقتها الشخصية فتعجبت من الطلب ولكنها لبته. وبمجرد عودته من عندها اتصلت بها أم الخطيب وأخذت تكلمها بجفاء شديد عن سنها الكبير وضعف فرصها في الحمل والإنجاب ، حتى انجرح قلبها ، ولم تقف الأم عند هذا الحد بل ظلت تحارب حتى فرقت بينهما وانفسخت الخطبة ، فظلت الفتاة تعاني لمدة ستة أشهر حتى قررت أن تعتمر لبيت الله علها تخرج من دائرة الضيق التي حبست نفسها فيها. مابعد العسر الا اليسر للسيارات. ورغم محاولات الشاب المتكررة للاتصال بها إلا أنها قاومت ولم ترضخ لفرصة زواج مهينة ، ولما حانت الفرصة وذهبت الفتاة لتغسل همومها وأوجاعها ببيت الله ، سمعت سيدة تقرأ في مصحفها بصوت جميل قول الله تعالى (وكان فضل الله عليك عظيمًا) ، فأخذت الدموع تسيل منها بغزارة ، فشعرت بها السيدة والتفتت إليها وراحت تربت على كتفها حتى وصلت إلى قولة تعالى: (ولسوف يعطيك ربك فترضى).