منزلة السنة النبوية - شبكة السنة النبوية وعلومها

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلم الصحابي المسيء في صلاته -: "إذا قمت إلى الصلاة فكبر ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعاً، ثم ارفع حتى تعتدل قائماً، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً، ثم ارفع حتى تطمئن جالساً، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها"[7]. كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم بين إقامة الصلاة بفعله، فصلى وقال: "صلوا كما رأيتموني أصلي"[8]. ففي هذا كله وغيره تفصيل لمجمل القرآن، وهو لون من ألوان البيان لما نزل عليه. منزلة السُنّة النبوية في الإسلام - صحيفة النبأ الإلكترونية. المطلب الثالث: السنة النبوية تخصص عام القرآن أحياناً: ففي قوله تعالى: ﴿ يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ ﴾ [النساء: 11]، جاء الحكم بأن الأولاد جميعاً يرثون من آبائهم وأمهاتهم، ولكن السنة النبوية خصصت هذا العموم (لا يتوارث أهل ملتين ولا يرث مسلم كافراً، ولا كافر مسلماً)[9] فلو كان الأب كافراً والابن مسلماً أو العكس فلا توارث بينهما، وكذلك إذا كان الزوج مسلماً والمرأة كتابية. وفي قوله تعالى: ﴿ وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً ﴾ [النساء: 24]، أحل الله تعالى النكاح بالنساء غير اللاتي ذكرن في آيات المحرمات من النساء، وهذا الحكم خصصته السنة النبوية.

  1. منزلة السُنّة النبوية في الإسلام - صحيفة النبأ الإلكترونية

منزلة السُنّة النبوية في الإسلام - صحيفة النبأ الإلكترونية

حيث وردت أركان الإيمان الستة نجد تقرير ذلك في حديث جبريل الذي رواه عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: "بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ دخل علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد، فجاء وأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع يديه على فخذيه ثم قال: يا محمد أخبرني عن الإيمان؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، الإيمان: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر وبالقدر خيره وشره. فقال: صدقت، فعجبنا له يسأله ويصدقه.. "[1]. الحديث. وجاءت الآيات الكريمة تفرض على المسلمين العبادات في آيات متعددة كما في قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً ﴾ [النساء: 103]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183]، ﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ﴾ [آل عمران: 97]، ﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [التوبة: 103].

من دون مبالغة فالغالبية ليس على السُنّة النبوية فينطبق ما قال عليه الصلاة والسلام:(من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردّ). عواقب الاجتهادات الفردية وعدم التحرّي مما ينشر؟ 1_ يتعوّد عامة الناس على الأخذ والعمل بها في اعتقادهم أنها من هدي النبوة فلا يؤجرون على أعمالهم ولايعتبرون من أتباع نبي الأمة الذي قال عليه الصلاة والسلام: (ستفترق أمّتي على اثنان وسبعين فرقة كلهم في النار إلا واحدة من كان على الجماعة) أي العمل على سُنّة النبي والصحابه من بعده. 2_ عندما ينشر حديث لا يتحرى عن إسناده الصحيح لا سيما في أحاديث إسنادها مكذوب أو منكر يقع الفرد المسلم في إثم عظيم لقوله عليه الصلاة والسلام: (إن كذبً عليّ ليس ككذب على أحد من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار). 3_ يستطيع الذين في قلوبهم مرض زرع شرورهم في هذا المنحنى لإبعاد الناس عن سُنّة النبي عليه الصلاة والسلام. وفي الختام: على المسلم الحرص التام عند تصفّح العالم الافتراضي وعدم الأخذ بما ينشر عن سُنّة النبي عليه الصلاة والسلام، إلا بعد التحري عن صحة الأحاديث من بطون الكتب، وعليه أن يتجنب النشر للعامة من دعاء أو رقية أو أذكار ليست على السُنّة النبوية في زمن غربة الدين ورفع العلم.