افضل الذكر في رمضان

والذكر هو رياض المؤمن ومرتعه، فعَنْ أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا»، قلت: يا رسول الله وما رياض الجنة؟ قال: «المساجد»، قلت: وما الرتع يا رسول الله؟ قال: «سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر»، (سنن الترمذي، 3509). وإن الذاكر لله عز وجل، يكون في معية ربه تعالى حال ذكره، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «قال الله تعالى: أنا مع عبدي حيثما ذكرني وتحركت بي شفتاه»، (صحيح البخاري، 7523). وإن من أفضل الذكر في رمضان تلاوة القرآن الكريم، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم، أسوة حسنة في ذلك، فعن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم، أجود بالخير من الريح المرسلة»، (صحيح البخاري، 6). فينبغي للصائم أن يُكثر من تلاوة كتاب الله تعالى وتدبر معانيه والتفكر في آياته، ولقد سن النبي صلى الله عليه وسلم أذكاراً كثيرة، فيها الخير العظيم والثواب الجزيل، منها: أذكار الصباح والمساء، فحريٌّ بالصائم أن يواظب عليها في رمضان وغيره من الأوقات، ومنها كذلك: ما ورد عن أبي هريرة، رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «من قال: سبحان الله وبحمده في يوم مئة مرة، حطبت خطاياه، وإن كانت مثل زبد البحر»، (متفق عليه).

  1. افضل الذكر في رمضان لـ«محصن» بتطبيق
  2. افضل الذكر في رمضان ويوضح المناطق

افضل الذكر في رمضان لـ«محصن» بتطبيق

أنواع الذكر في رمضان وفضلها من أسمى العبادات التي يؤديها الفرد للتقرب من الله -عز وجل- في حياته بشكل عام وفي الشهر الفضيل بشكل خاص، والذكر هو تذكر الله سبحانه وتعالى وتسبيحه والثناء عليه. أنواع الذكر في رمضان وفضلها للذكر نوعان إما ذكر مقيد أو ذكر مطلق وتفصيل كل منها كالآتي: الذكر المقيد، هو الذي يقال في توقيت أو في حالة محددة مثل دعاء ما بعد الآذان وأدعية بعد الصلاة وأذكار السفر والخروج من المنزل وركوب الدابة وغيرهم، ويؤخذ الذكر غالبًا من أقوال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سيرًا على نهجه. من أمثال الأذكار المقيدة أذكار ما بعد الصلاة ومنها الاستغفار ثلاثًا، قول "اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام"، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير"، قول سبحان الله والحمد لله والله أكبر ثلاث وثلاثين مرة. الذكر المطلق، وهو بعكس النوع الأول فهو غير مقيد بزمان أو موضع محدد بل جائز ذكره في أي وقت من اليوم.

افضل الذكر في رمضان ويوضح المناطق

3- وعن أبي سعيد الخُدْري مرفوعًا: ((إن لله - تبارك وتعالى - عتقاء في كل يوم وليلة - يعني: في رمضان – وإن لكل مسلم في كل يوم دعوةً مستجابة))، أخرجه البزار: (962) من "كشف الأستار"، وفي سنده أبان بن أبي عيَّاش وهو ضعيف، وليُنظر: "مجمع الزوائد": (3/ 143)، و(10/ 149). 4- وعن ابن مسعود مرفوعًا: ((لله - تعالى - عند كل فطر من شهر رمضان كلَّ ليلة - عتقاءُ من النار ستون ألفًا، فإذا كان يومُ الفطر أَعتَقَ مثل ما أعتق في جميع الشهر ثلاثين مرة ستين ألفًا))؛ رواه البيهقيُّ في "شُعَب الإيمان": (3606)، وقال المُنذري: "وهو حديث حسن لا بأس به في المتابعات". فهذه أحاديثُ أربعةِ صحابةٍ تُضاف إلى حديث أبي هريرة - رضي الله عنهم جميعًا. ما تفيده هذه الأحاديث للصائمين: هذه الأحاديث تفيد حقيقتين مهمتين جدًّا للصائمين في رمضان: الأولى: كَثْرة العتقاء من النار في أيام الصوم في رمضان بمغفرة ذنوبهم، وقَبول عبادتِهم، وحفظهم من المعاصي التي هي أسباب العذاب، وهذا الوعد بهذا الكسب العظيم يَشْحَذُ هِمَمَ الصائمين للتسابق إلى إحسان عبادتهم، وإخلاص صيامهم، وعِمارة أوقاتهم بما يزيد قُرْبَهم من ربهم، عسى أن يفوزوا بكَرَمه بالعتق من النار.

الوقفة الثانية عشرة: إن أعظم الذكر هو كلام الله تعالى؛ فاجعَل لك مع كلام الله تعالى وقراءته برنامجًا لا تتخلى عنه يزيد في أوقات المواسم الأخروية؛ كشهر رمضان وعشر ذي الحجة، ونحوها، كُن حريصًا على التنفيذ والتخطيط لهذا البرنامج، وإن شهر رمضان موسم عظيم، فكن مُكثرًا فيه مرتبًا برنامجك، فهو من أوسع الأبواب لكسب الأجور، فسابق غيرك في هذا المضمار. الوقفة الثالثة عشرة: اجعَل لك قائمة أذكار اليوم والليلة المقيدة والمطلقة، وحرِّرها في ورقة، وحاسِبْ نفسك من خلالها؛ حتى تعتادها في جميع عُمرك. الوقفة الرابعة عشرة: لحظات الانتظار يُهدرها بعض الناس؛ إما سكوتًا أو تقليبًا لأبصارهم هنا وهناك، ونحو ذلك، لكن استثمارها بالذكر بأنواعه هو استثمار أمثل من جميع الجوانب، فهو كسب للخير وشهادة البقعة لك، وانشراح وذهاب للملل، ونحو ذلك، فاحرِص وذكِّر غيرك بذلك.