هذا الحديث الشريف نص صريح من الرسول عليه الصلاة والسلام يأمر فيه الرجال بالتعامل اللين مع المرأة، وذلك بسبب طبيعتها. كما ينبغي العلم أن الزوجة التي تبيت وهي تبكي وتدعي على زوجها، بأن دعائها مقبول وذلك لقول رسول الله: "مَن كانَتْ عِنْدَه مَظْلِمَةٌ لأخِيهِ فَلْيَتَحَلَّلْه مِنْها، فإنَّه ليسَ ثَمَّ دِينارٌ ولا دِرْهَمٌ، مِن قَبْلِ أنْ يؤْخَذَ لأخِيهِ مِن حَسَناتِهِ، فإنْ لَمْ يَكنْ له حَسَناتٌ أخِذَ مِن سَيِّئاتِ أخِيهِ فَطرِحَتْ عليه" (صحيح). اقرأ أيضًا: حكم خروج الزوجة بدون إذن زوجها في النهاية وبعد التعرف على حكم ترك الزوج زوجته حزينة في الشريعة، يجب أن يحذر الرجل من المعاملة السيئة لزوجته ومن الخروج خارج ما نصت عليه الشريعة وظلم الزوجة، حتى لا يقع في ظلم كبير وذنب عظيم.
كل هذه الأدلة الشرعية توضح أهمية الرفق في التعامل مع الزوجة واللين معها، لأنها مخلوق ضعيف يحتاج إلى الاحتواء من الرجل. قد كان الرسول عليه الصلاة والسلام خير الناس في التعامل مع زوجاته ولم يضرب أي زوجة نهائيًا والدليل على ذلك ما ذكرته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: «مَا ضَرَبَ رَسول اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا قَطّ بِيَدِهِ، وَلَا امْرَأَةً، وَلَا خَادِمًا، إِلَّا أَنْ يجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَمَا نِيلَ مِنْه شَيْءٌ قَطّ، فَيَنْتَقِمَ مِنْ صَاحِبِهِ، إِلَّا أَنْ ينْتَهَكَ شَيْءٌ مِنْ مَحَارِمِ اللهِ، فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ» أخرجه مسلم. لهذا ينبغي أن نتخذ من رسول الله أسوة حسنة ونقتدي به في كل الأعمال والسلوكيات الخاصة بها ومنها سلوكياته ومعاملته مع زوجاته. اقرأ أيضًا: حكم خيانة الزوجة لزوجها بالهاتف حكم ضرب الزوجة الناشز الكثير من الرجال قد يخطئ في فهم الشرع في مسألة ضرب الزوجة ولهذا ينبغي معرفة الآتي: قال الله تعالى: «وَاللَّاتِي تَخَافونَ نشوزَهنَّ فَعِظوهنَّ وَاهْجروهنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبوهنَّ». من هذه الآية الكريمة يستدل على أن الله تعالى طلب من الزوج في البداية النصح وبعدها الهجر ويكون الضرب هو الحل الثالث بعد استنفاذ باقي الحلول.
هل مال الولد ملك للأب، وما صحة حديث (أنت ومالك لأبيك) وما معناه؟... // الشيخ عبدالعزيز الطريفي - YouTube
يظن كثير من الآباء أن أموال أبنائهم هو حق لهم ويمكن أخذه حتى بالغصب، حيث يتخذون حديث الرسول صلى الله عليه وسلم أنت ومالك لأبيك سببًا، ويحدث العديد من الخلافات بسبب ذلك، فما صحة ذلك القول؟ أنت ومالك لأبيك الشعراوي يحكي متولي الشعراوي القصة التي قال فيها الرسول هذا الحديث فيقول: (جاء رجل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فقال له إن أبي أخذ مالي). فسأله الرسول وكيف ذلك، فقال له عندما آتي بالمال أعطيه لأبي، وعندما أخذه منه يعطيني المال ناقصًا. فقال الرسول أحضروا والده إلي حتى يعرف إذا كان هذا الكلام صحيح أم لا، وعندما جاء وسأله النبي بكى الرجل. فقال يا رسول الله عندما كان صغيرا ضعيفًا وأنا قوي، فقيرًا وأنا غني، فلم أحرمه من المال، والآن تبدل الحال. صحة حديث انت ومالك لابيك. فصرت أنا الفقير وهو الغني، أنا الضعيف وهو القوي، فيحرمني من ماله، فبكى الرسول صلى الله عليه وسلم، وقال أنت ومالك لأبيك، أنت ومالك لأبيك. تعرف على قصة التمس ولو خاتماً من حديد الشيخ محمد أبو بكر أنت ومالك لأبيك يؤكد الشيخ محمد أبو بكر أن هذا الحديث يتم تنفيذه فقط إذا كان الأب ليس لديه أي أموال، ولا يستطيع شراء الطعام. أما إذا كان لدى الأب الأموال، وطالب بأموال الابن فلا يعطيه شيء، حتى وإن دعا عليه، فلن يستجيب الله لأنه مطلع على الأمر.
قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أنت ومالُك لأبيك))؛ حديث صحيحٌ رواه جابر - رضِي الله عنه - عن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأخرجه ابن ماجه. ورواه أيضًا سمرة وأبو مسعود - رضي الله عنهما - وأخرجه الطبراني في " الأوسط " و" الصغير "، وأخرجه البيهقي في " دلائل النبوة "، وصحَّحه ابن حجر والألباني. والرواية الأخرى للحديث: ((أنت ومالُك لوالدك، إنَّ أولادكم من أطيَبِ كسْبكم، فكُلُوا من كسْب أولادكم))؛ رواه ابن عمر - رضي الله عنهما - عن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأخرجه أحمد وأبو داود وابن ماجه.
على كل حال هذا الحديث حجة أخذ به العلماء واحتجوا به، ولكنه مشروط بما ذكرنا، فإن الأب ليس له أن يأخذ من مال ولده ما يضره، وليس له أن يأخذ من مال ولده ما يحتاجه الابن، وليس له أن يأخذ من مال ولده ليعطي ولداً آخر، والله أعلم.
والحديث صححه الشيخ الألباني في " السلسلة الصحيحة " ( 2564) ، وقال: وفي الحديث فائدة فقهيَّة هامَّة قد لا تجدها في غيره ، وهي أنه يبيِّن أن الحديث المشهور " أنت ومالك لأبيك " ( الإرواء 838) ليس على إطلاقه بحيث أن الأب يأخذ من مال ابنه ما يشاء ، كلا ، وإنما يأخذ ما هو بحاجة إليه. والله أعلم