الموقع الرسمي للشيخ مرتضى علي الباشا : العجز عن عدّ مكارم أخلاق رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم | تفسير لإيلاف قريش

* * * القول في تأويل قوله: قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلا (77) قال أبو جعفر: يعني بقوله جل ثناؤه: " قل متاع الدنيا قليل " ، قل، يا محمد، لهؤلاء القوم الذين قالوا: رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ =: عيشكم في الدنيا وتمتعكم بها قليل، لأنها فانية وما فيها فانٍ (23) = " والآخرة خير " ، يعني: ونعيم الآخرة خير، لأنها باقية ونعيمها باق دائم. وإنما قيل: " والآخرة خير " ، ومعنى الكلام ما وصفت، من أنه معنيٌّ به نعيمها - لدلالة ذكر " الآخرة " بالذي ذكرت به، على المعنى المراد منه = " لمن اتقى " ، يعني: لمن اتقى الله بأداء فرائضه واجتناب معاصيه، فأطاعه في كل ذلك = " ولا تظلمون فتيلا " ، يعني: ولا ينقصكم الله من أجور أعمالكم فتيلا. * * * وقد بينا معنى: " الفتيل " ، فيما مضى، بما أغنى عن إعادته ههنا. (24) ------------------- الهوامش: (13) انظر تفسير: "ألم تر" فيما سلف: 426 ، تعليق: 5 ، والمراجع هناك. (14) انظر تفسير: "إقامة الصلاة" فيما سلف من فهارس اللغة (قوم). (15) انظر تفسير "إيتاء الزكاة" فيما سلف من فهارس اللغة "أتى" "زكا".

وما متاع الدنيا الا قليل

شادي إسماعيل علي... قل متاع الدنيا قليل... - YouTube

قل متاع الدنيا قليل

فما أجمله من تعبير! وأجملْ به من توصيف! يزيح عن القلوب الغمامة، ويرفع عن الوجوه السآمة، ويُذهب عن النفوس الغمة، ويرفع عن الصدور الكربة. وهكذا هي والله دومًا ودائمًا ألفاظ القرآن الكريم ، وتعبيراته وآياته، تفوق البلاغة والبيان، وتجاوز الكمال والحسن، وهي إلى ذلك جامعة مانعة، بديعة ماتعة، وكل ما أمعن الواحد منا النظر لها، وأدام التأمل فيها، انشرح صدره، وزال همُّه، وحسن عمله، وانقضى أمره، وكثر حمده لله عزَّ وجلَّ وشكره، وبالمقابل قلَّت شكواه، وزال تشككه، وانقضى إلى غير رجعة تردده، وخلُص من حقده، وسوء ظنه بربه. وسيتبيَّن لنا شيء من ذلك من خلال هذا المثال الذي طرحناه، والآية التي سقناها، وهي قوله عزَّ وجل: ﴿ مَتَاعٌ قَلِيلٌ ﴾. فإنه في هذا الجزء من الآية، يخبر الله عز وجل عباده، وعلى رأسهم نبيُّه ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم - وهما وجهان لأهل التفسير فيها - عن حقيقة هذه الدنيا وقدرها، ويزهدهم في هذه الدنيا ومنها، ويُعلم الجميع قاطبة، من آمن ومن كفر، ومن علم ومن جهل، ومن صدق ومن كذب، ومن رضي ومن أبى، ومن أحسن ومن أسى، بقلّتها، ولا سيما إذا علمنا ما أعدّه عز وجل لأهل الإيمان في الآخرة، وأنها مع ما فيها، وما أعطي أهلها منها من السَّعة، وبسط الرزق، ورغد العيش، ليست إلا شيئًا حقيرًا سيذهب، ويزول إلى غير رجعة.

قل متاع الدنيا قليل والاخرة خير لمن اتقى

(20). * * * وبنحو الذي قلنا إنّ هذه الآية نـزلت فيه، قال أهل التأويل. ذكر الآثار بذلك، والرواية عمن قاله. 9951 - حدثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق قال، سمعت أبي قال، أخبرنا الحسين بن واقد، عن عمرو بن دينار، عن عكرمة، عن ابن عباس: أن عبد الرحمن بن عوف وأصحابًا له أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله، كنا في عِزّ ونحن مشركون، فلما آمنا صرنا أذِلة! فقال: إني أمرت بالعفو فلا تقاتلوا. فلما حوَّله الله إلى المدينة، أمر بالقتال فكفوا، فأنـزل الله تبارك وتعالى: " ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم " ، الآية (21). 9952 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثنا حجاج، عن ابن جريج، عن عكرمة: " ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم " ، عن الناس = " فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم " ، نـزلت في أناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم = قال: ابن جريج وقوله: " وقالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لولا أخرتنا إلى أجل قريب " ، قال: إلى أن نموت موتًا، هو " الأجل القريب ". 9953 - حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله: " ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة " ، فقرأ حتى بلغ: " إلى أجل قريب " ، قال: كان أناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يومئذ بمكة قبل الهجرة، تسرَّعوا إلى القتال، فقالوا لنبي الله صلى الله عليه وسلم: ذَرْنا نتَّخذ مَعَاول فنقاتل بها المشركين بمكة!

﴿ متاع قَلِيلٌ ﴾ الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد: فإن الدنيا بلغة فانية، ومتعة زائلة، وظلال آفلة، وسحابة حائلة، ولذة ذاهبة، وفتنة راجفة. إن الدنيا أيام قلائل، وظل زائل، وليالٍ قصار، وساعة معدودة، وأنفاس محدودة، ثم بعدها حسرات مترادفة، وأحزان متضاعفة، يُتمتَّع بها ثمَّ تفنى، وتذهب بعد وقت قريب، ثم لا يبقى إلا التحسُّر الوبيل. الدنيا، وما أدراك ما الدنيا؟! إنه ومهما حاول أهل اللغة جاهدين، وعضّدهم أهل البلاغة مسرعين، وجاءهم أهل الفصاحة مسوّمين، وأهل العربية مساعدين - فإنهم سيعجزون عن وصف الدنيا على الحقيقة، ومهما قلَّبت كتب المعاجم، وقواميس اللغة في القديم والحديث، وكواغد الغريب في السابق واللاحق؛ فإنها خالية وخاوية، من حقيقة الألفاظ التي يمكن أن توصف بها الدنيا. لكن الله عزَّ وجلَّ الذي لا يعجزه شيء في الدنيا والآخرة، جاء لذلك بأروع وصف وأجمله، وأبينه وأوضحه، وأقصره وأخصره؛ إذ الدنيا مع دناءتها، وحقارتها وزوالها من جهة، وقلَّتها إلى جانب ما في الآخرة، من جهة أخرى، لا تستحق التطويل والإسهاب؛ لبيان ما هي عليه - وهو قوله عزَّ وجلَّ وهو يصور هذه الدنيا الفانية على الحقيقة والتحقيق: ﴿ مَتَاعٌ قَلِيلٌ ﴾.

2. {فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ} وفيه يرشدهم إلى شكر هذه النعمة العظيمة ومعناه: فليوحدوه بالعبادة، كما جعل لهم حرمًا آمنًا وبيتًا محرمًا، كما قال الله تعالى: {إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [النمل:91]. 3.

تفسير لايلاف قريش

وأما القول الذي قاله من حكينا قوله ، أنه من صلة قوله: ( فجعلهم كعصف مأكول) فإن ذلك لو كان كذلك ، لوجب أن يكون " لإيلاف " بعض " ألم تر " وأن لا تكون سورة منفصلة من " ألم تر " وفي إجماع جميع المسلمين على أنهما سورتان تامتان ، كل واحدة منهما منفصلة عن الأخرى ما يبين عن فساد القول الذي قاله من قال ذلك. ولو كان قوله: ( لإيلاف قريش) من صلة قوله: ( فجعلهم كعصف مأكول) لم تكن " ألم تر " تامة حتى توصل بقوله: ( لإيلاف قريش) لأن الكلام لا يتم إلا بانقضاء الخبر الذي ذكر. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة قريش. حدثني علي ، قال: ثنا أبو صالح ، قال: ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، في قوله: ( إلفهم رحلة الشتاء والصيف) يقول: لزومهم. [ ص: 622] حدثني محمد بن سعد ، قال: ثني أبي ، قال: ثني عمي ، قال: ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، في قوله: ( لإيلاف قريش) قال: نهاهم عن الرحلة ، وأمرهم أن يعبدوا رب هذا البيت ، وكفاهم المؤنة ، وكانت رحلتهم في الشتاء والصيف ، فلم يكن لهم راحة في شتاء ولا صيف ، فأطعمهم بعد ذلك من جوع ، وآمنهم من خوف ، وألفوا الرحلة ، فكانوا إذا شاءوا ارتحلوا ، وإذا شاءوا أقاموا ، فكان ذلك من نعمة الله عليهم.

تفسير لإيلاف قريش مكرره

حدثنا بشر ، قال: ثنا يزيد ، قال: ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله: ( لإيلاف قريش إيلافهم) قال: كان أهل مكة تجارا يتعاورون ذلك شتاء وصيفا ، آمنين في العرب ، وكانت العرب يغير بعضها على بعض ، لا يقدرون على ذلك ، ولا يستطيعونه من الخوف ، حتى إن كان الرجل منهم ليصاب في حي من أحياء العرب ، وإذا قيل حرمي خلي عنه وعن ماله ، تعظيما لذلك فيما أعطاهم الله من الأمن. حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال: ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ( وآمنهم من خوف) قال: كانوا يقولون: نحن من حرم الله ، فلا يعرض لهم أحد في الجاهلية ، يأمنون بذلك ، وكان غيرهم من قبائل العرب إذا خرج أغير عليه. حدثني يونس ، قال: أخبرنا ابن وهب ، قال: قال ابن زيد في قوله: ( وآمنهم من خوف) قال: كانت العرب يغير بعضها على بعض ، ويسبي بعضها بعضا ، فأمنوا من ذلك لمكان الحرم ، وقرأ: ( أولم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شيء). وقال آخرون: عني بذلك: وآمنهم من الجذام. تفسير سور المفصل (34) تفسير سورة قريش (لإيلاف قريش). حدثنا الحارث ، قال: ثنا الحسن ، قال: ثنا ورقاء ، جميعا قال: قال الضحاك: ( وآمنهم من خوف) قال: من خوفهم من الجذام. حدثنا ابن حميد ، قال: ثنا مهران ، عن سفيان ( وآمنهم من خوف) قال: من الجذام وغيره.

تفسير لإيلاف قريش سورة

حدثنا أبو كريب ، قال: قال وكيع: سمعت أطعمهم من جوع ، قال: الجوع. ( وآمنهم من خوف) الخوف: الجذام. حدثنا عمرو بن علي ، قال: ثنا عامر بن إبراهيم الأصبهاني ، قال: ثنا خطاب بن جعفر بن أبي المغيرة ، قال: ثني أبي ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ( وآمنهم من خوف) قال: الخوف: الجذام. تحميل تفسير سورة قريش لابن كثير PDF - كتب PDF مجانا. [ ص: 625] والصواب من القول في ذلك أن يقال: إن الله تعالى ذكره أخبر أنه ( آمنهم من خوف) والعدو مخوف منه ، والجذام مخوف منه ، ولم يخصص الله الخبر عن أنه آمنهم من العدو دون الجذام ، ولا من الجذام دون العدو ، بل عم الخبر بذلك ، فالصواب أن يعم كما عم جل ثناؤه ، فيقال: آمنهم من المعنيين كليهما. آخر تفسير سورة قريش

حدثنا ابن حميد ، قال: ثنا مهران ، عن سفيان ( رحلة الشتاء والصيف) قال: كانوا تجارا. حدثنا ابن حميد ، قال: ثنا مهران ، عن سفيان ، ثنا ابن عبد الأعلى ، قال: ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن الكلبي ( رحلة الشتاء والصيف) قال: كانت لهم [ ص: 623] رحلتان: رحلة في الشتاء إلى اليمن ، ورحلة في الصيف إلى الشام. حدثنا عمرو بن علي ، قال: ثنا عامر بن إبراهيم الأصبهاني ، قال: ثنا خطاب بن جعفر بن أبي المغيرة قال: ثني أبي ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ( إيلافهم رحلة الشتاء والصيف) قال: كانوا يشتون بمكة ، ويصيفون بالطائف. وقوله: ( فليعبدوا رب هذا البيت) يقول: فليقيموا بموضعهم ووطنهم من مكة ، وليعبدوا رب هذا البيت ، يعني بالبيت: الكعبة. تفسير لايلاف قريش. كما حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال: ثنا هشيم ، قال: أخبرنا مغيرة ، عن إبراهيم ، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، صلى المغرب بمكة ، فقرأ: ( لإيلاف قريش) فلما انتهى إلى قوله: ( فليعبدوا رب هذا البيت) أشار بيده إلى البيت. حدثنا عمرو بن علي ، قال: ثنا عامر بن إبراهيم الأصبهاني ، قال: ثنا خطاب بن جعفر بن أبي المغيرة ، قال: ثني أبي ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، في قوله ( فليعبدوا رب هذا البيت) قال: الكعبة.