حديث عن السلام

[١٠] حديث: أفشوا السَّلام بينكم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- إنه قال: "لا تَدْخُلُونَ الجَنَّةَ حتَّى تُؤْمِنُوا، ولا تُؤْمِنُوا حتَّى تَحابُّوا، أوَلا أدُلُّكُمْ علَى شيءٍ إذا فَعَلْتُمُوهُ تَحابَبْتُمْ؟ أفْشُوا السَّلامَ بيْنَكُمْ". حديث جبريل عليه السلام عن مراتب الدين. [١١] أنّه لن ينال المسلم دخول الجنة حتى يدخل الإيمان إلى قلبه وهذا لا يتحقق حتى يحب إخوانه المؤمنين جميعهم حبًا في الله لأجل إسلامهم وإيمانهم ثم يخبر النبي -صلّى الله عليه وسلّم- عن أفضل وسيلة للوصول إلى ذلك ويتحقق بها محبة المؤمنين وهي إفشاء السلام ونشره في المجتمع الإسلامي. [١٢] حديث: إذا لقيته فسلِّمْ عليه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- إنه قال: "حَقُّ المسلِمِ على المسلِمِ ستٌ: إذا لقيتَهُ فَسلِّمْ علَيهِ، و إذا دَعاكَ فأجِبْ، و إذا استنصَحَكَ فانصَحْ لهُ، وإذا عَطسَ فَحَمِدَ اللهَ فَشَمِّتْ، و إذا مَرِضَ فَعُدْ، و إذا ماتَ فاتْبَعْهُ". [١٣] أن للمسلم على أخيه المسلم الكثير من الحقوق، وقد ذكر منها النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- ستة حقوق من بينها السلام، فالابتداء بالسلام عند اللقاء سنة مؤكدة عن رسول الله ورّد السلام حكمه فرض عين على من قُصد به بشخصه، وإن كانت جماعه فحكم رد السلام فرض كفاية، ويكون بحسب حال الأشخاص فيلقيه الصغيرعلى الكبير، والماشي على القاعد وهكذا.

  1. حديث جبريل عليه السلام عن مراتب الدين
  2. حديث عن نزول عيسى عليه السلام

حديث جبريل عليه السلام عن مراتب الدين

قال: فمن هؤلاء الخمسة الأشباح الذين أراهم في هيئتي وصورتي؟قال: هؤلاء الخمسة من ولدك لولاهم ما خلقتك، هؤلاء خمسة شققت لهم خمسة أسماء من أسمائي، لولاهم ما خلقت الجنّة ولا النار ولا العرش ولا الكرسي ولا السماء ولا الأرض ولا الملائكة ولا الإنس ولا الجنّ، فأنا المحمود وهذا محمّد، وأنا العالي وهذا عليّ، وأنا الفاطر وهذه فاطمة، وأنا الإحسان وهذا الحسن، وأنا المحسن وهذا الحسين، آليت بعزّتي أنّه لا يأتيني أحد بمثقال ذرّة من خردل من بغض أحدهم إلاّ أدخلته ناري ولا اُبالي. إفشاء السلام. يا آدم هؤلاء صفوتي من خلقي بهم اُنجيهم وبهم اُهلكهم، فإذا كان لك إليَّ حاجة فبهؤلاء توسّل. فقال النبيّ (صلى الله عليه وآله): نحن سفينة النجاة من تعلّق بها نجا، ومن حاد عنها هلك، فمن كان له إلى الله حاجة فليسأل بنا أهل البيت»(14). 17 ـ عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) قال:«إنّ الله خلقني وخلق علياً وفاطمة والحسن والحسين قبل أن يخلق آدم (عليه السلام) حين لا سماء مبنيّة ولا أرض مدحيّة، ولا ظلمة ولا نور، ولا شمس ولا قمر، ولا جنّة ولا نار، فقال العباس: فكيف كان بدء خلقكم يا رسول الله؟ فقال: يا عمّ، لمّا أراد الله أن يخلقنا تكلّم بكلمة خلق منها نوراً، ثمّ تكلّم بكلمة اُخرى فخلق منها روحاً، ثمّ مزج النور بالروح فخلقني وخلق علياً وفاطمة والحسن والحسين فكنّا نسبّحه حين لا تسبيح ونقدّسه حين لا تقديس.

حديث عن نزول عيسى عليه السلام

والملاحظ هنا أن الحديث فسّر الإسلام هنا بالأعمال الظاهرة ، وذلك لأن الإسلام والإيمان قد اجتمعا في سياق واحد ، وحينئذ يفسر الإسلام بالأعمال الظاهرة كما أشرنا ، ويفسر الإيمان بالأعمال الباطنة من الاعتقادات وأعمال القلوب. أما الإيمان فيتضمن أمورا ثلاثة: الإقرار بالقلب ، والنطق باللسان ، والعمل بالجوارح والأركان ، فالإقرار بالقلب معناه أن يصدق بقلبه كل ما ورد عن الله تعالى ، وعن رسوله صلى الله عليه وسلم من الشرع الحكيم ، ويسلّم به ويذعن له ، ولذلك امتدح الله المؤمنين ووصفهم بقوله: { إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا} ( الحجرات: 15) ، ويقابل ذلك النفاق ، فالمنافقون مسلمون في الظاهر ، يأتون بشعائر الدين مع المسلمين ، لكنهم يبطنون الكفر والبغض للدين.

رواه مسلم. ودل على وجود الرد قوله تعالى: وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا [النساء:86]. فأمر بالرد بمثلها أو بأحسن منها، والأصل في الأمر أن يكون للوجوب ما لم يوجد صارف إلى الندب ولا صارف هنا. ولا شك أن ابتداء السلام مأمور به كذلك، لكن حمل الجمهور الأمر فيه للندب، وأخذ الحنفية بظاهره فأوجبوا إلقاء السلام، وهو قول للمالكية والمشهور عنهم موافقتهم للجمهور.