تعمّ الاعتقادات بأن منتصف كل شهر قمري تبدأ الاضطرابات العقلية بالنشاط، وذلك وفق أحد المتخصصين في علم الخرافات والأساطير، وهو يقول أنه في القرن التاسع عشر يتعرض المجانين والمختلون عقليًّا للضرب في المستشفيات التي تختص بعلاج الأمراض النفسية والعقلية، وذلك قبل أن يكتمل القمر، ويحدث الضرب أثناء اكتمال القمر وبعده لتهدئتهم. لأن القمر يأخذ بالكبر بعد أن يولد في غرة الشهر القمري، فقد أصبح يرتبط بالخصوبة، وكما أنه كان شديد الارتباط بما يُزرع وينمو؛ وبما أن الشهر القمري يساوي الدورة الشهرية للمرأة تقريبًا، فقد برزت الكثير من التكهنات حول اتصال هذا بذاك، إلا أن العلماء يكادون يجزمون أنها ما هي إلا محض صدفة. يضيف أحد الباحثين أنه لا يتم ولادة أطفال أكثر من المعتاد عندما ينتصف القمر، وبالتأكيد فهذا محض خرافة لا تؤكدها الإحصاءات، ولاتؤيد الاعتقاد بها، إلا أنه ما يزال سائدًا، ومن الخرافات والأساطير التي لا تزال شائعة أن الشعر والأظافر ينموان في الفترة التي يكون فيها القمر في مرحلة النمو ليصير بدرًا؛ لذلك يحبب ذهاب الشخص إلى الحلاق خلال النصف الثاني من أي شهر قمري، وذلك عندما يكون القمر في طور الانحسار.
يرى بعض المتخصصين في القصص والحكايات الأسطورية والخرافية، أن الإنسان مخلوق نهاري، في حين أن القمر يرتبط بشكلٍ أساسي في الليل الذي يرعب الإنسان، ويصبح مكتملًا يولد لديه انطباع بأنه أصبح أكثر قوة، ويتغيرشكل القمر في مراحل دورته التامة حول الأرض، أي أن الشهر القمري يمضي 29 يومًا ونصف اليوم، فيكون في بدايته صغيرًا، بعدها يأخذ بالكبر إلى أن يكتمل بدرًا، ثم يأخذ بالصغر إلى حد الاختفاء، وتتكرر الدورة من جديد. يقول أحد الباحثين في الخرافات والأساطير أن القمر يُعدّ مصدرًا للمعتقدات والخرافات القديمة في شأن الموت والبعث، لا سيما في مصر القديمة، ففي معتقدات المصريين القدماء كان الإله أوزيريس أول متوفىً يُبعث للحياة على شاكلة القمر. ما هي اسماء مراحل القمر. وفي الأساطير والخرافات الدينية اليونانية المتأصلة في القدم، فيأخذ القمر ملامح الآلهة أرتيميس، وفي أساطير ومعتقدات السومريين فإن القمر مذكر يقوم بدور مهم جدًّا للبشر، وفي حضارة مصر القديمة أسندت العناية بالقمر إلى الإله تحوت. في حكايات وقصص الشعوب، فقوة السحرة والمشعوذين تزداد وتعظم مع اكتمال القمر بدرًا في السماء، وللقمر الفضل الكبير كذلك في الإبداع الذي يصنعه الخيال البشري لتلك الفكرة القائلة بأن الرجل قد يتحول إلى ذئب في حال اكتمال القمر بدرًا، وذلك في خرافة وأسطورة المستذئبين.