تشير مصادر كثيرة إلى أن للعمارة الطينية في الإمارات تاريخ ومكانة خاصة، لأن أغلبية القلاع والحصون هي في الأساس ذات منشأ طيني، سواء في مدينة العين أو غيرها من المناطق المتفرقة في الجغرافيا الإماراتية. بعض هذه البيوت تم ترميمها وإصلاحها من قبل الإدارات التراثية المختلفة في الدولة، وبعضها قد تم هدمه واستبداله بمنازل حديثة أكثر صلابة ومتانة لا سيما بعد دخول البلاد مرحلة التطور العمراني التي شيدت فيها منازل أنيقة لعب الحجر ومادة الأسمنت دوراً محورياً في تشييدها. والبيت الطيني في الزمن الإماراتي السابق كان يتميز بالرحابة والهدوء كما كان يوفر لساكنيه نوعاً من الطمأنينية، التي تحكمها طباع الناس الذين يسكنون متجاورين مع بعضهم بعضاً، ناهيك عن تشابه البيوت في طرز بنائها البسيطة. بحسب الباحث عمار السنجري فإن هناك الكثير من البيوت والقلاع التي بنيت من الطين أو كان الطين مكوناً رئيسياً فيها ومن ذلك قلعة المربعة التي بنيت في عام 1948 وسط مدينة العين، ويصف أحد البناة الأول ممن قضوا شطراً كبيراً من حياتهم في بناء بيوت الطين في العين هذه البيوت التي اتسمت بالقوة والمتانة حيث يقول "بيت زايد العود في النخل (متحف قصر العين اليوم) بيت طين، كما يؤكد ذلك بخصوص "المربعة" التي شارك في بنائها، وهي التي بنيت أساساً لتكون مقراً للشرطة واستغرق بناؤها شهوراً واستخدم في تشييدها الطين واللبن والدعون والليف والجص وخلافها من المواد.
العودة إلى الطبيعة والأرض، بعد فترة طويلة من الاعتماد على الآخرين لبناء المنازل وصنع موادها يمكن لبيت الطين أن يعيد الناس لهذا النشاط الذي مارسه الناس لقرون، أن يشكلوا الأرض بأيديهم ويجعلوها مباني تصلح للسكن. الترابط بين الناس، بيوت الطين الحديثة المبنية في أمريكا ونيوزيلندا وبريطانيا وغيرها من البلدان يبنيها متطوعون ويساعدون صاحب المنزل، هذا يوثق العلاقات بين الناس ويخلق مجتمعاً متواصلاً أكثر. الراحة، لأن الطين يمكنه أن يجعل البيت بارداً - نسبياً - في الصيف ودافئاً في الشتاء دون حاجة للكثير من التكييف أو التدفأة. لم أجد الكثير لأكتب عنه لأنه مادة بسيطة حقاً، مقاوم للحرائق والزلازل، يمكن تشكيله كما ترغب وهذا ما جعل البعض يصنعون في جدران منازلهم رفوفاً ومدافئ وغير ذلك، رخيص لأنه يعتمد كلياً على مواد طبيعية، غير ضار بالبيئة، يمكن أن يعيش لمدة طويلة وصيانته سهلة، يمكن لصاحب المنزل أن يبنيه بنفسه وبمساعدة مجموعة من المتطوعين، هذا في رأيي يجعل الطين (Cob) مادة ممتازة للبناء.
كيفية البناء يتم بناء هذه النوعية من المباني على مراحل بمعنى أنه يجب أن تضعي كتل الطين بالسمك المطلوب على مراحل كل مرحلة لا تتعدى ارتفاع 30: 40 سم بطول محيط الغرفة ثم تتركيها من يومين الى ثلاثة ايام حتى تتماسك في خلال هذه الأيام تكوني قد قمتي بنفس العملية السابقة من تجهيز خلطة جديدة للمرحلة الجديدة أي للأربعين سم القادمة. كيفية عمل عتب للباب و الشباك يمكنك الاستعانة بالله ثم بجزع شجرة او ألواح خشبية لعمل الآعتاب. السقف يتم تركيب مرابيع خشب ((عروق)) 10×10 على بعد 60سم بين كل مربوع و المجاور له و بعدها يتم تغطية السقف بأغصان النخيل (( الجريد السعف)) أو بألواح خشبية ثم تغطى بطبقة من الشراع الأزرق و المتوفر في الأسواق ثم طبقة من الطين الذي تم بناء الغرفة منه. للتلييس توجد مادة تعطي نفس الشكل الطيني من منتجات شركة الجزيرة للدهانات و تسمة ((مشاشكو)) و هي نوعية لها نفس مواصفات المبنى الطيني و سوف تجعلك تعيشين جو المبنى الطيني القديم. و هكذا نستطيع ان نتخيل كم كان يعانوا القدماء في بناء منزل من الطين و الذي يسخر منه الغالبية الآن و أنا أقسم أن هذا النوع من المباني ليس بالسهل فضلا عن أنه صحي للغاية فهو مكيف تلقائيا صيفا و شتاء.. 02 / 09 / 2008, 03:16 PM #7 لا اعتقد ان بيوت الطين تبقى الحرارة خارجا بل العكس يصبح البيت اشبه بفرن.
بعد رحلتي معهن عبر الزمن، أجد أن أغلبهن يبدأن بالحنين والقناعة بجمال طرازنا المعماري الأصيل، وتتفجر إبداعاتهن بدمج التصاميم القديمة بأسلوب الحياة العصرية، فيأتي الناتج بيوتاً تلائم طقسنا وتتماشى مع أسلوب حياتنا وبلمسة عصرية تضفي الذوق والجمال والأصالة بتناغم عذب بين الحاضر والماضي.
Sep-13-2013, 02:37 PM #4 ســــــ(مراقبة)ــــــــــــابقة على بساطتها الا انها جميلة جدا وتبعث الراحة في النفس يعطيك ألف عافية مهندسنا الفاضل بانتظار جديدك Sep-13-2013, 03:02 PM #5 *إدارة المنتديات *المشرف العام للجان التكريم وتنظيم الاحتفالات *مدير العلاقات العامة والتنسيق لملتقى بلقرن وتكريم الحاصلين على درجة الدكتوراه *عضو لجنة الإصلاح بمحافظة بلقرن:: عضو مؤسس:: نقل جميل بجمال الماضي شكرا ابا سعد Sep-15-2013, 01:49 AM #6 المشرفة العامة على جميع الأقسام موضوع رائع شكراً أخي الفاضل بارك الله فيك الحياة مستمرة سواء ضحكت أم بكيت فلا تحمل نفسك هموماً لن تستفيد منها.
الدستور" في ارجاء الزمن القديم جالت ، ومن عبق الاباء والاجداد نهلت واستذكرت تاريخاً مجيداً ، ففي هذه البيوت عاش اباؤنا واجدادنا ، ومنها خرج رجالات كان لهم دور بارز في بناء الاردن وتطوره وتقدمه.