القرآن في القرآن (28):اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ | هُنا القُرءان

قوله تعالى: الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد. فيه ثلاث مسائل: الأولى: قوله تعالى: الله نزل أحسن الحديث يعني القرآن. لما قال: " فيتبعون أحسنه " بين أن أحسن ما يسمع ما أنزله الله وهو القرآن. قال سعد بن أبي وقاص قال أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لو حدثتنا ، فأنزل الله - عز وجل -: الله نزل أحسن الحديث فقالوا: لو قصصت علينا ، فنزل: " نحن نقص عليك أحسن القصص " فقالوا: لو ذكرتنا ، فنزل: ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله [ ص: 222] الآية. الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني. وعن ابن مسعود - رضي الله عنه - أن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ملوا ملة فقالوا له: حدثنا فنزلت. والحديث ما يحدث به المحدث. وسمي القرآن حديثا; لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يحدث به أصحابه وقومه ، وهو كقوله: فبأي حديث بعده يؤمنون وقوله: " أفمن هذا الحديث تعجبون " وقوله: إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا وقوله: ومن أصدق من الله حديثا وقوله: فذرني ومن يكذب بهذا الحديث قال القشيري: وتوهم قوم أن الحديث من الحدوث ، فيدل على أن كلامه محدث ، وهو وهم; لأنه لا يريد لفظ الحديث على ما في قوله: " ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث " وقد قالوا: إن الحدوث يرجع إلى التلاوة لا إلى المتلو ، وهو كالذكر مع المذكور إذا ذكرنا أسماء الرب تعالى. "

القرآن في القرآن (28):اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ | هُنا القُرءان

وعن سعيد بن جبير قال: يشبه بعضه بعضًا، ويصدق بعضه بعضًا، ويدل بعضه على بعض. وقوله: { مَثَانِي} أي تثنى فيه الأنباء والأخبار والقضاء والأحكام والحجج، وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل، عن الحسن في قوله: { اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ} ثنى الله فيه القضاء، تكون السورة فيها الآية في سورة أخرى آية تشبهها، عن مجاهد قال: { كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ} قال: في القران كله، عن قتادة { مَثَانِي} قال: ثنى الله فيه الفرائض، والقضاء، والحدود. عن ابن عباس رضي الله عنهما { مَثَانِي} قال: كتاب الله مثاني، ثنى فيه الأمر مرارا. عن السدي { مَثَانِي} قال: ثنى في غير مكان، وقال ابن زيد في قوله: مردد، ردد موسى في القرآن وصالح و هود والأنبياء في أمكنة كثيرة. الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها. وقوله: { تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ} يقول تعالى ذكره: تقشعر منه سماعه إذا تلي عليهم جلود الذين يخافون ربهم { ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} يعني إلى العمل بما في كتاب الله، والتصديق به. { ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ} يقول تعالى ذكره: هذا الذي يصيب هؤلاء القوم الذين وصفت صفتهم عند سماعهم القرآن من اقشعرار جلودهم، ثم لينها ولين قلوبهم إلى ذكر الله من بعد ذلك، { هُدَى اللَّهِ} يعني: توفيق الله إياهم وفقهم له { يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ} يقول: يهدي تبارك وتعالى بالقران من يشاء من عباده.

إسلام ويب - تفسير القرطبي - سورة الزمر - قوله تعالى الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم - الجزء رقم12

{اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} [سورة الزمر: 23]. سبب نزول الآية: ذُكِر أن هذه الآية نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم من أجل أن أصحابه سألوه الحديث، ذَكر الرواية بذلك: ابن عباس رضي الله عنه قال: قالوا: يا رسول الله لو حدثتنا ؟ قال: فنزلت: { اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ} وعن عمرو بن قيس قال: قالوا: يا نبي الله فذكر مثله، وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ملوا ملة فقالوا له: حدثنا فنزلت. والحديث ما يحدث به المحدث. إسلام ويب - تفسير القرطبي - سورة الزمر - قوله تعالى الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم - الجزء رقم12. وسمي القرآن حديثا؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحدث به أصحابه وقومه. تفسير الطبري: القول في تأويل قوله تعالى: { اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا} يقول تعالى ذكره: { اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا} يعني به القرآن { مُتَشَابِهًا} يقول: يشبه بعضه بعضا، لا اختلاف فيه ولا تضاد، عن قتادة ، قوله: { اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا} الآية تشبه الآية، والحرف يشبه الحرف، عن السدي { كِتَابًا مُتَشَابِهًا} قال: المتشابه يشبه بعضه بعضا.

تفسير &Quot; الله نزل أحسن الحديث كتابًا متشابها &Quot; | المرسال

وهذه حقيقة اهتدى إليها كثير من المهتمين بالقرآن، ولهذا فبعضهم سمى السبع المثاني تلك السور السبع التي تبدأ بحروف "حم"، وهي: "غافر، وفصلت، والشورى، والزخرف، والدخان، والجاثية، والأحقاف". وعلى أي حال فإن عدد السور التي تبدأ بهذه الحروف المقطعة في القرآن يصل عددها إلى 29 سورة. ومن الجميل أن تسعاً منها في النصف الأول من القرآن، أما العشرون الباقية فهي في النصف الثاني، أما التسع التي في النصف الأول فهي: "البقرة، وآل عمران، والأعراف، ويونس، وهود، ويوسف، والرعد، وإبراهيم، والحجر". تفسير " الله نزل أحسن الحديث كتابًا متشابها " | المرسال. ثم إن هذه السور تختلف في عدد الحروف التي تبدأ بها، فمنها ما يبدأ بحرف واحد وهي: "ن، ق، ص"، ومنها ما يبدأ بحرفين مثل: "طه، يس، طس" ومنها ما يبدأ بثلاثة حروف، وهي: "ألم، ألر، طسم"، ومنها ما تبدأ بأربعة حروف مثل: "ألمص، ألمر"، ومنها ما يبدأ بخمسة حروف مثل "كهيعص، حم عسق" ولا مزيد على ذلك.

ولما كان القرآن العظيم بهذه الجلالة والعظمة، أثَّر في قلوب أولي الألباب المهتدين، فلهذا قال تعالى: { { تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ}} لما فيه من التخويف والترهيب المزعج، { { ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ}} أي: عند ذكر الرجاء والترغيب، فهو تارة يرغبهم لعمل الخير، وتارة يرهبهم من عمل الشر. { { ذَلِكَ}} الذي ذكره اللّه من تأثير القرآن فيهم { { هُدَى اللَّهِ}} أي: هداية منه لعباده، وهو من جملة فضله وإحسانه عليهم، { { يَهْدِي بِهِ}} أي: بسبب ذلك { { مَنْ يَشَاءُ}} من عباده. ويحتمل أن المراد بقوله: { { ذَلِكَ}} أي: القرآن الذي وصفناه لكم. القرآن في القرآن (28):اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ | هُنا القُرءان. { هُدَى اللَّهِ} الذي لا طريق يوصل إلى اللّه إلا منه { { يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ}} ممن حسن قصده، كما قال تعالى { { يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ}} { { وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}} لأنه لا طريق يوصل إليه إلا توفيقه والتوفيق للإقبال على كتابه، فإذا لم يحصل هذا، فلا سبيل إلى الهدى، وما هو إلا الضلال المبين والشقاء. #أبو_الهيثم #مع_القرآن 9 1 18, 136

{اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} [ الزمر 23] { اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ}: أحسن الحديث على الإطلاق هو القرآن و كيف لا و هو كلام الملك جل جلاله ومن أحسن من الله قيلاً. كتاب فيه من الحكم و الأحكام و الآيات المحكمات ما يشرح أي متشابه و يحل أي معضلة و فيه من الأمثلة و المقابلات ما يوضح كل ما يحتاجه المؤمن في حياته فهو كما يوضح صفات المؤمنين يوضح صفات الكافرين و كما يبين طريق الهداية يوضح طريق الضلالة حتى يحذر المؤمن و كما يبين صفات الصادقين يحذر من صفات المنافقين, وهكذا هو القرآن مثاني يوضح بعضها بعضاً, و تتكرر فيها المواعظ ليزداد المؤمن إيمانا و تتأكد لديه المعاني, ويلتمس به طريق الهدى و النور و الله يهدي من يشاء, أما من اختار طريق الضلالة و اصر فما له من دون الله من هاد.