ابن عاشور: وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ (23( الواو واو الحال والجملة حال من تاء الخطاب في قوله: { لقد كنت في غفلة من هذا} [ ق: 22] أيْ يوبخ عند مشاهدة العذاب بكلمة { لقد كنتَ في غفلة من هذا} ، في حال قول قرينه { هذا ما لدي عتيد}. وهاء الغائب في قوله: { قرينه} عائدة إلى { كل نفس} [ ق: 21] أو إلى الإنسان. وقرين فَعيل بمعنى مفعول ، أي مقرون إلى غيره. وكأنَّ فعلَ قَرَنَ مشتق من القَرَن بالتحريك وهو الحبل وكانوا يقرنون البعير بمثله لوضع الهودج ، فاستعير القرين للملازم. وهذا ليس بالتفات إذ ليس هو تغيير ضمير ولكنه تعيين أسلوب الكلام وأعيد عليه ضمير الغائب المفرد باعتبار معنى { نفس أي شخص ، أو غلب التذكير على التأنيث. تفسير قوله تعالى : "وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيد". واسم الإشارة في قوله: هذا ما لديّ} الخ ، يفسره قوله: { ما لدي عتيد}. و { مَا} في قوله: { مَا لدي} موصولة بدل من اسم الإشارة. و { لدي} صلة ، و { عتيد} خبر عن اسم الإشارة. واختلف المفسرون في المراد بالقرين في هذه الآية على ثلاثة أقوال: فقال قتادة والحسن والضحاك وابن زيد ومجاهد في أحد قوليه هو المَلَك الموكل بالإنسان الذي يسوقه إلى المحشر أي هو السائق الشهيد. وهذا يقتضي أن يكون القرين في قوله الآتي { قال قرينه ربنا ما أطغيته} [ ق: 27] بمعنى غير معنى القرين في قوله: { وقال قرينه هذا ما لدي عتيد}.
الصرف: (21) سائق: اسم فاعل من الثلاثي ساق، وزنه فاعل، وفيه إبدال عينة همزة أصله ساوق. (22) حديد: صفة مشبّهة من (حدّت السكين) باب ضرب، وزنه فعيل بمعنى فاعل، واستعمل في الآية على المجاز. البلاغة: الكناية: في قوله تعالى: (فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ). كناية عن الغفلة كأنها غطّت جميعه أو عينيه فهو لا يبصر شيئا، فإذا كان يوم القيامة تيقظ وزالت الغفلة عنه فيبصر ما لم يبصره من الحقّ.
(10) باسقات: جمع باسقة مؤنّث باسق، اسم فاعل من الثلاثي بسق، وزنه فاعل.. (نضيد)، صفة مشتقّة من الثلاثيّ نضد باب ضرب أي ضمّ بعضه إلى بعض، وزنه فعيل بمعنى مفعول أو هو مبالغة اسم الفاعل. الفوائد: - حذف الموصوف.. ورد في أساليب العرب حذف الموصوف وإبقاء الصفة دليلا عليه، كما في الآية التي نحن بصددها في قوله تعالى: (فَأَنْبَتْنا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ). فالحصيد صفة للنبت، وقد نابت عنه، والتقدير: وحب النبت الحصيد. ومنه قوله تعالى: (وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ) أي حور قاصرات. (وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ أَنِ اعْمَلْ سابِغاتٍ) أي دروعا سابغات. (فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيراً) أي ضحكا قليلا وبكاء كثيرا. (وَلَدارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ) أي ولدار الحياة الآخرة. وقال سحيم بن وثيل: أنا ابن جلا وطلاع الثنايا ** متى أضع العمامة تعرفوني قيل تقديره: أنا ابن رجل جلا الأمور. فصل: إعراب الآيات (20- 23):|نداء الإيمان. واختلف في المقدر مع الجملة في نحو: (منّا ظعن ومنا أقام) فالبصريون يقدرون موصوفا أي فريق. والكوفيون يقدرون موصولا أي الذي أومن. وما قدره البصريون أنسب مع القياس، لأن اتصال الموصول بصلته أشد من اتصال الموصوف بصفته لتلازمهما، ومثله (ما منهما مات حتّى لقيته) البصريون يقدرونه بأحد والكوفيون بمن، وقوله تعالى: (وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ) أي إلا إنسان، أو إلا من، وحكى الفراء عن بعض قدمائهم أن الجملة القسمية لا تكون صلة، ورده بقوله تعالى: (وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَ).. إعراب الآيات (12- 14): {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ (12) وَعادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوانُ لُوطٍ (13) وَأَصْحابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ (14)}.
الإعراب: (قبلهم) ظرف منصوب متعلّق ب (كذّبت)، (كلّ) مبتدأ مرفوع خبره جملة كذّب الفاء عاطفة (وعيد) فاعل (حقّ) مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم المحذوفة لمناسبة الفاصلة، والياء مضاف إليه. جملة: (كذّبت قوم نوح) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (كلّ كذّب) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (كذّب) في محلّ رفع خبر المبتدأ كلّ. وجملة: (حقّ وعيد) لا محلّ لها معطوفة على جملة كلّ كذّب.. إعراب الآية رقم (15): {أَفَعَيِينا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ (15)}. الإعراب: الهمزة للاستفهام الإنكاريّ الفاء عاطفة (بالخلق) متعلّق ب (عيينا)، (بل) للإضراب الانتقاليّ (في لبس) متعلّق بخبر المبتدأ (هم) (من خلق) متعلّق (بلبس) بتضمينه معنى شكّ.. جملة: (عيينا) لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أبدأنا الخلق الأول فعيينا به؟ وجملة: (هم في لبس) لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (عيينا)، جاء في المصباح: عيي بالأمر وعن حجّته يعيا من باب تعب عيّا عجز عنه وقد يدغم الماضي فيقال عيّ فالرجل عيّ وعييّ على فعل- بكسر الفاء وسكون العين- وفعيل، وعيي بالأمر لم يهتد لوجهه وأعياني بالألف أتعبني فأعييت يستعمل لازما ومتعدّيا، وأعيا في مشيه فهو معيّ منقوص.
إعراب الآية 23 من سورة ق - إعراب القرآن الكريم - سورة ق: عدد الآيات 45 - - الصفحة 519 - الجزء 26. (وَقالَ قَرِينُهُ) الواو حرف عطف وماض وفاعله (هذا ما) مبتدأ وخبره والجملة الاسمية مقول القول (لَدَيَّ) ظرف مكان (عَتِيدٌ) صفة ما وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ (23( الواو واو الحال والجملة حال من تاء الخطاب في قوله: { لقد كنت في غفلة من هذا} [ ق: 22] أيْ يوبخ عند مشاهدة العذاب بكلمة { لقد كنتَ في غفلة من هذا} ، في حال قول قرينه { هذا ما لدي عتيد}. وهاء الغائب في قوله: { قرينه} عائدة إلى { كل نفس} [ ق: 21] أو إلى الإنسان. وقرين فَعيل بمعنى مفعول ، أي مقرون إلى غيره. وكأنَّ فعلَ قَرَنَ مشتق من القَرَن بالتحريك وهو الحبل وكانوا يقرنون البعير بمثله لوضع الهودج ، فاستعير القرين للملازم. وهذا ليس بالتفات إذ ليس هو تغيير ضمير ولكنه تعيين أسلوب الكلام وأعيد عليه ضمير الغائب المفرد باعتبار معنى { نفس أي شخص ، أو غلب التذكير على التأنيث. واسم الإشارة في قوله: هذا ما لديّ} الخ ، يفسره قوله: { ما لدي عتيد}. و { مَا} في قوله: { مَا لدي} موصولة بدل من اسم الإشارة. و { لدي} صلة ، و { عتيد} خبر عن اسم الإشارة.