وقال أبوحاتم في العلل (2/282) والذهبي في تلخيص المستدرك: عبدالله متروك الحديث. وصحح الحاكم الموقوف فوهم. • فظهر بذلك أن طرقه إلى نافع كلها واهية، وقد قال الدارقطني إنه غريب عن نافع، فالحديث منكر السند والمتن، والله أعلم. • وقد جاءت متابعة لنافع: فرواه ابن قتيبة في الغريب (1/591 معلقا) والدينوري في المجالسة (3/35 رقم 631) وابن حبان في المجروحين (3/21) والبندهي في شرح المقامات (ساق سنده الغماري في المداوي 3/436) من طريق عبدالله بن يزيد المقرئ، عن إسماعيل بن إبراهيم، عن المثنى بن عمرو، عن أبي سنان، عن أبي قلابة، قال: كنتُ عند ابن عمر به، فذكره بنحوه. وسنده ضعيف جدا. قال أبوحاتم في العلل (2/320 رقم 2477): ليس هذا الحديث بشيء، ليس هو من حديث أهل الصدق، إسماعيل والمثنى مجهولان. وقال في الجرح والتعديل (2/157): إن إسماعيل مجهول، وحديثه الذي رواه ليس بشيء. تحميل كتاب الانتصار للحجامة PDF - مكتبة نور. وقال النباتي في الحافل: إن إسماعيل شيخ المقرئ يجوز أن يكون المكي؛ الذي قال عنه ابن معين: ليس حديثه بشيء. نقله ابن حجر في اللسان (1/390)، وقال: يقويه أن المقرئ كان قد أقام بمكة. وقال ابن حبان: "المثنى بن عمرو شيخ يروي عن أبي سنان ما ليس من حديث الثقات، لا يجوز الاحتجاج به"، ثم ساق له هذا الحديث، وتبعه ابن الجوزي في العلل المتناهية، والذهبي في الميزان، وابن حجر في اللسان.
الأحاديث الواردة في الحجامة: ورد في السنة الحث على التداوي بالحجامة فقد أخرج الشيخان واللفظ ل مسلم عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: احتجم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حَجَمه أبو طيبة - فأمر له بصاعين من طعام، وكَلَّم أهله فوضعوا عنه من خَراجِه، وقال: « إِنَّ أَفضَلَ مَا تَدَاوَيتُم بِهِ الحِجَامَةُ، أَو هُوَ مِن أَمثَلِ دَوائِكم ». ولفظ البخاري عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: « إِن كَانَ في شَيءٍ, مِن أَدوِيتكُم - أَو يَكُونُ في شَيءٍ, مِن أَدوِيَتكُم خَيرٌ فَفِي شَرطَةِ مِحجَمٍ, أَو شَربَةِ عَسَلٍ, ، أَو لَذعَةٍ, بِنَارٍ, تُوَافِقُ الدَّاءَ، وَمَا أُحِبٌّ أَن أَكتَوِيَ ». وأما ما ورد في بيان المواضع والأزمنة التي كان يحتجم فيها النبي -صلى الله عليه وسلم- فقد أخرج الترمذي وحسنه الألباني عن أنس - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - « كان يحتجم في الأخدعين والكاهل، وكان يحتجم لسبع عشرة، وتسع عشرة، وإحدى وعشرين ». وأخرج أبو داود و الحاكم وحسنه الألباني عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: « من احتجم لسبع عشرة من الشهر وتسع عشرة، وإحدى وعشرين كان له شفاء من كل داء ».
وقال الذهبي في ترجمة محمد في الميزان: أتى بحديث باطل، ولا يُدرى من هو. ونقل كلام أبي حاتم، وأقرهما العراقي في ذيل الميزان (رقم 207) وابن حجر في اللسان (5/78). قلت: والوقار من الكذابين الكبار، وبه أعله الألباني، وقال عن الحديث: باطل. • ورواه ابن ماجه (3488) من طريق عثمان بن عبدالرحمن، ثنا عبدالله بن عصمة، عن سعيد بن ميمون، عن نافع مختصرا. وقال ابن حجر في التهذيب (4/91) عن سعيد: مجهول، وخبره منكر جدا في الحجامة. وعبدالله بن عصمة مجهول أيضا، وعثمان قال عنه ابن حجر في التقريب: يحتمل أن يكون الطرائفي، وإلا فمجهول. قلت: والطرائفي ضعيف، فهذا السند شديد الضعف لتعدد العلل فيه. وهذه الطريق ضعفها المزي في تهذيب الكمال (15/311) بجهالة عبدالله بن عصمة، وتبعه الذهبي في الميزان، والبوصيري في جزئه (ص51). • ورواه ابن جرير (1/533 مسند ابن عباس) والدارقطني في الأفراد (3/435 أطرافه، وساق سنده ابن الجوزي؛ والسيوطي في اللآلئ 2/411) والحاكم (4/211) وابن الجوزي (2/392) من طريق عبدالله بن هشام الدستوائي، حدثني أبي، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر موقوفا مع مغايرة ومخالفة في المتن. قال الدارقطني (كما في العلل المتناهية): تفرد به عبدالله بن هشام عن أبيه عن أيوب.