من الآية 72 الى الآية 77

لَّقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ ۘ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (181) قال سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال: لما نزل قوله: ( من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة) [ البقرة: 245] قالت اليهود: يا محمد ، افتقر ربك. يسأل عباده القرض ؟ فأنزل الله: ( لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء) الآية. لقد كفر الذين قالوا ان الله. رواه ابن مردويه وابن أبي حاتم. وقال محمد بن إسحاق: حدثني محمد بن أبي محمد ، عن عكرمة أنه حدثه عن ابن عباس ، رضي الله عنه ، قال: دخل أبو بكر الصديق ، رضي الله عنه ، بيت المدراس ، فوجد من يهود أناسا كثيرا قد اجتمعوا إلى رجل منهم يقال له: فنحاص وكان من علمائهم وأحبارهم ، ومعه حبر يقال له: أشيع. فقال أبو بكر: ويحك يا فنحاص اتق الله وأسلم ، فوالله إنك لتعلم أن محمدا رسول الله ، قد جاءكم بالحق من عنده ، تجدونه مكتوبا عندكم في التوراة والإنجيل ، فقال فنحاص: والله - يا أبا بكر - ما بنا إلى الله من حاجة من فقر ، وإنه إلينا لفقير. ما نتضرع إليه كما يتضرع إلينا ، وإنا عنه لأغنياء ، ولو كان عنا غنيا ما استقرض منا كما يزعم صاحبكم ، ينهاكم عن الربا ويعطناه ولو كان غنيا ما أعطانا الربا ، فغضب أبو بكر ، رضي الله عنه ، فضرب وجه فنحاص ضربا شديدا ، وقال: والذي نفسي بيده ، لولا الذي بيننا وبينك من العهد لضربت عنقك يا عدو الله ، فاكذبونا ما استطعتم إن كنتم صادقين ، فذهب فنحاص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أبصر ما صنع بي صاحبك.

لقد كفر الذين قالوا ان الله

* * * وهذا قولٌ كان عليه جماهير النصارى قبل افتراق اليعقوبية والملكية والنَّسطورية. (12) كانوا فيما بلغنا يقولون: " الإله القديم جوهر واحد يعم ثلاثة أقانيم: أبًا والدًا غير مولود، وابنًا مولودًا غير والد، وزوجًا متتبَّعة بينهما ".

لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث

(30) * * * ----------------------- الهوامش: (24) انظر تفسير "الكفر" فيما سلف من فهارس اللغة. (25) انظر تفسير "المسيح" فيما سلف 9: 417 ، تعليق: 1 ، والمراجع هناك. (26) هذا بيان قلما تصيبه في كتب اللغة. (27) انظر تفسير "الإهلاك" فيما سلف 4: 239 ، 240/9: 430. (28) انظر تفسير "الملك" فيما سلف 8: 48 ، تعليق: 3 ، والمراجع هناك. (29) من قصيدته في جمهرة أشعار العرب: 173 ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة 1: 118 ، 160 ، يقول لابنته خليدة: لَمَّــا رَأَتْ أَرَقِــي وَطُـولَ تَلَـدُّدِي ذَاتَ الْعِشَــاء وَلَيْــلَيِ الْمَوْصُــولا قَـالَتْ خُـلَيْدَةُ: مَـا عَـرَاكَ، وَلَمْ تَكُنْ أَبَــدًا إِذَا عَــرَتِ الشُّـئُونُ سَـؤُولا أَخُــلَيْدَ، إِنَّ أَبَــاكِ ضَـافَ وِسَـادَهُ هَمَّــان باتَـــا جَنْبَــةً وَدَخِــيلا طَرَقَــا، فَتِلْــكَ هَمَــا هِــي........................ "الهماهم": الهموم. تفسير: (لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم). و "قلص" جمع "قلوص": الفتية من الإبل. "لواقح": حوامل ، جمع "لاقح". و "الحول" ، جمع "حائل" ، وهي الناقة التي لم تحمل سنة أو سنتين أو سنوات ، وكذلك كل حامل ينقطع عنها الحمل. يقول: أجعل قرى هذه الهموم ، نوقًا هذه صفاتها ، كأنها قسى موترة من طول أسفارها ، فأضرب بها الفيافي.

لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح

تفسير القرآن الكريم

لقد كفر الذين قالوا المسيح

ثم قال ردا عليهم: ( وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن) [ ليصيبن] ( الذين كفروا منهم عذاب أليم) خص الذين كفروا لعلمه أن بعضهم يؤمنون. ( أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه) ؟ قال الفراء: هذا أمر بلفظ الاستفهام كقوله تعالى: فهل أنتم منتهون ( المائدة ، 91) ، أي: انتهوا ، والمعنى: أن الله [ يأمركم] بالتوبة والاستغفار من هذا الذنب العظيم ، ( والله غفور رحيم) قوله تعالى: ( ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت) [ مضت] ( من قبله الرسل) أي: ليس هو بإله بل هو كالرسل الذين مضوا لم يكونوا آلهة) ( وأمه صديقة) أي: كثيرة الصدق. [ ص: 83] وقيل: سميت صديقة لأنها صدقت بآيات الله ، كما قال عز وجل في وصفها: " وصدقت بكلمات ربها " ( التحريم ، 12) ، ( كانا يأكلان الطعام) أي: كانا يعيشان بالطعام والغذاء كسائر الآدميين ، فكيف يكون إلها من لا يقيمه إلا أكل الطعام؟ وقيل: هذا كناية عن الحدث ، وذلك أن من أكل وشرب لا بد له من البول والغائط ، ومن هذه صفته كيف يكون إلها؟ ثم قال: ( انظر كيف نبين لهم الآيات ثم انظر أنى يؤفكون) أي يصرفون عن الحق.

(11) ---------------- الهوامش: (1) انظر تفسير "حسب" فيما سلف 7: 384 ، 421. (2) انظر تفسير "الفتنة" فيما سلف ص: 392 ، تعليق: 2 ، والمراجع هناك. (3) انظر تفسير "العمى" و "الصمم" ، فيما سلف 1: 328- 331/3: 315. (4) انظر القول في رفع "كثير" في معاني القرآن للفراء 1: 316 ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة 1: 174. (5) انظر تفسير "بصير" فيما سلف من فهارس اللغة. (6) انظر تفسير "المسيح" فيما سلف 10: 146 ، تعليق: 4 ، والمراجع هناك. (7) انظر تفسير "العبادة" فيما سلف من فهارس اللغة (عبد). (8) انظر تفسير "الرب" فيما سلف 1: 142 ، ثم فهارس اللغة فيما سلف. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة المائدة - الآية 73. (9) انظر تفسير "المأوى" فيما سلف 9: 225 ، تعليق: 4 ، والمراجع هناك. (10) انظر تفسير "الظلم" فيما سلف من فهارس اللغة. (11) انظر تفسير "الأنصار" فيما سلف 9: 339 ، تعليق 3 ، والمراجع هناك.