حفظ الجميل والمعروف, على الدنيا بعدك العفا

يمتلك الإسلام منظومة قيمٍ متكاملة تنسحب على حياة الإنسان كلِّها، وهي قيمٌ إنسانيَّةٌ راقية، تسمو بالإنسان، وتضبط علاقته بأخيه، بما يحفظ حدود هذه العلاقة، ويصون الحقوق، ويؤسِّس لعلاقةٍ سليمةٍ معه. ومن مفردات هذه المنظومة وآدابها، حفظ الجميل لمن أحسن إلينا، وهو خلقٌ جُبِلت عليه النَّفس الكريمة الّتي تقدِّر إحسان من أحسن إليها، فتسعى إلى حفظ المعروف وشكره بما تستطيع إليه سبيلاً، وخصوصاً أنَّ الإنسان في حياته قد يواجه الكثير من العقبات والمصاعب والمواقف الّتي تحتاج إلى دعمٍ ومساندةٍ من أخيه الإنسان. وقد حثَّت الشَّريعة على هذا الخلق، وشجَّعت على الأخذ به سلوكاً ننتهجه في حياتنا اليوميَّة [1] ، حتّى إنّها ربطت بين شكر النَّاس على معروفهم وشكر الله [2] ، فاعتبرت أنَّ من لم يشكر النَّاس لم يشكر الله، ورأت في نكران الجميل انحرافاً عن آداب الدِّين ومبادئه. الجميل كأسمه والمعروف كرسمه - منتديات عبير. وكثيرة هي الأمثلة الّتي حفل بها التَّاريخ الإنسانيّ عموماً، والإسلاميّ خصوصاً، حول هذا الخلق الرّفيع، فذاك يوسف النّبيّ يمتنع عن الاستجابة لزوجة العزيز، والحجَّة الأولى الّتي قدَّمها، أنّه أحسن إليه:{ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ}، وذاك موسى(ع) يحسن إلى الفتاتين اللّتين تستسقيان، فيردّ له والدهما الإحسان إحساناً، وذاك رسول الله(ص)، يردّ معروف عمِّه أبي طالب له، بتربية ولده عليّ(ع)... وغيرها الكثير من الأمثلة الّتي تبيِّن أثر هذه القيمة في الحياة الاجتماعيّة للنّاس.

  1. الجميل كأسمه والمعروف كرسمه - منتديات عبير
  2. إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس - ج ٣ - الصفحة ٣٤٣
  3. على الدنيا بعدك العفا: قتلوا علي الأكبر.. قطّعوه بالسيوف! | الائمة الاثنا عشر
  4. علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب – ويستمر بقاء الحسين

الجميل كأسمه والمعروف كرسمه - منتديات عبير

ناكر المعروف أحمق، ولا يستحق العتاب. ناكل المعروف بخيل حتى في الشكر. كفر بالمعروف كل ذي خسة، فلا عجب أبداً. نكر الفضل وجار على العشرة، بعدما ظننته صديق حقيقي. رأيت فيك كل العيوب، وتغاضيت عنها علك تكون للجميل حافظ، ولكن حتى هذا لم تفعله. لم أرى ناكر فضل، أكثر من صديق أهدرت معه عمري. بوستات عن نكران الجميل ناكري المعروف هم أشخاص اختاروا خسارة قلوب من حولهم، لرضاء غرورهم وفساد قلوبهم، فالقلوب النقية هي وحدها من تحافظ على الجميل وتحاول دائماً أن ترده بالخير والاعتراف به وحفظه، فالجميل كالأمانة لا يضيعه إلا الفاسدون: أخبرتني جدتي ذات يوم أن لا ينكر الفضل سوى النذل. هناك أناس عند الغضب ينكروا الفضل، ويفشوا السر ويضيعوا الأمانة. زرعت فيك أرضك خيراً فحصدته خيبه منك. ناكر المعروف أشد الخصام عداوة. من ينكر الفضل، يزرع العداوة. كيف لشخص أصيل ينكر معروف غيره. اللهم أرزقنا بحافظي الفضل وباعد بيننا وبين ناكريه. الطيبون هم المعترفون بجميل غيرهم، صامتون عن معروفهم. ناكر المعروف شخص يكره نفسه قبل أن يكره غيره. من فعل فيك معروف يحبك، فكيف تكرهه وتنكر جميله. ناكر الجميل أكثر الناس نفاق. ناكري الفضل لا يصنع فيهم معروف.

وفي المدينةِ.. في السَّنةِ التَّاسعةِ للهجرةِ ماتَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ رأسُ المنافقينَ، بعدَ سنواتٍ من عداوةِ الإسلامِ، والكيدِ للنَّبيِّ -عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ-، والطَّعنِ في عِرضِه الطَّاهرِ من الآثامِ، فيحضرُ قبرَه، ويستغفرُ له، ويُلبسُه قميصَه، أتعلمونَ لماذا؟، لأنَّ العباسَ -رضيَ اللهُ عنه- عمَّ رسولِ اللهِ -صلى اللهُ عليهِ وسلمَ- لمَّا جيءَ بهِ أسيرًا يومَ بدرٍ، لم يكنْ له ثوبٌ، وكانَ رَجُلاً طويلاً، فلم يجدوا قميصًا يُناسبُه إلا قَميصَ ابنِ سلولَ، فأعطاهُ العباسَ.. فلم ينسَ له رسولُ اللهِ -صلى اللهِ عليه وسلمَ- هذا الجميلَ في عمِّه.

وأمَّا ماهو المراد من قوله (ع): "على الدنيا بعدك العفا" فهو التعبير عن أنَّ عليَّاً الأكبر(ع) كان أعزَّ على نفسِه من نفسِه وأنَّ رؤيتَه لمصرعِه وأشلائه وهي موزَّعة ودمِه الزاكي مسفوحاً أشقُّ على قلبِه من كلِّ ما كان قد انتابَه من عظائم المِحن، بل صار القتلُ الذي ينتظرُه أيسرَ شيءٍ على قلبِه بعد رحيلِ الأكبر، وهذا هو معنى "على الدنيا بعدك العفا" فكلُّ خطيرٍ بعد رحيلِه حقير، وكلُّ عسيرٍ بعد رحيلِه يسير، فجراحاتُ الأكبر والدماءُ النازفةُ منها، ووقْعُ أنَّاته على قلبِ الحسين قد سكَّن كلَّ ألمٍ كان قد اِنتاب قلبَ الحسين وكلَّ ألمٍ سينتابُه، ذلك لأنَّ الجرح يُسكنُه الذي هو آلمُ. وأمَّا الغايةُ من هذا الذي أفاده في تأبين ولدِه الأكبر فلعلَّه أرادَ منه الإيحاء بأنَّ هذا الذي يحظى من قلبِه بهذا المستوى من التعلُّق والحبِّ قد سخى به في سبيل إعلاء دين الله جل وعلا، فكلُّ نفيسٍ يرخُص في هذا الطريق، فلم يكن رحيلُ الأكبر شهيداً وقعَ قسراً ودون إختيارٍ من الحسين (ع) فقد كان يملِكُ أنْ يصرفَ عنه هذا المصير الدامي لكنَّه لم يفعلْ بل عمِد إلى أنْ يكون هو السابق غيرَه إلى هذا الطريق. والحمد لله رب العالمين الشيخ محمد صنقور 1- بحار الأنوار -العلامة المجلسي- ج 45 ص 65.

إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس - ج ٣ - الصفحة ٣٤٣

تُشير الروايات إلى أنّ الإمام زين العابدين(عليه السلام) بعد أن انتهى من دفن أبيه الإمام الحسين(عليه السلام)، مشى إلى عمّه العبّاس(عليه السلام) فرآه مقطوع الرأس والكفَّيْن وجسده مرمّلاً بدماء الجراح. وقع عليه يلثم نحره المقدّس قائلاً: (على الدنيا بعدك العفا يا قمر بني هاشم، وعليك منّي السلام من شهيدٍ محتسبٍ ورحمة الله وبركاته). وشقّ له ضريحاً وأنزله وحده كما فعل بأبيه الشهيد، وقال لبني أسد: (إنّ معي مَنْ يُعينُني)، وترك مساغاً لبني أسد بمشاركته في مواراة الشهداء، وعيّن لهم موضعين وأمَرَهم أن يحفروا حفرتَيْن، ووضع في الأُولى بني هاشم، وفي الثانية الأصحاب، وأمّا الحُرُّ الرياحيّ فأبعدته عشيرته إلى حيث مرقده خارج مدينة كربلاء.

على الدنيا بعدك العفا: قتلوا علي الأكبر.. قطّعوه بالسيوف! | الائمة الاثنا عشر

91 يوميا مشاركة رقم: 7 بتاريخ: 11-12-2006 الساعة: 07:47 PM شكرا على الرسم الرائع وفقك الله لكل خير دمتي الادارة رقم العضوية: 84 المشاركات: 39, 169 بمعدل: 6. 81 يوميا مشاركة رقم: 8 بتاريخ: 11-12-2006 الساعة: 09:21 PM مشكورة على الرسمة وقففك الله اسال الباري ان يحفظكٍ ربيبة الزهراء مشاركة رقم: 9 بتاريخ: 13-12-2006 الساعة: 04:39 PM بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الرَّحِيِمِ الَلَّهٌمَّ صَلَِ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَالْعَنْ أَعْدَائَهُمْ غاليتي زهراء مرورك زادني شرف ونور المكان الف شكر لك رقم العضوية: 393 المشاركات: 3, 031 بمعدل: 0. 53 يوميا مشاركة رقم: 10 بتاريخ: 14-12-2006 الساعة: 12:58 PM بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة اللهم صلي على محمد وال محمد وعجل فرجهم وهلك اعدائهم شكرا لك اختي الغاليه على هذه الصوره الروعه سلمت يمناك يعطيك الف الف الف عافية

علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب – ويستمر بقاء الحسين

قال مولانا عَليٌّ الأكبر (عليه السلام) وهو يقول: أنَا عَليّ بن الحسين بن علي نحن وبيت الله أولَـى بِالنَّبي تالله لا يَحكُمُ فينا ابنُ الدَّعي أضرِبُ بالسَّيفِ أحامِي عَن أبي ضَربَ غُلام هَاشِميٍّ عَلوي...! @!! @! ثمّ يرجع إلى أبيه فيقول: (يا أباه العطش!! ). فيقول له الحسين (عليه السلام): (اِصبِرْ حَبيبي، فإنَّك لا تُمسِي حتّى يَسقيك رسولُ الله (صلى الله عليه وآله) بكأسه). ففعل ذلك مِراراً، فرآه منقذ العبدي وهو يشدُّ على الناس، فاعترضه وطعنه فصُرِع، واحتواه القوم فقطَّعوهُ بِسِيوفِهِم. فجاء الحسين (عليه السلام) حتّى وقف عليه، وقال: (قَتَلَ اللهُ قوماً قتلوك يا بُنَي، ما أجرأهُم على الرحمن، وعلى انتهاك حرمة الرسول). وانهمَلَتْ عيناه بالدموع، ثمّ قال (عليه السلام): (عَلى الدُّنيا بَعدَك العفا). وقال لِفِتيانه: (احملُوا أخَاكُم)، فحملوه من مصرعه ذلك، ثمّ جاء به حتّى وضعه بين يدي فسْطَاطِهِ. وروي أنّه كان أوّل قتيل مِن وِلد أبي طالب مع الحسين (عليه السلام) ابنه علي الأكبر (عليه السلام). فَسَلامٌ عليك يا شهيد، وابن الشهيد، ويا مظلوم، وابن المظلوم، ولعن الله قاتليك وظالميك. ◾◾◾◾◾◾◾◾◾◾◾ الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد اقتباس

انحن بنو المصطفى ذووا غصص * يجرعها فـي الانام كاظمنا عظيمـة فـي الانـام مـحنتنـا أولنـا مبـتـلى واخـرنـا يفـرح هـذا الـورى بـعيـدهم ونـحـن اعـيادنا مـآتمنا والنـاس فـي الامـن والسرور يا مـن طول الزمان خائفنا وما خصصنا به من الشرف الـ ­طائـل بـين الانـام افـتنا يحـكـم فـينـا والحـكم لنـا جاحدنا حقنـا وغـاصبنـا

فقال الحسين (ع): جزاك الله من ولد خير ما جزى ولداً عن والده)). (6) فلما كان يوم العاشر من المحرم، وقتل جميع أصحاب الإمام (ع)، ولم يبق معه غير أهل بيته، كان علي أول من تقدم منهم. (7) وقف أمام أبيه يستأذنه للبراز، فنظر إليه الإمام (ع) نظر آيس منه، وأرخى عينيه بالدموع، وقال: اللهم اشهد، فقد برز إليهم غلام، أشبه الناس خَلقاً وخُلقاً ومنطقاً برسولك، وكنّا إذا اشتقنا إلى نبيك نطرنا إليه، ثم صاح الإمام (ع): يابن سعد قطع الله رحمك كما قطعت رحمي. (8) حمل على القوم وهو يرتجز ويقول: أنا علي بن الحسين بن علي *** نحن وبيت الله أولى بالنبي أضربكم بالسيف أحمي عن أبي *** ضرب غلام علوي قرشي *** تالله لا يحكم فينا ابن الدعي فقاتل قتالاً شديداً، حتى ضج الأعداء من شدة قتاله، وكثرة من قتل، ففعل ذلك مراراً، فنظر إليه مرة بن منقذ العبدي، فقال: عليّ آثام العرب إن هو فعل مثل ما أراه يفعل ومر بي أن أثكل أمه، فمر يشد على الناس ويقول كما كان يقول: فاعترضه مرة وطعنه بالرمح فصرعه، والتف عليه الناس فقطعوه باسيافهم. (9) ذكر أنّه عاد إلى أبيه بعد كثرة حملاته، وهو يشتكي العطش، فقال له الإمام (ع): يابني قاتل قليلاً، فما أسرع ما تلقى جدك محمداً (ص)، فيسقيك بكأسه الأوفى، فخرج فقاتل، فلما طعنه مرة بن منقذ العبدي وسقط، نادى أباه: يا أبتاه عليك مني السلام، هذا جدي يقرئك السلام، ويقول لك عجل القدوم علينا.