تفسير سورة مريم الآية 21 تفسير ابن كثير - القران للجميع – حفص بن عاصم

( قال كذلك قال ربك هو علي هين وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا) [ ص: 161] قوله تعالى ( قال كذلك قال ربك هو علي هين وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا) وفيه مسائل: المسألة الأولى: في قوله: ( قال ربك هو علي هين) وجوه: أحدها: أن الكاف رفع أي: الأمر كذلك تصديقا له ثم ابتدأ قال ربك. وثانيها: نصب ، يقال وذلك إشارة إلى مبهم تفسيره هو علي هين ، وهو كقوله تعالى: ( وقضينا إليه ذلك الأمر أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين) ( الحجر: 66). وثالثها: أن المراد: لا تعجب فإنه كذلك قال ربك لا خلف في قوله ولا غلط ثم قال بعده هو علي هين بدليل خلقتك من قبل ولم تك شيئا. ورابعها: أنا ذكرنا أن قوله ( أنى يكون لي غلام) معناه تعطيني الغلام بأن تجعلني وزوجتي شابين أو بأن تتركنا على الشيخوخة ومع ذلك تعطينا الولد ، وقوله: ( كذلك قال ربك) أي: نهب الولد مع بقائك وبقاء زوجتك على الحاصلة في الحال. تفسير: (قال كذلك قال ربك هو علي هين ولنجعله آية للناس). المسألة الثانية: قرأ الحسن ( وهو علي هين) وهذا لا يخرج إلا على الوجه الأول أي: الأمر كما قلت ولكن قال ربك هو مع ذلك علي هين. المسألة الثالثة: إطلاق لفظ الهين في حق الله تعالى مجاز ؛ لأن ذلك إنما يجوز في حق من يجوز أن يصعب عليه شيء ولكن المراد أنه إذا أراد شيئا كان.

تفسير: (قال كذلك قال ربك هو علي هين ولنجعله آية للناس)

فَمَهْمَا كَانَ هَذَا الشَّيْءُ عَظِيمَاً أَو حَقِيرَاً إِنَّمَا يَكُونُ بِكَلِمَةِ كُنْ. وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ: فَاللهُ تعالى لَهُ القُدْرَةُ المُطْلَقَةُ، فَلَا يُعْجِزُهُ شَيْءٌ في الأَرْضِ وَلَا في السَّمَاءِ ﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئَاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾. مَهْمَا كَانَ هَذَا الشَّيْءُ عَظِيمَاً أَو حَقِيرَاً. وَلَكِنْ عِنْدَمَا خَاطَبَ الخَلْقَ خَاطَبَهُمْ حَسَبَ مَنْطِقِهِمْ، فَكَأَنَّهُ قَالَ لَهُمْ: إِذَا كُنْتُ خَلَقْتُكُمْ مِنْ عَدَمٍ فَإِعَادَتُكُمْ أَمْرٌ هَيِّنٌ. هذا، والله تعالى أعلم.

الآية 20

ترجمة حفص بن سليمان بن عاصم راوي الإمام عاصم هو حفص بن سليمان بن المغيرة أبو عمر بن داود الأسدي الكوفي الفاخري البزار ويعرف بحفيص أخذ القراءة عرضًا وتلقينا عن عاصم وكان ربيبه ابن زوجته ولد سنة تسعين قال الداني وهو الذي أخذ قراءة عاصم علي الناس تلاوة ونزل بغداد فأقرأ بها وجاور بمكة فأقرأ أيضًا بها وقال يحيى بن معين: الرواية التي رويت عن قراءة عاصم رواية ابن عمر حفص بن سليمان وقال أبو هاشم الرفاعي: كان حفص أعلمهم بقراءة عاصم قال الذهبي أما القراءة فثقة ثبت ضابط لها بخلاف حاله في الحديث.

شبكة الألوكة

وقال يحيى بن معين: ليس بثقة. وقال ابن المديني: ضعيف الحديث، وتركته على عمد. وقال إبراهيم الجوزجاني: قد فُرِغَ منه من دهر. وقال النسائي: ليس بثقة ولا يكتب حديثه، وقال في موضع آخر: متروك. وقال زكريا الساجي: له أحاديث بواطيل. وقال ابن عدي: عامَّة أحاديثه غير محفوظة. وقال أبو زُرعة: ضعيف الحديث. إلاَّ أنَّ وكيع بن الجراح قال عنه: كان ثقة. شبكة الألوكة. وقد أخرج له الترمذي والنسائي في مسند علي متابعة، وابن ماجه. وفاته [ عدل] توفي حفص بن سليمان سنة 180 هجرية. مراجع [ عدل] ^ الناشر: وكالة الفهرسة للتعليم العالي — Identifiants et Référentiels — تاريخ الاطلاع: 8 مارس 2020 موقع التجويد موقع إسلام أونلاين موقع الألوكة الجرح والتعديل للرازي 3/ 173؛ ضعفاء العقيلي 1/ 269؛ تهذيب الكمال 7/ 12؛ وسير أعلام النبلاء5/ 260.

2 - يقرأ المدين المتصل والمنفصل بالتوسط بمقدار أربع حركات. 3 - يميل شعبة عنه ألف "رمى "في ولكن الله رمى "بالأنفال "وألف أعمى في موضعي الإسراء "ومن كان في هذا أعمى فهو في الآخرة أعمى "وألف نآى في "ونآي بجانبه "في الإسراء، وألف ران في "كلا بل ران" في المطففين وألف في "شفا جرف هار "في التوبة، ويميل حفص عنه الألف بعد الراء في "مجريها ". 4 - يفتح من رواية شعبة ياء الإضافة في "من بعدي اسمه أحمد "في الصف ويسكنها من رواية شعبة أيضاً في "أومى إلهين" في المائدة و"أجرى إلا" في جميع المواضع، و"وجهي لله" في آل عمران والإنعام. و "بيتى" في "ولمن دخل بيتي" بنوح، "ولى دين" في الكافرون. 5 - يحذف الياء الزائدة وصلاً ووقفاً من رواية شعبة في "فما آتان الله خير" في النمل. 6 - يقرأ من رواية شعبة "من لدنه" بالكهف بإسكان الدال مع إشمامها، ومع كسر النون والهاء وإشباع حركتها. ثناء العلماء على الإمام عاصم الكوفي قال عبد الله بن أحمد بن حنبل سألت أبي عن عاصم فقال: رجل صالح ثقة خير وقال عنه الإمام ابن الجزري: هو الإمام الذي انتهت إليه رئاسة الإقراء بالكوفة بعد أبي عبد الرحمن السلمي في موضعه جمع بين الفصاحة والاتقان والتحرير والتجويد وكان أحسن الناس صوتاً بالقرآن... وقال أبو بكر بن عياش: لا أحصي ما سمعت أبا إسحاق السبيعي يقول ما رأيت أحداً أقرأ للقرآن من عاصم بن أبي النجود.