القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة البقرة - الآية 112, تفسير سورة البقرة كاملة Pdf

وخطة بزلاء: تفصل بين الحق والباطل. فقوله"بازل من الأمر" صفة لما أضمره من قوله"خطة"، وأتى بها على التذكير، كما أتوا بها على التذكير في قولهم: "ناقة بازل". والخلاج: الشك والتردد والتنازع. يقول: طاوعت ما جال في نفسي، فانجلى عن خطة ظاهرة انشقت وظهرت، فلم تدع للنفس مذهبا في الشك والتردد، إذ قالت: اقصد عبيد الله بن عمر بن عبيد الله بن معمر. ]] يريد: وانجلى البازل من الأمر فتبين - وما أشبه ذلك، إذْ كان حسن كل شيء وقبحه في وجهه، وكان في وصفها من الشيء وجهه بما تصفه به، [[الضمير في قوله، "وصفها" إلى العرب، فيما سلف. ]] إبانة عن عين الشيء ونفسه. فكذلك معنى قوله جل ثناؤه: ﴿بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ﴾ ، إنما يعني: بلى من أسلم لله بدنه، فخضع له بالطاعة جسده، وهو محسن في إسلامه له جسده، فله أجره عند ربه. بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ – التفسير الجامع. فاكتفى بذكر"الوجه" من ذكر"جسده" لدلالة الكلام على المعنى الذي أريد به بذكر"الوجه". وأما قوله: ﴿وهو محسن﴾ ، فإنه يعني به: في حال إحسانه. وتأويل الكلام: بلى من أخلص طاعته لله وعبادته له، محسنا في فعله ذلك. القول في تأويل قوله: ﴿فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (١١٢) ﴾ قال أبو جعفر: يعنى بقوله جل ثناؤه: ﴿فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ﴾ ، فللمسلم وجهه لله محسنا، جزاؤه وثوابه على إسلامه وطاعته ربه، عند الله في معاده.

تفسير: (بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه)

ولما نادى عليهم بالكذب في قوله: إن كنتم صادقين أثبت لغيرهم بقوله: بلى ما ادعوا الاختصاص به ، ثم بين أهل الجنة بقوله: من أسلم وجهه أي: كليته ، لأن الوجه أشرف ما ظهر من الإنسان ، فمن أسلمه أسلم كله ، كما أن "الإيمان" إذعان القلب الذي هو أشرف ما بطن وإذعانه إذعان جميع الأعضاء; و "الإسلام"; قال الحرالي: الإلقاء بما يكون من منة في باطن أو ظاهر; و "الوجه ": مجتمع حواس الحيوان ، وأحسن ما في الموتان ، وهو ما عدا الحيوان ، وموقع الفتنة من الشيء الفتان; وهو أول ما يحاول إبداؤه من الأشياء لذلك لله من أجل أنه الله الجامع للكمال. ولما كان ذكر الأجر لكل واحد بعينه أنص على المقصود وأنفى [ ص: 114] للتعنت ، أفرد الضمير فقال: وهو محسن في جانب الحق بإذعان القلب ، وفي جانب الخلق بما يرضي الرب ، فصار يعبد الله كأنه يراه ، فطابق سره علنه ، ولما نفوا الأجر عن غيرهم وأثبته سبحانه للمتصف بالإسلام منهم وممن سواهم وكان ربما قيل إنه أعطى غيرهم لكونه الملك المطلق بغير سبب ربط الأجر بالفاء دليلا على أن إسلامهم هو السبب فقال: فله خاصة أجره عند ربه إحسانا إليه بإثبات نفعه على حسب ما ربه به في كل شريعة. ولما كان ربما ادعى أنه ما أفرد الضمير إلا لأن المراد واحد بعينه فلا يقدح ذلك في دعوى أنه لن يدخل الجنة إلا اليهود أو النصارى جمع فقال: ولا خوف عليهم من آت ، ولا هم يحزنون على شيء فات دفعا لضرهم ، وهذا كما أثبت سبحانه خلاف دعواهم في مس النار بقوله: بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته الآية ، فالتحم الكلام بذلك أشد التحام وانتظم أي انتظام.

بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ – التفسير الجامع

وقَوْلُهُ" وهو مُحْسِنٌ " جِيءَ بِهِ جُمْلَةٌ حالِيَّةٌ لِإظْهارِ أنَّهُ لا يُغْنِي إسْلامُ القَلْبِ وحْدَهُ ولا العَمَلُ بِدُونِ إخْلاصٍ بَلْ لا نَجاةَ إلّا بِهِما ورَحْمَةُ اللَّهِ فَوْقَ ذَلِكَ إذْ لا يَخْلُو امْرِؤٌ عَنْ تَقْصِيرٍ. وجَمْعُ الضَّمِيرِ في قَوْلِهِ ﴿ولا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ولا هم يَحْزَنُونَ﴾ اعْتِبارًا بِعُمُومِ مَن، كَما أفْرَدَ الضَّمِيرَ في قَوْلِهِ ﴿وجْهَهُ لِلَّهِ وهو مُحْسِنٌ﴾ اعْتِبارًا بِإفْرادِ اللَّفْظِ وهَذا مِن تَفَنُّنِ العَرَبِيَّةِ لِدَفْعِ سَآمَةِ التَّكْرارِ.

إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة البقرة - القول في تأويل قوله تعالى "بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن "- الجزء رقم2

فتضمنت هذه الآية شرطي صحة وقبول العمل، وهما: الإخلاص والمتابعة، كما قال تعالى: ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ ﴾ [النساء: 125]، وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ﴾ [لقمان: 22]، وقال تعالى: ﴿ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 110]. فمن لم يخلص العمل لله تعالى فعمله باطل مردود كالمنافقين ونحوهم، قال تعالى: ﴿ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [النساء: 142]، وقال تعالى: ﴿ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ * الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ * وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ ﴾ [الماعون: 4 - 7]. ومن تعبد الله بغير ما شرع فعمله باطل مردود، كالرهبان وأهل البدع ونحوهم. قوله: ﴿ فَلَهُ أَجْرُهُ ﴾ أي: فله ثواب عمله، وهي الجنة وما فيها من ألوان النعيم، وقدّم الخبر وهو قوله: "له" وسمَّىٰ ثوابه "أجراً" تأكيداً لضمانه عز وجل له وتكفله به، تفضلا منه وكرماً، كما قال تعالى: ﴿ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ﴾ [الأنعام: 12]، وقال تعالى: ﴿ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ ﴾ [الأعراف: 156].

عرض وقفة أسرار بلاغية | تدارس القرآن الكريم

فَأوْ هاهُنا لِلتَّوْزِيعِ وهو ضَرْبٌ مِنَ التَّقْسِيمِ الَّذِي هو مِن فُرُوعِ كَوْنِها لِأحَدِ الشَّيْئَيْنِ وذَلِكَ أنَّهُ إيجازٌ مُرَكَّبٌ مِن إيجازِ الحَذْفِ لِحَذْفِ المُسْتَثْنى مِنهُ ولِجَمْعِ القَوْلَيْنِ في فِعْلٍ واحِدٍ وهو قالُوا ومِن إيجازِ القَصْرِ لِأنَّ هَذا الحَذْفَ لَمّا لَمْ يَعْتَمِدْ فِيهِ عَلى مُجَرَّدِ القَرِينَةِ المَحُوجَةِ لِتَقْدِيرٍ وإنَّما دَلَّ عَلى المَحْذُوفِ مِنَ القَوْلَيْنِ بِجَلْبِ حَرْفٍ أوْ كانَتْ أوْ تَعْبِيرًا عَنِ المَحْذُوفِ بِأقَلِّ عِبارَةٍ فَيَنْبَغِي أنْ يُعَدَّ قِسْمًا ثالِثًا مِن أقْسامِ الإيجازِ وهو إيجازُ حَذْفٍ وقَصْرٍ مَعًا.

تفسير ابن كثر - سورة البقرة - الآية 112 خيارات حفظ الصفحة والطباعة بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (112) (البقرة) تفسير ابن كثر قَالَ أَبُو الْعَالِيَة وَالرَّبِيع " بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ" يَقُول مَنْ أَخْلَصَ لِلَّهِ.

إذاً صار (وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴿126﴾ البقرة) المصير في أجسادنا عندما نقف أمام الله وبين يديه (إلى الله المصير) انتهت الرحلة. عندما أصبحنا في المصير النهائي لمن تصير الأمور؟ في الدنيا كان الأمر لأبيك لأختك لأمك للملك للحاكم للمعلِّم للمدرس للمؤدب للأنبياء الخ، في تلك الساعة لمن تصير الأمور؟ أنت جسدك صار إلى النهاية (وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ) أمرك بيد من؟ مصيرك بيد من؟ بيد الله إذاً صار (إلى الله المصير) بجسدك (إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ) بالحكم عليك وشؤونك وأحوالك كلها إلى ما لا نهاية. هذا الفرق بين مصيرك أنت كإنسان وبين أن تصير أمورك كلها مباشرة بدون أسباب بيد الله عز وجل هذا الفرق بين (وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ) وبين (إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ). نحن وقفنا أما رب العالمين فهذا المصير رب العالمين سبحانه وتعالى في تلك الساعة سوف يحاسبنا، من الذي يملك المحاكمة؟ ومن الذي يملك أن يحكم عليك بالخلود في النار أو بالخلود في الجنة؟ هذا يسمى مرجعية الحكم. من هي المرجعية التي يكون كلامها هي الفصل؟ عند الخصومة في الدنيا القاضي هو الذي ترجع إليه الأمور تذهب أنت والخصم عندك محامي وهو عنده محامي وتذهب إلى المحكمة وأوراق ودعاوى ثم يقف الخصمان أمام القاضي فالقاضي هو الذي يحكم بينكما فترجع الأمور إلى القاضي الذي يقوله القاضي هو الصح ليس هناك غيره، هذا في الدنيا إلى القاضي ترجع الأمور يوم القيامة لمن ترجع الأمور؟ إلى الله عز وجل.

5 - هؤلاء المُتَّصِفون بهذه الصفات على تَمكُّنٍ من طريق الهداية، وهم الفائزون في الدنيا والآخرة بنَيلهم ما يرجون ونجاتهم مما يخافون. [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ] • الثقة المطلقة في نفي الرَّيب دليل على أنَّه من عند الله؛ إذ لا يمكن لمخلوق أن يدعي ذلك في كلامه. • لا ينتفع بما في القرآن الكريم من الهدايات العظيمة إلا المتقون لله تعالى المعظمون له. تفسير سوره البقره كامله للشعراوي. • من أعظم مراتب الإيمانِ الإيمانُ بالغيب؛ لأنه يتضمن التسليم لله تعالى في كل ما تفرد بعلمه من الغيب، ولرسوله بما أخبر عنه سبحانه. • كثيرًا ما يقرن الله تعالى بين الصلاة والزكاة؛ لأنَّ الصلاة إخلاص للمعبود، والزكاة إحسان للعبيد، وهما عنوان السعادة والنجاة. • الإيمان بالله تعالى وعمل الصالحات يورثان الهداية والتوفيق في الدنيا، والفوز والفلاح في الأُخرى. (1/2)

تفسير آيات سورة البقرة كاملة

{ ولو شاء الله لذهب بسمعهم} بمعنى أسماعهم { وأبصارهم} الظاهرة كما ذهب بالباطنة... يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [ ٢١] تفسير الأية 21: تفسير الجلالين { يا أيُّها الناس} أي أهل مكة { اعبدوا} وحِّدوا { ربَّكم الذي خلقكم} أنشأكم ولم تكونوا شيئاً { و} خلق { الذين من قبلكم لعلكم تتقون} بعبادته عقابَه، ولعل: في الأصل للترجي، وفي كلامه تعالى للتحقيق.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ الم [ ١] تفسير الأية 1: تفسير الجلالين {الم} الله أعلم بمراده بذلك. سورة البقرة في المنام - موسوعة. ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ [ ٢] تفسير الأية 2: تفسير الجلالين { ذلك} أي هذا { الكتاب} الذي يقرؤه محمد { لا ريب} لا شك { فيه} أنه من عند الله وجملة النفي خبر مبتدؤه ذلك والإشارة به للتعظيم { هدىً} خبر ثان أي هاد { للمتقين} الصائرين إلى التقوى بامتثال الأوامر واجتناب النواهي لاتقائهم بذلك النار. الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ [ ٣] تفسير الأية 3: تفسير الجلالين { الذين يؤمنون} يصدِّقون { بالغيب} بما غاب عنهم من البعث والجنة والنار { ويقيمون الصلاة} أي يأتون بها بحقوقها { ومما رزقناهم} أعطيناهم { ينفقون} في طاعة الله. وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ [ ٤] تفسير الأية 4: تفسير الجلالين { والذين يؤمنون بما أنزل إليك} أي القراَن { وما أنزل من قبلك} أي التوراة والإنجيل وغيرهما { وبالآخرة هم يوقنون} يعلمون. أُولَٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [ ٥] تفسير الأية 5: تفسير الجلالين { أولئك} الموصوفون بما ذكر { على هدىّ من ربِّهم وأولئك هم المفلحون} الفائزون بالجنة الناجون من النار.