واصبر وما صبرك إلا بالله | موقع البطاقة الدعوي

تاريخ الإضافة: 1/2/2016 ميلادي - 22/4/1437 هجري الزيارات: 74044 ﴿ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ ﴾ قرآن الفجر يَلمس القلوب، وجوُّ الفجر ينشِّط الذِّهن، وجمهور الفجر يَبعث السرور، وقت الفجر يَبعث الحضور، فطوبى لمن وقَع في سجلَّات الفجر، وحَضر هذه الأجواء، وتمتَّع بهذه المزايا. في صلاة الفجر يَنشط الذِّهن ويتألَّق، ويلين القلب ويترقق، وتطيب النفس، وتَسمو الروح وتحلِّق... قرَأ الإمامُ حتى وصل إلى أواخر سورة النحل: ﴿ وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ * إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ﴾ [النحل: 127، 128]. واصبر وما صبرك الا بالله. أمر الله نبيَّه بالصَّبر المتواصل، وصبره لا يكون إلَّا بالركون إلى الله، كما أمره بعدم الحزن ممَّا اقترفه الأعداء في حقِّ الإسلام والمسلمين، ثمَّ حثَّه ألَّا يضيق أبدًا من حِقدهم وكيْدهم ومكرِهم، فهو تعالى محيطٌ بكلِّ ذلك. وربَّما كان الحال الذي حولنا يَحتاج لمثل هذه الوصايا، خاصَّة مع اضطراد المكرِ وازدياد الحِقد ، وتواصل التحدِّي والتشفِّي من الإسلام وأهله. فإذا تصاعدَت الشدائد وتزايدَت المكايد وترادفَت الضوائق، فإنَّ المؤمن الحق يُكابِدها جميعًا، ويَخرج منها أقوى إيمانًا وأوسَع صدرًا، وأثْبت يقينًا وأعمَق ثِقة في الله ؛ في قضائه وقدَره، في عدله وفضلِه، في نصره وعزِّه.
  1. تفسير سورة النحل الآية 127 تفسير السعدي - القران للجميع
  2. واصبر وما صبرك إلا بالله - YouTube

تفسير سورة النحل الآية 127 تفسير السعدي - القران للجميع

وبمقدارِ ما تكونُ ثقتهُ بالطّبيبِ ضعيفة تكونُ الحميةُ عليهِ شديدة، ويكونُ تجرّعُ الدّواءِ عليهِ عسيراً. حقيقةٌ نعرُفها جميعاً. إذا أيقنَ المريضُ أنَّ طبيبَه علمَ مرضهُ جيّداً ووقعَ على الدّواءِ الشّافي يقيناً، وأدركَ الأطعمةَ التي ينبغي أن يبتعدَ عنها يقيناً فإنَّ الحميةَ تخفُّ على هذا الإنسان. واصبر وما صبرك الا بالله فارس عباد. فكيفَ إذا كانَ الأمرُ معَ اللهِ عزَّ وجلّ؟ كيفَ إذا كانَ طبيبُك هوَ اللهُ سبحانهُ وتعالى؟ آمنتَ به، ووثقتَ به، وعلمتَ أنَّ هذا الكلامَ كلامُه وأنَّ الوعدَ وعدُه، فإنَّ الصّبرَ يهون. لأنّكَ تعلم أنَّ الصّبرَ في حقّك ليسَ أكثرَ من دفعٍ لأقساطِ الثّمن، وإذا تكاملَ دفعُ الثّمن فإنَ اللهَ عزَّ وجلَّ يهبُكَ الـمُثمَن ويعطيكَ ما قد صبرتَ من أجلهِ في الدّنيا قبلَ الآخرة. وقد أوضحَ اللهُ عزَّ وجلَّ لنا هذا المعنى بعِبر وبعظات وبحوادثَ يطولُ سردُها لو أردنا أن نلفتَ النّظرَ إليها. ولكن حسبُنا أن نضعَ أمامَ أعيننا مثالَ الأمثلة، وعبرةَ العبر: قصّةُ سيّدنا يوسُف عليهِ الصّلاةُ والسّلام، ولأمرٍ ما أفاضَ البيانُ الإلهيُّ في تفسيرِ هذه القصّة. منذا الذي حُمِّلَ من الشّبابِ في سبيلِ اللهِ في هذا العصرِ أو قبلَ هذا العصرِ كما حُمِّلَهُ يوسفَ عليهِ الصّلاةُ والسّلام؟ سُجِنَ وهو شابٌّ يافع وهو بريء، وصبر، وثبتَ على صبره، واحتسبَ الأمرَ عندَ ربّه إذ كانَ واثقاً باللهِ عزَّ وجلّ.

واصبر وما صبرك إلا بالله - Youtube

فالحقُّ سبحانه يَنهى رسولَه صلى الله عليه وسلم أن يكون في ضيقٍ من مكْر الكفَّار؛ لأنَّ الذي يَضيق بأمرٍ هو الذي لا يجد في مجال فكرِه وبدائله ما يَخرج به من هذا الضيق، إنَّما الذي يَعرف أنَّ له منفذًا ومخرجًا فلا يكون في ضيق. فالمعنى: لا تكُ في ضيقٍ يا محمد؛ فالله معك، سيجعل لك من الضيق مخرجًا، ويردُّ على هؤلاء مكرَهم: ﴿ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾ [الأنفال: 30]. اليوم يَتكالب الأعداء وأذيالُهم على المسلمين في كلِّ مكان، وهناك ضيق بتملُّك القلب عند المسلم، ولا بدَّ أن نسمع للقرآن، وندرس الآيات، ونقف عند المواقف المماثلة في السِّيرة؛ ها هو رسولُ الله يخاطَب من الله: ﴿ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ ﴾. ولذلك يقال: لا كرب ولك رب، فساعةَ أن تَضيق بك الدنيا والأهل والأحباب، وتَضيق بك نفسُك، فليسعك ربُّك، ولتكن في معيَّته سبحانه؛ ولذلك قال تعالى بعد ذلك: ﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ﴾. إذا كنتَ في شدة أو في ضيق فأنت موعود بالجنَّة.. واصبر وما صبرك إلا بالله - YouTube. كيف؟ • ((قتْلانا في الجنَّة، وقتْلاكم في النَّار)). • ((اللهُ مولانا، ولا مولى لكم)).

قرأ ابن كثير هاهنا وفي النمل ( ضيق) بكسر الضاد وقرأ الآخرون بفتح الضاد ، قال أهل الكوفة: هما لغتان مثل رطل ورطل. وقال أبو عمرو: " الضيق " بالفتح: الغم ، وبالكسر: الشدة. وقال أبو عبيدة: " الضيق " بالكسر في قلة المعاش وفي المساكن ، فأما ما كان في القلب والصدر فإنه بالفتح. وقال ابن قتيبة: الضيق تخفيف ضيق مثل هين وهين ، ولين ولين ، فعلى هذا هو صفة ، كأنه قال: ولا تكن في أمر ضيق من مكرهم. تفسير سورة النحل الآية 127 تفسير السعدي - القران للجميع. ﴿ تفسير الوسيط ﴾ ثم أمر- سبحانه- بالصبر أمرا صريحا، بعد أن بين حسن عاقبته فقال: وَاصْبِرْ وَما صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ.... أى:: واصبر- أيها الرسول الكريم- على أذى قومك، وما صبرك في حال من الأحوال بمؤت ثماره المرجوة منه إلا بتوفيق الله- تعالى- لك، وبتثبيته إياك، وما دام الأمر كذلك فالجأ إليه وحده، واستعن به- سبحانه- في كل أمورك، فالاستثناء مفرغ من أعم الأحوال. ثم نهاه- سبحانه- عن الحزن بسبب كفر الكافرين، فإن الهداية والإضلال بقدرة الله وحده فقال- تعالى-: وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ. أى ولا تحزن بسبب كفر الكافرين، وإصرارهم على ذلك، وإعراضهم عن دعوتك، ولا يضق صدرك بمكرهم، فإن الله- تعالى- ناصرك عليهم، ومنجيك من شرورهم.