تاريخ النشر: الأربعاء 10 شوال 1427 هـ - 1-11-2006 م التقييم: رقم الفتوى: 78235 27897 0 352 السؤال يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما معناه: رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه. ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأ. صدق رسول الله، أي أننا لن يحاسبنا الله عز وجل عن الخطأ والنسيان وما نكره على إتيانه، ونجد أيضا قول الله عز وجل: ربنا لا تؤاخذنا أن نسينا أو أخطأنا. صدق الله العظيم، فلماذا إذاً ندعو الله أن يغفر لنا أشياء هو لن يحاسبنا عليها تبعا لنص الحديث؟ وجزاكم الله خيراً. الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإن هذا الدعاء مما تعبدنا به لثبوته في القرآن، وقد بشرنا النبي صلى الله عليه وسلم باستجابته فعلاً، كما في صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم: لِّلَّهِ ما فِي السَّمَاواتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
رَبَّنا لا تُؤاخِذنا إِن نَسينا أَو أَخطَأنا. - YouTube
وهو زعْمٌ باطل، واستدلوا بحديث باطل، لا أصل له. قال ابن عبد البر رحمه الله: (النِّسيان لا يُعصَمُ منه أحدٌ، نبيًّا كان أو غيرَ نبيٍّ). ومع نِسْيانِه صلى الله عليه وسلم الجِبِلِّي؛ إلاَّ أنه محفوظٌ من النِّسيان فيما يتعلَّق بالوحي، فلا يَنْسَى منه شيئًا، إلاَّ بِمُقتضى أمرِ اللهِ تعالى وحِكمتِه. المنشاوي - «رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا». - YouTube. فإذا تعلَّق الأمر بأحوال الدنيا جاز عليه النِّسيان؛ لأنه بَشَرٌ من البشر صلى الله عليه وسلم، وإذا تعلَّق الأمر بالوحي عُصِمَ من النِّسيان، إلاَّ ما شاء اللهُ بحكمتِه وعِلمِه. قال تعالى: ﴿ سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنسَى * إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ﴾ [الأعلى: 6، 7]. وهذا إخبارٌ من الله عز وجل، ووعدٌ منه له، بأنه سَيُقرِئُه قِراءَةً لا يَنساها، إلاَّ ما شاء الله. عباد الله، إنَّ الله تعالى رفعَ الإثمَ والحَرَجَ عن النَّاسِي من أُمَّةِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم، فأرْشَدَنا ربُّنا بأنْ ندعوه فنقول: ﴿ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ﴾ [البقرة: 286]، قال اللهُ تعالى: «قَدْ فَعَلْتُ»؛ رواه مسلم، وقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأَ، وَالنِّسْيَانَ»؛ صحيح - رواه ابن ماجه وابن حبان، وفي رواية: «إِنَّ اللَّهَ وَضَعَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأَ وَالنِّسْيَانَ»؛ صحيح، رواه ابن ماجه.
وفِعْلُه صلى الله عليه وسلم تَشْرِيعٌ لأُمَّته، ويدلُّ أيضًا على أنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، وأنَّ الناسَ مُعَرَّضون للنِّسيان أثناء أداء العِبادات، ويشهدُ لذلك: قوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ نَسِيَ وَهُوَ صَائِمٌ فَأَكَلَ أَوْ شَرِبَ فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ؛ فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ اللهُ وَسَقَاهُ»؛ رواه البخاري. فأين المُوَسْوَسُون من هدي النبيِّ صلى الله عليه وسلم في أداء العبادات؛ لِيَرْفُقُوا بأنفسِهم، ولْيَعْلَموا أنَّ الشيطانَ يُريد أنْ يُلَبِّسَ عليهم العبادات بكثرة الوسوسة فيها. الخطبة الثانية الحمد لله، عباد الله، من رحمةِ الله تعالى أنَّ النِّسيانَ والخطأَ مَعْفُوٌّ عنهما في الشريعة، فلا إثمَ على المُخْطِئ فيما أخطأَ فيه، ولا إِثمَ على النَّاسي فِيما نَسِيَه. ولكنْ لا بد أنْ نُفَرِّقَ بين رَفْعِ الإثمِ عنهما، وبين تَرَتُّبِ حُكمٍ آخَرَ على الخطأ، أو النِّسيان. ومِثال ذلك: إذا نَسِيَ المُصَلِّي شيئًا من واجبات الصلاة؛ فيقال: لا إثمَ عليه، ولكنْ عليه سجودُ السَّهْو، وإذا نَسِيَ الحاجُّ شيئًا من واجبات الحج، فيقال: لا إثمَ عليه، ولكنْ عليه دَمٌ. ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا - ملتقى الخطباء. وإذا أتْلَفَ المرءُ شيئًا من مالِ صاحِبِه، أو زَرْعِه خَطأً، فيقال: لا إثمَ عليه، ولكنْ عليه القِيمَةُ.
وهو زعْمٌ باطل, واستدلوا بحديث باطل, لا أصل له. قال ابن عبد البر -رحمه الله-: " النِّسيان لا يُعصَمُ منه أحدٌ, نبيًّا كان أو غيرَ نبيٍّ ". ومع نِسْيانِه -صلى الله عليه وسلم- الجِبِلِّي؛ إلاَّ أنه محفوظٌ من النِّسيان فيما يتعلَّق بالوحي, فلا يَنْسَى منه شيئًا, إلاَّ بِمُقتضى أمرِ اللهِ -تعالى- وحِكمتِه. فإذا تعلَّق الأمر بأحوال الدنيا جاز عليه النِّسيان؛ لأنه بَشَرٌ من البشر -صلى الله عليه وسلم-, وإذا تعلَّق الأمر بالوحي عُصِمَ من النِّسيان, إلاَّ ما شاء اللهُ بحكمتِه وعِلمِه. ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطانا 2/286. قال -تعالى-: ( سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنسَى * إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ)[الأعلى: 6, 7]. وهذا إخبارٌ من الله -عز وجل-, ووعدٌ منه له, بأنه سَيُقرِئُه قِراءَةً لا يَنساها, إلاَّ ما شاء الله. عباد الله: إنَّ الله -تعالى- رفعَ الإثمَ والحَرَجَ عن النَّاسِي من أُمَّةِ محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-, فأرْشَدَنا ربُّنا بأنْ ندعوه فنقول: ( رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا)[البقرة: 286]؛ قال اللهُ -تعالى-: " قَدْ فَعَلْتُ "(رواه مسلم). وقال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: " إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأَ, وَالنِّسْيَانَ "(رواه ابن ماجه وابن حبان).