ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا

قوله تعالى { فاصبر لحكم ربك} أي لقضاء ربك. وروى الضحاك عن ابن عباس قال: اصبر على أذى المشركين؛ هكذا قضيت. ثم نسخ بآية القتال. وقيل: أي اصبر لما حكم به عليك من الطاعات، أو انتظر حكم الله إذ وعدك أنه ينصرك عليهم، ولا تستعجل فإنه كائن لا محالة. { ولا تطع منهم آثما أو كفورا} أي ذا إثم { أو كفورا} أي لا تطع الكفار. فروى معمر عن قتادة قال: قال أبو جهل: إن رأيت محمدا يصلي لأطأن على عنقه. فأنزل الله عز وجل { ولا تطع منهم آثما أو كفورا}. ما هي صلاة التهجد؟ .. تعرّف على فضلها ودعائها وكيفية صلاتها - ثقفني. ويقال: نزلت في عتبة بن ربيعة والوليد بن المغيرة، وكانا أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرضان عليه الأموال والتزويج، على أن يترك ذكر النبوة، ففيهما نزلت { ولا تطع منهم آثما أو كفورا}. قال مقاتل: الذي عرض التزويج عتبة بن ربيعة؛ قال: إن بناتي من أجمل نساء قريش، فأنا أزوجك ابنتي من غير مهر وارجع عن هذا الأمر. وقال الوليد: إن كنت صنعت ما صنعت لأجل المال، فأنا أعطيك من المال حتى ترضى وارجع عن هذا الأمر؛ فنزلت. ثم قيل { أو} في قوله تعالى { آثما أو كفورا} أوكد من الواو؛ لأن الواو إذا قلت: لا تطع زيدا وعمرا فأطاع أحدهما كان غير عاص؛ لأنه أمره ألا يطيع الاثنين، فإذا قال { لا تطع منهم آثما أو كفورا} { فأو} قد دلت على أن كل واحد منهما أهل أن يعصي؛ كما أنك إذا قلت: لا تخالف الحسن أو ابن سيرين، أو اتبع الحسن أو ابن سيرين فقد قلت: هذان أهل أن يتبعا وكل واحد منهما أهل لأن يتبع؛ قاله الزجاج.

  1. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الانسان - الآية 26
  2. ما هي صلاة التهجد؟ .. تعرّف على فضلها ودعائها وكيفية صلاتها - ثقفني

القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الانسان - الآية 26

للـهم أصلح لنا ديـنـَنا الذي هـو عـصمةُ أمرِنا، وأصلح لنا دنيانا التي فـيها معـاشُنا، وأصلح لنا آخرتـَنا التي إليها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، واجعل الموتَ راحةً لنا من كلِ شر، اللهم إنا نسألك فعـلَ الخيرات، وتركَ المنكرات، وحبَ المساكين، وأن تغفر لنا وترحمنا وتتوب علينا، وإذا أردت بقـومٍ فـتنةً فـتوَفـنا غـير مفتونين، ونسألك حبَـك، وحبَ مَن يُحـبـُـك، وحب كل عـملٍ يقربنا إلى حـبـِك، يا رب العـالمين. ومتعنا اللهم بأسماعِنا وأبصارِنا وقـواتِنا ما أبقيتنا، واجعـلهُ الوارثَ منـّا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصُرنا على من عادانا، ولا تجعـل مصيبـتَـنا في ديننا. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الانسان - الآية 26. ولا تجعـل الدنيا أكبرَ همِنا، ولا مبلغَ علمِنا، ولا إلى النار مصيرنا. واجعل الجنة هي دارنا، ولا تُسلط عـلينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا. اللهم إنا نَسأَلُكَ من الخيرِ كُلِّهِ عاجِلِهِ وآجِلِهِ ما عَلِمْنَا منه وما لم نَعْلَمْ، ونعوذُ بك من الشر كله عاجِلِهِ وآجِلِهِ ما عَلِمْنَا من وما لم نَعْلَمْ. ونسألكَ الجَنَّة وما قَرَّبَ إليها مِنْ قولٍ أو عمل، ونعوذ بك من النارِ وما قَرَّب إليها مِنْ قولٍ أو عمل. ونسألك من خيرِ ما سألكَ عَبْدُكَ ونَبِيُّكَ، ونعوذُ بك من شر ما أستعاذك منه عبدُكَ ونبيكُ.

ما هي صلاة التهجد؟ .. تعرّف على فضلها ودعائها وكيفية صلاتها - ثقفني

تحدّث إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالباري بن عواض الثبيتي، عن أثر السجود لله تعالى على النفس وطمأنينة القلب ولذة العبادة والخضوع للواحد القهار. وقال في خطبة الجمعة: السجود أشرفُ حالات العبد، فيه متعة الخضوع للعزيز الكريم، وجمال الإذعان للرحمن الرحيم، وهي لحظات كرم وبركة لا حدود لها، في السجود لذة لا توصف، وانشراح لا يحيط به قلم، ينقل المسلم من قطعة ضيقة على الأرض إلى ارتفاع في فساحة السماء؛ ولذلك وصفت عائشة رضي الله عنها في الصحيح قيام النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: (يسجد السجدة من ذلك قدر ما يقرأ أحدكم خمسين آية قبل أن يرفع رأسه) رواه البخاري. وأضاف: السجود يضفي على وجه صاحبه نور الإيمان، وعلى قلبه تباشير الاطمئنان، ويكسبه سكينة، ويكسوه جلال الوقار، قال الله تعالى: {محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعًا سجدًا يبتغون فضلًا من الله ورضوانًا سيماهم في وجوههم من أثر السجود}. وأوضح إمام وخطيب المسجد النبوي، أن السجود تتجلى فيه علامات التصديق والإيمان، وتبرز أمارات اليقين والتسليم؛ فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه كان من دعائه صلى الله عليه وسلم في سجوده: (اللهم لك سجدت، وبك آمنت، ولك أسلمت، سجد وجهي للذي خلقه وصوّره وشق سمعه وبصره، تبارك الله أحسن الخالقين).

وقوله ( وسبحه) جملة معطوفة على جملة ( من الليل فاسجد له) فتعين أن التسبيح التنفل. والتسبيح: التنزيه بالقول وبالاعتقاد ، ويشمل الصلوات والأقوال الطيبة والتدبر في دلائل صفات الله وكمالاته ، وغلب إطلاق مادة التسبيح على الصلاة النافلة ، وقال تعالى ( وسبح بحمد ربك حين تقوم) ، أي من الليل. وعن عبد الملك بن حبيب: " وسبحه " هنا صلاة التطوع في الليل ، وقوله " طويلا " صفة " ليلا " وحيث وصف الليل بالطول بعد الأمر بالتسبيح فيه ، علم أن ليلا أريد به أزمان الليل لأنه مجموع الوقت المقابل للنهار ، لأنه لو أريد ذلك المقدار كله لم يكن في وصفه بالطول جدوى ، فتعين أن وصف الطول تقييد للأمر بالتسبيح ، أي سبحه أكثر الليل ، فهو في معنى قوله تعالى ( قم الليل إلا قليلا) إلى ( أو زد عليه) أو يتنازعه كل من ( اسجد) وسبحه. وانتصب ( ليلا) على الظرفية لـ ( سبحه). وعن ابن عباس وابن زيد: أن هاتين الآيتين إشارة إلى الصلوات الخمس وأوقاتها بناء على أن الأصيل يطلق على وقت الظهر فيكون قوله وسبحه إشارة إلى قيام الليل. وهذه الآية جاءت على وفق قوله تعالى ( ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين) وقوله تعالى ( واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلا رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا واصبر على ما يقولون).