خريطة الدولة العثمانية في عهد سليمان القانوني

على أنَّ أبرز حدثٍ تاريخيٍّ في السِّياسة الخارجيَّة العثمانيَّة على عهد سليمان القانوني هو علاقته مع فرانسوا، تلك العلاقة الَّتي تحوَّلت إِلى محالفة. - سياسة التَّقارب بين سليمان القانوني وملك فرنسا: بعد أن ظهرت قوَّة الدَّولة العثمانيَّة ومكانتها في العالم آنذاك وبروز قوة السلطان العثماني سليمان القانوني،كان لذلك أثره على دول العالم المعاصرة، وبالأخصِّ على دول أوربَّة، الَّتي كانت تعيش انقساماتٍ سياسيَّةً، ودينيَّةً خطيرةً، ولهذا تنوَّعت مواقف الدُّول الأوربيَّة من الدَّولة العثمانيَّة حسب ظروف كلِّ دولة. وكان تشارلز الخامس ملك الإمبراطورية الرُّومانيَّة المقدَّسة ينافس فرانسوا الأوَّل ملك فرنسا على كرسي الحكم للإمبراطوريَّة الرُّومانيَّة، وكان البابا ليو العاشر منافساً للرَّاهب الألماني مارتن لوثر زعيم المقاومة البروتستانتيَّة.

الموقع الرسمي للدكتور علي الصلابي - دولة السلطان سليمان القانوني عهد القوة والحكمة والقانون

وهكذا ساهمت تلك السياسات النقدية غير الحكيمة بانخفاض قيمة العملة وانتشار التضخم في المجتمعات العثمانية وما يصحبه من غلاء وانتشار للفقر والفاقة. ومما زاد في هزال الخزينة العثمانية تلك الامتيازات التجارية التي دشن أولها الخليفة القانوني مع فرنسا وجعلها سنة للخلفاء من بعده. تلك الامتيازات كانت تمنح الطرف الآخر والذي كان عادة إحدى الدول الأوروبية حقوقا في التنقل والملاحة وحقوقا في التجارة دون التزامات ضريبية. وإن وجدت فكانت عادة ما تكون رمزية. لقد أدت سياسة الامتيازات إلى فقد الدولة العثمانية لكثير من إيراداتها التي كانت تجنيها عن طريق التجارة كما أدت إلى فتح الباب على مصراعيه أمام التدخل الأوروبي في الشؤون العثمانية. الموقع الرسمي للدكتور علي الصلابي - دولة السلطان سليمان القانوني عهد القوة والحكمة والقانون. وكما نرى فإن العوامل التي دفعت بالدولة العثمانية إلى براثن الانهيار تمثلت في أمور عديدة اقتصادية واجتماعية وعسكرية وسياسية وجغرافية. وختاما فإن الخليفة سليمان القانوني لم يكن ملكا منزلا ولا نبيا مرسلا. لقد كان ملكا من الملوك له حسناته كما له مساوئه وأخطاؤه. ويجدر بنا أن ننظر إلى فترة حكمه وما تخللها من أسباب أوهنت الدولة وأضعفت من جاء بعده بعين الاعتبار والنقد بعيدا عن التمجيد والتقديس أو المبالغة في الذم واللوم ففي تاريخنا الإسلامي عادة ما تتغير الأحداث والتواريخ والوجوه ويبقى عامل واحد لا يتغير ألا وهو الرعية المغلوب على أمرها.

سليمان القانوني - الإنجازات الحضارية - الدكتور طارق السويدان

لم يعرف التاريخ العثماني خليفة كسليمان القانوني ذلك الرجل الذي جمع بين الذكاء والدهاء وعلو الهمة والطموح مع فترة حكم قاربت النصف قرن. وبلغت رايات الخلافة في عهده أوج قوتها وقمة مجدها وأقصى اتساع لها. وقد قيل (اسع نحو القمة وإياك أن تصل إليها فليس بعد القمة إلا السقوط). الدولة العثمانية - .. كان ذلك أيضا المسار الذي سلكته دولة بني عثمان سنة الله في كونه. هي الأمور كما شاهدتها دول من سره زمان ساءته أزمان. وهذه الدار لا تبقي على أحد ولا يدوم على حال لها شان، ومما يثير التساؤل ويبعث في النفس شديد الاستغراب هو الانحدار والانحطاط الذي أظل الدولة العثمانية برحيل القانوني إلى بارئه فمن العجيب ألا تتمكن ذريته من الخلفاء من استكمال سبر سبل الازدهار الذي أرساه القانوني وركز دعائمه بما سنه من تشريعات وقوانين نظمت أحوال البلاد ورعاياها يدعمه في ذلك نظام قضائي في غاية التطور. ومن المستغرب أيضاً أن يقف الزمان عند وفاته وتدخل الدولة حالة من الجمود الفكري والعلمي. بل إن حالة الجمود تلك بدأت تلقي بظلالها حتى على حركة العمران والفتوحات التي صبغت فترة حكم القانوني وانشغل بها. وتبعاً لكثير من المؤرخين والمستشرقين فإن أحد أهم أسباب انحدار الخلافة العثمانية هو تمكن بعض زوجات السلطان القانوني وعلى رأسهم روكسلين من تشكيل ما يمكن أن نطلق عليه بحكومة ظل أصبحت بمساعدة خصيان القصر قادرة على التلاعب بمقادير الحكم والتأثير على قرارات السلطان متجاوزة بذلك تأثير الصدر العالي والقضاة بل وحتى ديوان السلطان من رجال الدولة.

الدولة العثمانية - .

شكل العثمانيون وحدات خاصة عرفت باسم الإنكشارية (كان أكثر أعضاءها من منطقة البلقان). تمكنوا بفضل هذه القوات الجديدة من التوسع سريعا في البلقان و الأناضول معا (معركة نيكبوليس: 1389 م). إلا أنهم منوا بهزيمة أمام قوات تيمورلنك في أنقرة سنة 1402 م. تلت هذه الهزيمة فترة اضطرابات و قلائل سياسية. استعادت الدولة توازنها و تواصلت سياسة التوسع في عهد مراد الثاني (1421-1451 م) ثم محمد الفاتح (1451-1481 م) والذي استطاع أن يفتح القسطنطينية سنة 1453 م و ينهي بذالك قرونا من التواجد البيزنطي المسيحي في المنطقة. * توسع الدولة أصبح العثمانيون القوة الرائدة في العالم الإسلامي. حاولوا غزوا جنوب إيطاليا سنوات 1480/81 م. تمكن السلطان سليم الاول (1512-1520 م) من فتح العراق:1514 وكل بلاد الشام و فلسطين: 1516 م، مصر: 1517 م، ثم جزيرة العرب و الحجاز أخيراً. انتصر على الصفويين في معركة جيلدران و استولى على أذربيجان. بلغت الدولة أوجها في عهد ابنه سليمان القانوني (1520-1566 م) الذي واصل فتوح البلقان (المجر: 1519 م ثم حصار فيينا)، وفتح اليمن عام 1532إستولى بعدها على الساحل الصومالي من البحر الأحمر واستطاع بناء اسطول بحري لبسط سيطرته على البحر المتوسط بمساعدة خير الدين بربروسا الذي قدم ولاءه للسلطان (بعد 1552 م تم اخضاع دول المغرب الثلاث: الجزائر، تونس ثم ليبيا حيث أخضعت طرابلس في حدود عام 1551).

محاربة البرتغاليين: قام حاكم مدينة أحمد آباد بإرسال رسالة يستغيث فيها من سيطرة البرتغاليين على بلادة وبناء الحصون ، فأمر السلطان سليمان أحمد باشا والي مصر بإرسال السفن إلى هناك وقام السلطان بإرسال الجيش العثماني ، وقامت معركة كبيرة بين الجيشان ، وتمكن الجيش العثماني في النهاية من هزيمة البرتغاليين والسيطرة على كافه الحصون الذي بناها البرتغاليون.

والتمرُّد الرَّابع ضدَّ الدَّولة العثمانيَّة في عهد سليمان القانوني كان تمرُّداً شيعيَّاً رافضيَّاً أيضاً، وكان على رأسه «قلندر جلبي» في منطقتي قونية، ومرعش، وكان عدد أتباعه 000, 30 شيعي قاموا بقتل المسلمين السُّنِّيِّين في هاتين المنطقتين. وتوجه بهرام باشا لقمع هذا العصيان، فقتله العصاة، ثمَّ نجحت الحيلة معهم؛ إِذ أنَّ الصَّدر الأعظم إبراهيم باشا قد استمال بعض رجال «قلندر جلبي»، فقلَّت قوَّاته، وهزم، وقتل. وبعد هذا هدأت الأمور في الدَّولة العثمانيَّة، وبدأ السُّلطان في التَّخطيط لسياسة الجهاد في أوربة. - فتح رودس: كانت رودس جزيرةً مشاكسةً؛ إِذ كانت حصناً حصيناً لفرسان القدِّيس يوحنَّا؛ الَّذين كانوا يقطعون طريق الحجَّاج المسلمين الأتراك إِلى الحجاز، فضلاً عن أعمالهم العدوانيَّة الموجَّهة لخطوط المواصلات البحريَّة العثمانيَّة، فاهتمَّ السلطان سليمان بفتح رودس، وأعدَّ حملةً عظيمةً وشنَّ حرباً كبيرةً ابتداءً من منتصف عام 1522م، وفتحها، وأعطى الفرسان حقَّ الانتقال منها، فذهبوا إِلى (مالطة) وهناك أعطاهم (شارل كنت) حقَّ حكم هذه الجزيرة.