تفسير: (إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب)

وضمير رأوا ضمير مبهم عائد إلى فريقي الذين اتبعوا والذين اتبعوا. وجملة وتقطعت بهم الأسباب معطوفة على جملة تبرأ أي وإذ تقطعت بهم الأسباب ، والضمير المجرور عائد إلى كلا الفريقين. والتقطع الانقطاع الشديد لأن أصله مطاوع قطعه بالتشديد مضاعف قطع بالتخفيف.
  1. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة البقرة - الآية 166
  2. إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة البقرة - قوله تعالى إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب - الجزء رقم2

القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة البقرة - الآية 166

والإراءة هنا بصرية ولذلك فقوله ( حسرات عليهم) حال من أعمالهم ومعنى يريهم الله أعمالهم يريهم ما هو عواقب أعمالهم لأن الأعمال لا تدرك بالبصر لأنها انقضت فلا يحسون بها. والحسرة حزن في ندامة وتلهف وفعله كفرح ، واشتقاقها من الحسر وهو الكشف لأن الكشف عن الواقع هو سبب الندامة على ما فات من عدم الحيطة له. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة البقرة - الآية 166. وقوله وما هم بخارجين من النار حال أو اعتراض في آخر الكلام لقصد التذييل لمضمون كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم لأنهم إذا كانوا لا يخرجون من النار تعين أن تمنيهم الرجوع إلى الدنيا وحدوث الخيبة لهم من صنع رؤسائهم لا فائدة فيه إلا إدخال ألم الحسرات عليهم ، وإلا فهم باقون في النار على كل حال. وعدل عن الجملة الفعلية بأن يقال: ( ( وما يخرجون)). إلى الاسمية للدلالة على أن هذا الحكم ثابت أنه من صفاتهم ، وليس لتقديم المسند إليه هنا نكتة ، إلا أنه الأصل في التعبير بالجملة الاسمية في مثل هذا إذ لا تتأتى بسوى هذا التقديم ، فليس في التقديم دلالة على اختصاص لما علمت ولأن التقديم على المسند المشتق لا يفيد الاختصاص عند جمهور أئمة المعاني ، بل الاختصاص مفروض في تقديمه على المسند الفعلي خاصة ، ولأجل ذلك صرح صاحب الكشاف تبعا للشيخ عبد القاهر بأن موقع الضمير هنا كموقعه في قول المعذل البكري: هم يفرشون اللبد كل طمرة وأجرد سباق يبذ المغاليا في دلالته على قوة أمرهم فيما أسند إليهم لا على الاختصاص اهـ.

إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة البقرة - قوله تعالى إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب - الجزء رقم2

- تشبيه حال الشيطان مع بني آدم في الوسوسة، وتزيين الشر وفي تلقيهم ما يوسوس لهم بحال الآمر والمأمور، وعليه فالعبارة استعارة تمثيلية ويشير التعبير ب يأمركم إلى ضعف إرادة المأمورين، وإلى أنهم لا يملكون أمر أنفسهم، وفي هذا زيادة تشنيع لحالهم، وإثارة للعداوة بين الشيطان وبينهم. * ما نوع العطف في قوله تعالى: (إنما يأمركم بالسوء والفحشاء)؟ البقرة 169 - من عطف الخاص على العامك لأن الفحشاء من المعاصي ما تناهى فحشه وقبحه كالزنا وشرب الخمر وقتل النفس بغير الحق، وفي العطف مزيد تنفير مما يأمر به الشيطان من الفحشاء والتنبيه على خطورتها. إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العاب بنات. ضلال كامل * ما الغرض من الالتفات من الخطاب إلى الغائب في قوله تعالى: (وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله.. )؟ البقرة 170 - في صرف الخطاب عنهم وتغييبهم عنه تسفيه لهم - أي للمشركين - وتنبيه على كمال ضلالهم وغفلتهم وجناياتهم وكأنهم ليسوا أهلاً للخطاب. * ما دلالة الاستفهام في قوله تعالى: (أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئاً ولا يهتدون)؟ البقرة170 - الإنكار على المشركين لإصرارهم على اتباع آبائهم وتقليدهم من دون نظر ولا مراجعة تقليداً أعمى ناتجاً عن جهل وضلال، والمراد إنكار الواقع منهم.

2422- حدثني القاسم قال، حدثني الحسين قال، حدثني حجاج, عن ابن جريج, عن مجاهد قال: تواصلٌ كان بينهم بالمودة في الدنيا. 2423- حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم, عن عيسى قال، أخبرني قيس بن سعد, عن عطاء, عن ابن عباس في قول الله تعالى ذكره: " وتقطّعت بهم الأسباب " قال، المودة. 2424- حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد بن زريع قال، حدثنا سعيد, عن قتادة: " وتقطعت بهم الأسباب " ، أسبابُ الندامة يوم القيامة, وأسباب المواصلة التي كانت بينهم في الدنيا يتواصلون بها، ويتحابُّون بها, فصارت عليهم عداوةً يوم القيامة، ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا ويتبرأ بعضُكم من بعض. إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العاب تلبيس. وقال الله تعالى ذكره: الأَخِلاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلا الْمُتَّقِينَ [سورة الزخرف: 67] ، فصارت كل خُلَّة عداوة على أهلها إلا خُلة المتقين. 2425- حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر, عن قتادة في قوله: " وتقطعت بهم الأسباب " قال، هو الوصْل الذي كان بينهم في الدنيا. 2426- حدثت عن عمار بن الحسن قال، حدثنا ابن أبي جعفر, عن أبيه, عن الربيع: " وتقطعت بهم الأسباب " ، يقول: الأسبابُ، الندامة.