قال الحافظ ابن حجر في الفتح: الذي يظهر أن المراد بها البيض: انتهى. وفي سنن أبي داود: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا أن نصوم البيض ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة قال: وقال: هن كهيئة الدهر: صححه الألباني. وفي سنن النسائي عن جرير بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: صيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر، وأيام البيض صبيحة ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة:حسنه الألباني. والله أعلم.
السؤال: نعود في بداية هذه الحلقة إلى رسالة وصلت إلى البرنامج من ليبيا، بعث بها أحد الإخوة المستمعين من هناك، عرضنا بعضًا من أسئلته في حلقة مضت، وفي هذه الحلقة يسأل عن صيام الست من شوال وعن فضلها؟ جزاكم الله خيرًا.
وقت صيام الست البيض يجوز صيام السِّت من شوال في أيِّ وقتٍ من شهر شوال، فيجوز صيامها بداية من اليوم الثَّاني من شهر شوال، ويجوز بعد انقضاء أيام العيد ، وكذلك يجوز جمعها مرة واحدة، ويجوز تفريقها على مدار الشهر؛ فالأمر في ذلك واسع ولا حرج فيه. هل يجوز الجمع بين نية القضاء والست من شوال؟ لابد من التفرقة بين حالتين ، فيمكن الجمع بين قضاء رمضان وصيام الست من شوال لأن قضاء رمضان وإن كان على التراخي عند كثير من الفقهاء، فيمكن الجمع بقضاء الفائت من رمضان، ثم صيام الست من شوال، وذلك لأن الواجب مقدم على النفل ، ولأن المختار تقديم صوم الست من شوال لأن الزمان صار مضيقا بالنسبة لصوم الستة من شوال بينما موسع لقضاء رمضان. بدليل حديث السيدة عائشة، رضي الله عنها، قالت: «إن كان ليكون على الصيام من رمضان، فما أستطيع أن أصومه حتى يأتي شعبان».
[6] المرجع السابق. [7] المرجع السابق. [8] شرح النووي على مسلم: باب استحباب صوم ستة أيام من شوال اتباعًا لرمضان: 8 /56، دار إحياء التراث العربي بيروت. [9] السنن الكبرى للنسائي، صيام ستة أيام من شوال، حديث: 2827. ________________________________ المؤلف: رفيع الدين حنيف القاسمي
خلاصة القول: عُلِمَ من الأحاديث النبوية والآثار، وأقوال العلماء المتعلقة بمسألة صيام ست من شوال - أن أفضلية صيام الست من شوال ثابتة، وهي مستحبة للآثار الصحيحة الواردة في ذلك، وذلك بعد أن يفصل بينها وبين رمضان بإفطار يوم العيد، وإذا كانت متتابعة أو متفرقة، جاز ذلك، وتحصَّلت الفضيلة المرجوة. أهم المصادر والمراجع: 1- النووي، المنهاج: شرح مسلم، دار إحياء التراث العربي، بيروت. 2- ملا على القاري، مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، دار الفكر، بيروت. 3- كتاب 21 فائدة في صيام 6 شوال. 4- الدكتور محمد مصلح الزعبي، بحث بعنوان صيام ست من شوال، دراسة حديثية فقهية، قسم أصول الدين جامعة آل البيت. [1] صحيح مسلم: باب استحباب صوم ستة أيام من شوال اتباعًا لرمضان، حديث: 1164. فضل صيام الستة من شوال. [2] سنن الترمذي، باب ما جاء في أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة، حديث: 413، وقال الترمذي: وفي الباب عن تميم الداري حديث أبي هريرة حديث حسن غريب من هذا الوجه، وقد روِي هذا الحديث من غير هذا الوجه عن أبي هريرة. [3] صحيح البخاري ، باب: ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر، حديث: 4836. [4] رواه البخاري. [5] سنن الترمذي، باب ما جاء في صيام ستة من شوال، حديث: 957، وقال: وفي الباب عن جابر وأبي هريرة وثوبان، وحديث أبي أيوب، حديث حسن صحيح.