مراحل كتابة السنة النبوية وتدوينها

3-صحيفة عبدالله بن عمرو بن العاص، المعروفة بالصحيفة الصادقة. عن مجاهد قال: (أتيت عبد الله بن عمروٍ فتناولت صحيفة من تحت مفرشة ، فمنعني ، قلت: ما كنت تمنعني شيئاً ، قال: هذه الصادقة ، هذه ما سمعت من رسول الله –صلى الله عليه وسلم – ليس بيني وبينه أحد). 4-صحيفة جابر ، وصحيفة عبد الله بن أبي اوفي ، وصحيفة أبي موسى الأشعري. 2-جهود التابعين في تدوين السنة المشرفة: ا-الحث على التزام السُّنة وحفظها ، وكتابتها والتثبت في روايتها وسماعها: روي الخطيب عن الشعبي أنه كان يقول: ( إذا سمعت شيئاً فاكتبه ،ولو في الحائظ ،فهو خيرٌ لك من موضعه من الصحيفة ، فإنك تحتاج إليه يوماً ما). وعن الحسن البصري قال: ( ما قيد العلم بمثل الكتاب ، إنكا نكتبه لنتعاهده). وعن سعيد بن جبير قال: (كنت أكتب عند ابن عباس في صحيفتي حتى أملأها ، ثم أكتب في ظهر نعلي ، ثم أكتب في كفِّي). جمع السنة وتدوينها. وروي الخطيب من عدة طرقٍ عن معاوية بن قرة قال: " كنا لا نعد علم من لم يكتب علمه علماً ". 2-تدوينهم السنَّة في الصحف: أسباب انشار كتابة السَّنة في الصحف في عهد التابعين: 1- انتشار الروايات ،وطول الأسانيد ،وكثرة أسماء الرواة وكناهم ،وأنسابهم. 2-موت كثير من حفاظ السنة من الصحابة ،وكبار التابعين ، 3-ضعف ملكة الحفظ ،مع انتشار الكتابة بين الناس ،وكثرة العلوم المختلفة.
  1. جمع السنة وتدوينها

جمع السنة وتدوينها

الثاني: أنه أمر ابنَ شهاب الزهريَّ بجمع السنة، حيث قال الزهري: (أمَرَنَا عمرُ بنُ عبد العزيز بجمع السُّنن، فكتبناها دفتراً دفتراً، فبعث إلى كلِّ أرضٍ له عليها سلطان دفتراً) [10]. المرحلة الثانية: تدوين السُّنة في (منتصف القرن الثاني): نشط ( تدوين الحديث) في منتصف القرن الثاني الهجري، ومن أوائل المُدوِّنين [11]: • في مكة: عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج البصري (ت 150هـ)؛ وسفيان بن عيينة (ت 198هـ). • في المدينة: مالك بن أنس (ت 179هـ)؛ ومحمد بن إسحاق (ت 151هـ)؛ وابن أبي ذئب (ت 158). • في البصرة: الربيع بن صبيح (ت 160هـ)؛ وسعيد بن أبي عروبة (ت 156هـ)؛ وحماد بن سلمة (ت 167هـ). • في الكوفة: سفيان الثوري (ت 161هـ)؛ وزكريا بن أبي زائدة (ت 149هـ)؛ وابن فضيل (ت 195هـ)؛ ووكيع (ت 197). • في اليمن: معمر بن راشد (ت 153هـ)؛ وخالد بن جميل. • في الشام: الأوزاعي، وعبد الرحمن بن عمرو (ت 157هـ)؛ والوليد ابن مسلم (ت 194هـ). • في خراسان ومرو: عبد الله بن المبارك (ت 181هـ). • في واسط: هشيم بن بشير (ت 183هـ). • في الري: جرير بن عبد الحميد (ت 188هـ). • في مصر: عبد الله بن وهب (ت 197). المرحلة الثالثة: تصنيف السُّنة في (القرن الثالث): قال ابن منظور رحمه الله - في تعريف التَّصنيف: (و التصنيف: تمييز الأشياء بعضها من بعض.

ثانياًً: وأخرج البخاري أيضاً عن ابي هريرة –رضى الله عنه - أنه قال: خطب رسول الله –صلى الله عليه وسلم – في فتح مكة......... إلى أن قال: ( أكتبوا لأبي شاة). ثالثاً: وأخرج أيضاً عن ابن عباسٍ مرفوعاً أنه قال: (ائتوني بكتابٍ ، أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده أبداً). رابعاً: ما أخرجه أحمد في "مسنده" بسندٍ جيدٍ عن عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِى قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنِّى أَسْمَعُ مِنْكَ أَشْيَاءَ أَفَأَكْتُبُهَا قَالَ: " نَعَمْ ". قُلْتُ فِى الْغَضَبِ وَالرِّضَا قَالَ « نَعَمْ فَإِنِّى لاَ أَقُولُ فِيهِمَا إِلاَّ حَقًّا ". أقوال أهل العلم في فهم الحديث: قال ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث: وَنَحْنُ نَقُولُ: إِنَّ فِي هَذَا مَعْنيين: أحداهما: أَنْ يَكُونَ مِنْ مَنْسُوخِ السُّنَّةِ بِالسُّنَّةِ، كَأَنَّهُ نَهَى فِي أَوَّلِ الْأَمْرِ عَنْ أَنْ يُكْتَبَ قَوْلُهُ، ثُمَّ رَأَى بَعْدُ -لَمَّا عَلِمَ أَنَّ السُّنَنَ تَكْثُرُ وَتَفُوتُ الْحِفْظَ- أَنْ تُكْتَبَ وَتُقَيَّدَ. وَالْمَعْنَى الْآخَرُ: أَنْ يَكُونَ خَصَّ بِهَذَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو، لِأَنَّهُ كَانَ قَارِئًا لِلْكُتُبِ الْمُتَقَدِّمَة ِ، وَيَكْتُبُ بِالسُّرْيَانِي َّةِ وَالْعَرَبِيَّة ِ وَكَانَ غَيْرُهُ مِنَ الصَّحَابَةِ أُمِّيِّينَ، لَا يَكْتُبُ مِنْهُمْ إِلَّا الْوَاحِدُ وَالِاثْنَانِ، وَإِذَا كَتَبَ لَمْ يُتْقِنْ، وَلَمْ يُصِبِ التَّهَجِّيَ.