من هم الصليبيون

تطورت الأماكن المرتبطة بالأشخاص المقدسين إلى أضرحة، يزورها الحجاج القادمون من بلاد بعيدة، في كثير من الأحيان كعمل من أعمال التكفير عن الذنب. وبنيت كنيسة القيامة لإحياء ذكرى صلب المسيح وقيامته في القدس. كان يُعتقد أن كنيسة المهد تحيط بمسقط رأسه في بيت لحم. وأحيت قبة الصخرة والمسجد الأقصى ذكرى رحلة محمد الليلية. على الرغم من أن أقدس أماكن العبادة كانت في فلسطين، إلا أن سوريا المجاورة كانت مليئة بالأضرحة الشعبية. باعتبارها أرضًا حدودية للعالم الإسلامي، كانت سوريا مسرحًا مهمًا للجهاد ، أو الحرب الإسلامي المقدسة، على الرغم من أن الحماس لمتابعتها قد تلاشى بحلول نهاية القرن الحادي عشر. في المقابل، سرعان ما تطورت إيديولوجية الروم الكاثوليك للحروب المقدسة، وبلغت ذروتها في فكرة الحملات الصليبية على الأراضي المزعومة للمسيحية. صوت العراق | بالقتال تتحرر الأوطان. [6] المصادر [ عدل]

  1. صوت العراق | بالقتال تتحرر الأوطان

صوت العراق | بالقتال تتحرر الأوطان

ولذلك قلنا أنه يصح من حيث اللغة والاصطلاح تسمية كلّ نصراني بالصليبي؛ وذلك أنّه ينتسب إلى الاعتقاد بالصليب وقدسيته ورمزيته على صلب المسيح فداءً للبشرية. أما من حيث العرف التاريخي فإن هذا المصطلح إنّما اشتهرفي كتب المؤرخين المسلمين عندما بدأت جيوش أوروبا النصرانية تغزو بلاد المسلمين في القرن الخامس الهجري الموافق للحادي عشر الميلادي تحت شعار ديني، وهو هزيمة الإسلام والمسلمين، وإعادة بيت المقدس إلى سلطان النصارى، وتحرير بلاد الشام من المسلمين وعودتها لسلطانهم [١]. وكان المحرِّض الأول لتلك الحملات وقائدها الروحي هم الباباوات وزعماء النصارى الدينيين، وكانوا يؤكدون دوماً على قداسة تلك الحروب، وأنَّ المشارك فيها مغفور خطاياه وله حُظوة عندهم، وتأكيداً على دينية تلك الحروب وقداستها كان يُخاط الصليب عادة على لباس الجنود وأرديتهم، ويظهر على أسلحتهم وخيولهم كشعار على دينهم الذي يخوضون تلك الحروب لأجله. ولأجل ذلك شاع في كتب التاريخ الإٍسلامي التي أرخت لتلك الفترة تسمية النصارى الذين غزوا بلاد المسلمين "بالصليبيين"؛ لأنّهم جاءوا تحت شعار الدفاع عن الصليب وجعلوا الصليب رمزهم وشعارهم. وهؤلاء النصارى الذين اصطلح على تسميتهم تاريخياً بالصليبين كانوا من الكاثوليك ولم يكونوا من الأرثوذكس، بل كان النصارى الأرثوذكس يُعتبرون كفاراً أيضاً حسب اعتقاد الكاثوليك، وقد تعرَّضوا لاضطهاد في بعض الفترات من قبلهم.

(يا أيُّها الذين آمنوا قاتلوا الذينَ يَلونَكُم منَ الكُفَّارِ وليَجدوا فيكُم غِلظةً) التوبة 123. والقتال هو الوسيلة الوحيدة لتحرير سورية وأخيراً! إذا ما أراد السوريون، أو سواهم من الشعوب العربية المقهورة، تحرير بلادهم من المحتل الداخلي – الحاكم بأمره، الطاغية المستبد، الذي يستعبد الناس، ويذيقهم الهوان، والذل، والفقر، والجوع، والحرمان – ومن المحتل الخارجي، الذي جاء بقضه وقضيضه، وبجنوده وأذنابه، من كل حدب وصوب، ليعين طاغية الشام، ويثبت أركانه، ويمنع سقوطه.. فلا بد لهم من مقاتلة هؤلاء كلهم جميعاً بقوة السلاح، وليس بانتظار أمريكا – التي هي أيضاً محتلة – أو سواها، عبر مفاوضات مصالحة، أو تسوية مع النظام، المتشبث بكل قوة في الحكم. القتال! هو الوسيلة الوحيدة، لتحرير الشعوب من الاستعباد، والاستبداد، والطغيان.. وتحرير الأوطان من المحتلين.