ومما يؤثر عن السلف قولهم: " من علامة المقْتِ إضاعة الوقت ". بل قال ابن القيم رحمه الله: " إضاعة الوقت أشد من الموت ؛ لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة ، والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها ". والواجب على المسلم أن لا يغتر بالدنيا فإنَّ صحيحها يسقم, وجديدها يبلى, ونعيمها يفنى, وشبابها يهرم ، وهو فيها في سيْرٍ إلى الدار الآخرة ؛ لأن الآجال منقوصة, والأعمال محفوظة والموت يأتي بغتة, فمن زرع خيراً فيوشك أن يحصد ثوابه وأجره, ومن زرع شراً فيوشك أن يحصد ندامةً وحسرة, ولكل زارعٍ ما زرع. ********* ________________ [1] رواه الحاكم (4/306) ، وصححه الألباني رحمه الله في (صحيح الجامع) (1077). إسلام ويب - فتح الباري شرح صحيح البخاري - كتاب الإيمان - باب المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده- الجزء رقم1. [2] رواه الترمذي (2416) ، وحسنه الألباني رحمه الله في (صحيح سنن الترمذي) (1969). [3] رواه البخاري (6412).
والمراد بالناس هنا المسلمون كما في الحديث الموصول ، فهم الناس حقيقة عند الإطلاق; لأن الإطلاق يحمل على الكامل ، ولا كمال في غير المسلمين. ويمكن حمله على عمومه على إرادة شرط وهو إلا بحق ، مع أن إرادة هذا الشرط متعينة على كل حال ، لما قدمته من استثناء إقامة الحدود على المسلم. والله سبحانه وتعالى أعلم.
أخرجه البخاري. هذا جزاء من آذى الصالحين ورماهم بما ليس فيهم. فيا ويل الَّذين يظْلمُونَ النَّاس ويبغون فِي الأَرْض بِغَيْر. جزائهم ( أُولَئِكَ لَهُم عذابٌ أَلِيم)". رفع الدعاوى الكيدية وإذاء الناس ومخاصمتهم أثمٌ كبير وبهتان عظيم (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا) {ومن رمى مسلماً بشيءٍ يريدُ شَيْنَهُ بهِ حبسهُ الله على جسرِ جهنم، حتى يخرُجَ مما قال} أخرجه أو دود. ومن تعرض لمسلم بالوقيعة والأذية، ليجاز بجائزةٍ إنما هي بمثلها في جهنم. الدرر السنية. قال عليه الصلاة والسلام: { من أكل بِرجُلٍ مُسلم أكلةً فإنَّ اللهُ يطعمهُ مِثلَها مِن جهنَّم، ومن كُسِي ثوباً برجُلٍ مسلم فإنَّ الله يكسوه مِثْلَهُ من جهنَّم، ومن قام برجل مقام سُمعَةٍ ورِياء فإن الله يقومُ به مقامَ سُمعة ورِياء يومَ القيامَةِ}. وما من يدٍ إلاّ يد الله فوقها ** وما ظالمٌ إلاّ سيبلى بظالم المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالمُؤْمِنُ مَنْ أمِنَهُ النّاسُ عَلى أمْوَالِهِمْ وَأنْفُسِهِمْ، وَالمُهَاجِرُ مَنْ هَاجَرَ من هجر ما نهى الله عنه.
أستغفر الله لي ولكم وللمسلمين... الخطبة الثانية.. الحمد لله وكفى وسمع الله لمن دعى وصلى الله وسلم على الرسول المجتبى وعلى أله وصحبه ومن اقتفى وسلم تسليما كثيرا إذا كان الظلم كله سيئ فإن من أسوء الظلم ظلم القرابة. وَظُلمُ ذَوي القُربى أَشَدُّ مَضاضَةً... عَلى المَرءِ مِن وَقعِ الحُسامِ المُهَنَّدِ عدم رعاية الوالدين والقيام بشؤنهم، وإسلامهم إلى خادمة او سائق ظلم لهم وعدم وفاء بحقهم. تضييع الأولاد واهل والأسرة وعدم رعايتهم ظلم لهم إقحامهم والسماح لهم بولوج أماكن يحدث فيها منكرات من القول والفعل ظلم لهم. ما ذنب الأبناء أن نربيهم منذ الصغر، والنساء المحصنات في البيوت، على أن لا حرج أن يختلطوا بكل أحد ، ونهيئهم على أن يهبوا لك مهرج ويتسابقوا لكل دعاية وإعلان، وأن يلاحقوا كل محفل وتجمع. قال ابن مسعود t: كُنَّا نَدْعُو الْإِمَّعَةَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ الَّذِي يُدْعَى إِلَى الطَّعَامِ، فَيَذْهَبُ مَعَهُ بِآخَرَ، وَهُوَ فِيكُمُ الرجلُ الَّذِي يَمْنَحُ دِينَهُ غَيْرَهُ، فِيمَا يَنْتَفِعُ بِهِ ذَلِكَ الْغِيَرُ فِي دُنْيَاهُ، وَيَبْقَى إِثْمُهُ عَلَيْهِ " اللهم آمنا في دورنا واوطاننا ومن اراد بهذه البلاد وأهلها ونسائها سوء فأشغله بنفسه واكف المسلمين شره اللهم اصلح ولاة أمورنا واجعلهم نصرة لهذا الدين حربا على المفسدين..