ثم قال عز وجل مقارنا لما يبقى وما لا يبقى، قال: ﴿الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ [الكهف ٤٦]، المال من أي نوع، سواء كان من العروض أو النقود أو الآدميين أو البهائم، ﴿وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ ولا تنفع الإنسان في الآخرة إلا ما قدم منها.
تاريخ النشر: الثلاثاء 3 رجب 1428 هـ - 17-7-2007 م التقييم: رقم الفتوى: 97741 366568 0 655 السؤال قال الله تعالى: الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً {الكهف:46}، وقال الله تعالى: أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ {الطور:39}، فهل البنون في اللغة هم الذكور دون البنات، وإذا كان كذلك يحتج غير المسلمين على كون الإسلام يفضل الذكور على الإناث كما جاء في الآية 46 من سورة الكهف، فأرجو منكم الإيضاح حتى يتسنى لي الرد عليهم؟ وجزاكم الله خيراً.
بعدَ أن خُلِقَ كُلُّ أنواعِ العالَمِ خَلَقَ اللهُ ءَادَمَ أبا البَشَر عليهِ السلام. خَلَقَ الأرضَ في يَوْمينِ الأحَدِ والاثنينِ، ثمَّ خَلَقَ اللهُ السَّماواتِ السَّبْعَ الثلاثاءُ والأرْبَعاءُ، ثُم خَلَقَ في اليَومَيْنِ الآخَريْنِ مَرَافِقَ الأرْضِ الجِبَالَ والأشجَارَ وَالأنهارَ والبِحارَ، وَجَعَلَ في الأرضِ الأماكِنَ التي ينتَفِعُ بها الناسُ الأماكِنَ التي تَصْلُحُ لأِنْ يَسْلُكوها، ثم خلقَ اللهُ تعالى ءَادمَ ءَاخِرَ النهارِ العَصْرَ، أي ءَاخِرَ نهارِ يَومِ الجُمعةِ لأنَّ تلكَ الأيامَ السِّتَةَ كلُّ يَوْمٍ منها قَدْرُ ألفِ سنَةٍ بِحسَابِ أيامِنا هذهِ.
لقد انزل الله تعالى كتابه العزيز وهو القرآن الكريم ليكون للعالمين مرشداً وهادياً ومبشراً ونذيراً، وبالفعل ها نحن نجد آية من آيات كتاب الله العزيز تقول: الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا (46) وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا. فما هو التفسير الذي يخص هذه الآية يا ترى؟ وهي وجوه المقاصد هو ما تهدف هذه الآية لإيصاله إلينا، هذا الجواب حصلنا عليه ومن الممكن معرفته كما هو مذكور فيما يلي من هذا المقام فكونوا معنا في الفقرة التالية. يقول تعالى ذكره: المال والبنون أيها الناس التي يفخر بها عيينة والأقرع، ويتكبران بها على سلمان وخباب وصهيب، مما يتزين به في الحياة الدنيا، وليسا من عداد الآخرة ( وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا) يقول: وما يعمل سلمان وخباب وصهيب من طاعة الله، ودعائهم ربهم بالغداة والعشيّ يريدون وجهه، الباقي لهم من الأعمال الصالحة بعد فناء الحياة الدنيا، خير يا محمد عند ربك ثوابا من المال والبنين التي يفتخر هؤلاء المشركون بها، التي تفنى، فلا تبقى لأهلها( وَخَيْرٌ أَمَلا) يقول: وما يؤمل من ذلك سلمان وصهيب وخباب، خير مما يؤمل عيينة والأقرع من أموالهما وأولادهما.