شرح دعاء "اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك " - الكلم الطيب

الاستسلام للقلق من المستقبل والهواجس التي تطارد البشر قد يؤدي إلى الأنتحار في بعض الأحيان، ولكن الإيمان بالله والأكثر من الحمد وتضرع إلى الله وطلب منه عدم زوال النعمة هو المطلوب. شرح معاني دعاء أعوذ بك من تحول عافيتك وجميع سخطك بجانب دعاء اللهم اني اعوذ بك من زوال نعمتك يقول الإنسان وأعوذ بك من تحول عافيتك، حيث يقصد بها هنا الخوف من زوال نعمة الصحة. فالصحة نعمة كبيرة من نعم الله جل جلاله على الإنسان وتحول العافية إلى مرض قد يؤدي بحياة الإنسان إلى مرحلة سيئة. أما عن معنى وفجاءة نقمتك فتعاني الخوف الشديد من أنتقام وسخط الله على النبي أدم، أو أن يحدث للأنسان عقاب من الله فجأة دون إنذار لكي يرجع العبد إلى الله ويتوسل إليه أن يرحمه. كذلك يقصد بجميع سخطك الخوف الشديد من الله عز وجل أن يعاقبه ويسخط عليه بسبب ذنب يرتكبه العبد من قول أو فعل. ولهذا تتجمع فوائد هذا الدعاء وراء معاني الكلمات التي يتضمنها الدعاء، لذلك يجب على العبد فهم جميع معاني الدعاء و مدى عظمته وفوائده. فمن أهم فوائد هذا الدعاء هو تقدير نعمة الله عز وجل علينا ومدي كرمه الواسع في منحنا الكثير من النعم التي لاتحصى. دعاء اللهم اني اعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك. كذلك من فوائد هذا الدعاء أيضًا هو التضرع والخضوع إلى الله، وأيضًا الاعتراف بنعم الله علينا وطلب من الله بقائها.

  1. اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك - مقال

اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك - مقال

نَعم نعيش في نِعَم الله، ووعدنا الله سبحانه وتعالى بالزيادة مع الشكر والطاعة؛ يقول ربنا عز وجل في كتابه الكريم: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم: ٧]، نتقلب ليل نهار في أنواع من النعم، وقد نغمض أعيننا عن كل ذلك ولا نرى إلا ما نظن أنه شر، رغم أنه قد يكون عين الخير، وبين طيات المحن نجد المنح. اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك - مقال. ولكن تظل الدنيا دار ابتلاء، فيا ترى هل كتب الله علينا الابتلاء بالخير أم الشر؟ قال تعالى: { وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً} [الأنبياء: ٣٥]، وكل ذلك قد يأتي فجأة، دون سابق إنذار. أما نذكر ذلك الذي خرج من بيته يحمل آمالا تبلغ الآفاق فإذا به يعود إليه محمولا على الأعناق مريضا عاجزا عن الحركة كما كان، وتضيع تلك الآمال؟ فإذا خرجنا وعدنا سالمين فلنتذكر تلك النعمة، ولنستعذ بالله من زوال نعمته وتحول عافيته. ألا نتذكر ذلك العامل الذي طرد من عمله دون سبب، وذاك الذي أقعده المرض عن العمل وأنفق كل ما يدخره من الأموال فأصبح بعد الثراء لا يجد ما يسد به رمق جوع الصغار ويقترض من هذا وذاك؟ فحين نذهب للعمل، أو ونحن نشتري ما لذ وطابفلنحمد لله على نعمه ونستعيذ بالله من زوال نعمته وتحول عافيته.

أما رأينا بيتا كان يعيش عيشة هانئة مطمئنة فإذا بحدث واحد يبدل الأمن خوفا، وقد يتفرق الأحباب؟ فحين يجلس الزوجان في ود ورحمة يغمر بيتهما التفاهم والمودة والرحمة والسكينة فليستعيذا بالله من زوال نعمته وتحول عافيته، فكم فرق الشيطان بين الأحباب لأتفه الأسباب. وإذا كنا بين أبنائنا وهم يلعبون ويضحكون في صحة وعافية، فلندعو لهم ونستعيذ بالله من زوال نعمته وتحول عافيته، فكم من مكلوم فقد ابنا أو ابنة فغابت الفرحة عن قلبه، أو سقط أمامه صريع المرض يذبل أمامه وهو عاجز لا يدري كيف يخفف ألمه. أما سمعنا عن بلد كان يعيش في أمن واستقرار فإذا بالحرب تدخل بلا استئذان وتقضي على الأخضر واليابس، ويتبدل الحال وتضيع الأموال، يفر البعض ويقتل غيرهم، والباقي يعيش في خوف ولا يعرف ما تأتي به الأيام؟ فكل يوم حين نستيقظ فنجد أنفسنا آمنين في بيوتنا، معافين في أجسادنا، نملك قوت يومنا لا ننسى حينها أن يفيض قلبنا شكرا وحمدا لله وأن نستعيذ بالله من زوال نعمته وتحول عافيته. بل أما رأينا طائعا عابدا تبدل حاله؟ تلك التي خلعت الحجاب وبدلت الجلباب بالضيق والقصير من الثياب، ونرى عجب العجاب من التي غطت وجهها بالمساحيق بعد أن كانت تستره بالنقاب!