وأتموا الحج والعمرة لله

الرابع: إتمامهما يكون بإفراد كل واحد منهما عن الآخر؛ فعن عمر رضي الله عنه في قوله تعالى: { وأتموا الحج} قال: "من تمامهما أن تُفرد كل واحدٍ منهما عن الآخر، وأن تعتمر في غير أشهر الحج" رواه عبد الرزاق. وقد صوَّب الإمام الطبري في "تفسيره" من هذه الأقوال، قول من قال: المراد بالإتمام، إتمام أعمال الحج والعمرة بعد الدخول فيهما، والقيام بهما على الوجه الذي شُرعا عليه. ثم إن أهل العلم بعد ذلك، اختلفوا في حكم العمرة، هل هي واجبة أم سنَّة؛ فذهب الحنفية والمالكية إلى أنها سنَّة، وهذا هو مذهب جابر بن عبد الله و ابن مسعود من الصحابة رضي الله عنهم، و النخعي من التابعين، رحمه الله. وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ - مع القرآن - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام. ولم ير أصحاب هذا القول حجة في الآية على القول بوجوب الحج أو العمرة، بل رأوا أن دلالتها قاصرة على وجوب إتمامهما لمن أحرم بهما، وقالوا: إن دليل وجوب الحج ليس مستفادًا من هذه الآية، وإنما من أدلة أخرى، كقوله تعالى: { ولله على الناس حج البيت} (آل عمران:97) وقال مالك: العمرة سنَّة، ولا نعلم أحداً أرخص في تركها. وذهب الشافعية والحنابلة إلى القول بوجوب العمرة كالحج، وهو قول عمر و ابن عمر وبعض الصحابة رضي الله عنهم، وقول عطاء و مجاهد و الحسن من التابعين، وحملوا الأمر بالإتمام في قوله تعالى: { وأتموا} على معنى وجوب فعل هذين النسكين.

تفسير قوله تعالى: (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ...)

الرابع: إتمامهما يكون بإفراد كل واحد منهما عن الآخر؛ فعن عمر رضي الله عنه في قوله تعالى: { وأتموا الحج} قال: " من تمامهما أن تُفرد كل واحدٍ منهما عن الآخر، وأن تعتمر في غير أشهر الحج " رواه عبد الرزاق. تفسير قوله تعالى: (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ...). وقد صوَّب الإمام الطبري في "تفسيره" من هذه الأقوال، قول من قال: المراد بالإتمام، إتمام أعمال الحج والعمرة بعد الدخول فيهما، والقيام بهما على الوجه الذي شُرعا عليه. ثم إن أهل العلم بعد ذلك، اختلفوا في حكم العمرة، هل هي واجبة أم سنَّة؛ فذهب الحنفية والمالكية إلى أنها سنَّة، وهذا هو مذهب جابر بن عبد الله و ابن مسعود من الصحابة رضي الله عنهم، و النخعي من التابعين، رحمه الله. ولم ير أصحاب هذا القول حجة في الآية على القول بوجوب الحج أو العمرة، بل رأوا أن دلالتها قاصرة على وجوب إتمامهما لمن أحرم بهما، وقالوا: إن دليل وجوب الحج ليس مستفادًا من هذه الآية، وإنما من أدلة أخرى، كقوله تعالى: { ولله على الناس حج البيت} (آل عمران:97) وقال مالك: العمرة سنَّة، ولا نعلم أحدًا أرخص في تركها. وذهب الشافعية والحنابلة إلى القول بوجوب العمرة كالحج؛ وهو قول عمر و ابن عمر وبعض الصحابة رضي الله عنهم، وقول عطاء و مجاهد و الحسن من التابعين، وحملوا الأمر بالإتمام في قوله تعالى: { وأتموا} على معنى وجوب فعل هذين النسكين.

مكتبة نور الخيرية - واتموا الحج والعمرة لله

كذلك أيضًا يؤخذ من هذه الآية سعة رحمة الله  بأن جعل ذلك على سبيل التجزئة كما جعل الفدية على التخيير أيضًا، كما جعل المكلف أيضًا في الحج مخيرًا بين أن يبقى بعد يوم النحر يومين أو يبقى ثلاثة فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ [سورة البقرة:203]. مكتبة نور الخيرية - واتموا الحج والعمرة لله. ويؤخذ من قوله -تبارك وتعالى- في هذه الآية: فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ [سورة البقرة:196] جملة خبرية لكنها متضمنة معنى الإنشاء يعني الأمر فَصِيَامُ يعني فعليه صيام، ولم يذكرها بصيغة الأمر الصريح، أخذ منه بعض أهل العلم أن ذلك لتأكد ذلك في حقه وتعينه، فصار يكفي الإخبار عنه، هو شيء ثبت في ذمته فأخبر عنه ذكره على سبيل الإخبار، أمر مفروغ منه فذكره بصيغة الخبر، وهذا يقولون: من باب المبالغة في الإيجاب والفرض ولزوم ذلك في ذمة المكلف. هذا، وأسأل الله  أن ينفعني وإياكم بما سمعنا، ويجعلنا وإياكم هداة مهتدين، والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه. أخرجه البخاري، كتاب الحج، باب الحلق والتقصير عند الإحلال، برقم (1728)، ومسلم، كتاب الحج، باب تفضيل الحلق على التقصير وجواز التقصير، برقم (1302).

وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ - مع القرآن - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام

ولما كانت [هذه] الإفاضة* يقصد بها ما ذكر* والمذكورات آخر المناسك* أمر تعالى عند الفراغ منها باستغفاره والإكثار من ذكره، فالاستغفار للخلل الواقع من العبد* في أداء عبادته وتقصيره فيها، وذكر الله شكر الله على إنعامه عليه بالتوفيق لهذه العبادة العظيمة والمنة الجسيمة. اعد هذا الموضوع/تائب لله من تفسير القرآن الكريم ، كتاب تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ، للمؤلف/عبدالرحمن بن ناصر السعدي __________________ ابوهاجوس 2008 القناص مرعب الحراس 20 هلالي وافتخر

وفي قوله: { فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ} دلالة على أمور: أحدها: الوقوف بعرفة* وأنه كان معروفا أنه ركن من أركان الحج، فالإفاضة من عرفات* لا تكون إلا بعد الوقوف. الثاني: الأمر بذكر الله عند المشعر الحرام* وهو المزدلفة* وذلك أيضا معروف* يكون ليلة النحر بائتا بها* وبعد صلاة الفجر* يقف في المزدلفة داعيا* حتى يسفر جدا* ويدخل في ذكر الله عنده* إيقاع الفرائض والنوافل فيه. الثالث: أن الوقوف بمزدلفة* متأخر عن الوقوف بعرفة* كما تدل عليه الفاء والترتيب. الرابع* والخامس: أن عرفات ومزدلفة* كلاهما من مشاعر الحج المقصود فعلها* وإظهارها. السادس: أن مزدلفة في الحرم* كما قيده بالحرام. السابع: أن عرفة في الحل* كما هو مفهوم التقييد ب " مزدلفة " { وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ} أي: اذكروا الله تعالى كما منّ عليكم بالهداية بعد الضلال* وكما علمكم ما لم تكونوا تعلمون، فهذه من أكبر النعم* التي يجب شكرها ومقابلتها بذكر المنعم بالقلب واللسان. { ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} أي: ثم أفيضوا من مزدلفة من حيث أفاض الناس* من لدن إبراهيم عليه السلام إلى الآن، والمقصود من هذه الإفاضة كان معروفا عندهم* وهو رمي الجمار* وذبح الهدايا* والطواف* والسعي* والمبيت ب " منى " ليالي التشريق وتكميل باقي المناسك.