اسماء الرسول محمد صلى الله عليه وسلم

الخطبة الثانية إنَّ الحمدَ للهِ، نَحمَدُه ونستعينُه، مَن يَهدِه اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلل فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأنَّ محمدًا صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عبدُهُ ورسولُهُ. أمَّا بعدُ: (فإنَّ خَيْرَ الحديثِ كِتابُ اللهِ، وخيرُ الْهُدَى هُدَى مُحمَّدٍ، وشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثاتُها، وكُلُّ بدعَةٍ ضَلالَةٌ)، و(لا إيمانَ لِمَن لا أَمانةَ لَهُ، ولا دِينَ لِمَنْ لا عَهْدَ لَهُ). أما بعد: مِن أسمائه صلى الله عليه وسلم: الأمين، قال صلى الله عليه وسلم: (أَنا أَمِينُ مَنْ في السَّمَاءِ) متفقٌ عليه، قال ابنُ فارس: (وكانت العَرَبُ تُسمِّيه قبلَ أنْ يُبعث الأمين، لِما عاينُوا مِن أمانتهِ وحفظه لها) انتهى، قال ابنُ القيِّم: (وأمَّا الأمينُ: فهوَ أَحَقُّ العالَمِينَ بهذا الاسْمِ، فهوَ أمينُ اللهِ على وحْيهِ ودِينِهِ، وهوَ أمينُ مَنْ في السماءِ، وأمينُ مَنْ في الأرضِ، ولهذا كانُوا يُسَمُّونَهُ قبْلَ النُّبُوَّةِ: الأمينَ. اسماء الرسول صلي الله عليه وسلم مزخرف. وأمَّا الضَّحُوكُ القَتَّالُ: فاسْمَانِ مُزْدَوِجانِ لا يُفْرَدُ أحَدُهُمَا عنِ الآخَرِ، فإنهُ ضَحُوكٌ في وُجُوهِ المؤمنينَ غيرُ عابسٍ ولا مُقَطِّبٍ ولا غَضُوبٍ ولا فَظٍّ، قَتَّالٌ لأعداءِ اللهِ لا تَأْخُذُهُ فيهِمْ لَوْمَةُ لائِمٍ.

اسماء الرسول صلي الله عليه وسلم في

من دلائل علو قدر النبي صلى الله عليه وسلم تعدد أسمائه التي تدل على كثرة خيره، وعلو مكانته وتعدد شمائله، فإن كثرة الأسماء مع حُسْنِها تدل على كثرة الصفات والمحامد التي يقوم بها المُسمَّى بتلك الأسماء، ولما كان النبي صلى الله عليه وسلم قد بلغ الغاية في الكمال الإنساني فقد اختصه الله سبحانه وتعالى بتعدد أسمائه وصفاته، والتي تُظْهِر بجلاء شمائله وخصائصه التي تفضّل الله بها عليه في الدنيا والآخرة، ولا يُعرف من الكتاب والسنة نبيٌّ من الأنبياء له من الأسماء ما لنبينا صلى الله عليه وسلم. من أسماء النبي: محمد، أحمد سمَّي الله عز وجل النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم بـ: "محمد"، و"أحمد"، وذكر اسم محمد في عدة مواضع، منها قوله تعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} [آل عمران:144]. ومُحَّمد هو كثير الخصال التي يُحمد عليها، قال حسان بن ثابت رضي الله عنه: وشقَّ له من اسمه ليُجِلّه *** فذو العرش محمود وهذا مُحَمّد أما اسم "أحمد"، فقد ذُكِرَ في القرآن الكريم مرة واحدة في قول الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرائيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ} [الصف: 6].

اسماء الرسول صلي الله عليه وسلم مزخرف

قال ابن القيم في الزاد: واسماؤه نوعان: أحدهما خاص لا يشاركه فيه غيره من الرسل كمحمد وأحمد والعاقب والحاشر والمقفي ونبي الملحمة. والثاني ما يشاركه في معناه غيره من الرسل ولكن له منه كماله فهو مختص بكماله دون أصله كرسول الله ونبيه وعبده، والشاهد والمبشر والنذير، ونبي الرحمة ونبي التوبة. " الحاشر " من أسماء الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وليس من أسماء الله - الإسلام سؤال وجواب. وأما إن جعل له من كل وصف من أوصافه اسم تجاوزت أسماؤه المائتين كالصادق والمصدوق والرؤوف الرحيم إلى أمثال ذلك، وفي هذا قال من قال من الناس إن لله ألف اسم وللنبي ألف اسم. والله أعلم.

اسماء الرسول صلي الله عليه وسلم بخط الرقعه

الدليل الثالث: وهذا ما فهمه الصحابة الكرام ، والعلماء الثقات ، في أكثر ما وقفنا عليه مما كتب في هذا الموضوع. روى البخاري في " التاريخ الأوسط " (1/13) قال: حدثنا قتيبة ، حدثنا سفيان ، عن علي بن زيد قال: كان أبو طالب يقول: فشق له من اسمه ليجله *** فذو العرش محمود وهذا محمد وقد عزي هذا البيت لحسان بن ثابت رضي الله عنه أنه قال: " أغر عليه للنبوة خاتم *** من الله من نور يلوح ويشهد وضم الإله اسم النبي لاسمه *** إذ قال في الخمس المؤذن أشهد وشق له من اسمه ليجله *** فذو العرش محمود وهذا محمد " انتهى من " الشفا " للقاضي عياض (1/460). يقول الإمام الزهري رحمه الله: " وَقَدْ سَمَّاهُ اللَّهُ رَؤُوفًا رَحِيمًا " رواه مسلم (6177). ويقول أبو العباس القرطبي رحمه الله: " أسماؤه إنما تلقاها من الوحي ، ولا يسمى إلا بما سماه الله به " انتهى من " المفهم " (6/150). ويقول ابن العربي المالكي رحمه الله: " إن الله خطط النبي صلى الله عليه وسلم بخططه ، وعدد له أسماءه ، والشيء إذا عظم قدره عظمت أسماؤه " انتهى من " عارضة الأحوذي " (10/281). اسماء الرسول صلي الله عليه وسلم في. ويقول القاضي عياض رحمه الله: " فضل نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم بأن حلاه منها في كتابه العزيز ، وعلى ألسنة أنبيائه بعدة كثيرة " انتهى من " الشفا " (1/459).

ولأن تسميته تعالى بما لم يسم به نفسه ، أو إنكار ما سمى به نفسه جناية في حقه تعالى ، فوجب سلوك الأدب في ذلك والاقتصار على ما جاء به النص. 3. صفات الله سبحانه وتعالى أوسع من أسماءه ؛ لأن كل اسم متضمن لصفة. مثال: من أسماء الله "السميع " هذا الاسم يتضمن إثبات السميع اسما لله تعالى ، واثبات صفة السمع لله. وأما صفات الله الفعلية فلا تتضمن أسماء الله ؛ لأنها متعلقة بأفعال الله تعالى ، وأفعاله لا منتهى لها مثال: من صفات الله المجيء ، والإتيان والأخذ والإمساك والبطش ، قال تعالى: ( وجاء ربك) ، (هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام) ، ( فأخذهم الله بذنوبهم) ، ( ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه), ( إن بطش ربك لشديد)... فَنَصِفُ الله تعالى بهذه الصفات على الوجه الوارد ، ولا نسميه بها فلا نقول إن من أسمائه ( الجائي) و( الآتي) و( الآخذ) و( الممسك) و( الباطش).. أسماء النبي صلى الله عليه وسلم وألقابه وصفاته - إسلام ويب - مركز الفتوى. وإن كنا نخبر بذلك عنه ونصفه به. انظر رسالة القواعد المثلى للشيخ ابن عثيمين رحمه الله (2/283) من مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله.