سيرة الشيخ عبدالعزيز بن با ما

عشرون عاماً على وفاة علامة القرن سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز -طيب الله ثراه-، ولا زالت محامده وآثاره المباركة قائمة وحاضرة، بل ومتتابعة بما خلفه -رحمه الله- من علوم نافعة وأعمال طيبة مباركة وتلاميذ وطلاب علم ومشايخ يملأون الآفاق شرقاً وغرباً وفي كل أصقاع العالم. لقد عمل الشيخ -رحمه الله- في القضاء وفي التعليم وفي الدعوة، وامتدت مسيرته العملية لأكثر من سبعين عاماً وكان نعم العالم، ونعم المربي، ونعم الداعية فلم يحل في مكان إلا وكان له أثر طيب مبارك لأنه لا يلتزم بمواعيد العمل الرسمية فقط، فهو يحمل هم الأمة، وهم الدعوة حريص على منفعة الناس في دينهم ودنياهم فمنذ صلاة الفجر وحتى خلوده للنوم في الليل لا يخلو بيته ولا مكتبه ولا حتى سيارته في الطريق من طالب علم أو مستفتي أو طالب حاجة، وكان يتقبل الناس بصدر رحب. يقول أحد المشايخ: الشيخ عبدالعزيز بن باز فيه خاصية تميزه عن غيره وهي أنه يسعى إلى مصلحة الناس بالقول والفعل والكتابة والشفاعة والوعظ والتذكير فلا يصبر على فعل الخير والمعروف قولاً وعملاً، في العلم والتعليم أو في الشفاعات أو قضاء حوائج الناس، وعلى الرغم من كثرة مشاغل شيخنا عبدالعزيز بن عبدالله بن باز -رحمه الله تعالى- وتشعب مهامه وتصديه لحوائج الناس إلا أنه لم يترك طلب العلم ولم ينشغل عن الكتاب قط فإن الكتاب سميرة وأنيسه وكانت كتب العلم بأنواعها تقرأ عليه آناء الليل وأطراف النهار.

  1. سيرة الشيخ عبدالعزيز بن بازار

سيرة الشيخ عبدالعزيز بن بازار

ودرست القرآن، وحفظته قبل البلوغ. وكانت دراستي على الشيخ الكريم- رحمه الله تعالى عليه- عبدالله بن مفيريج [1] وكانت له مدرسة في شمال مسجد الشيخ عبدالله – رحمة الله تعالى عليه- المسمى أخيرًا مسجد الشيخ: محمد بن إبراهيم – رحمة الله تعالى عليه – في بلد الرياض، ثم شغلت بطلب العلم على المشايخ في الرياض. سيرة الشيخ عبدالعزيز بن بازی. ومن أول من قرأت عليه: شيخنا العلامة: قاضي الرياض الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن حسين بن محمد بن عبدالوهاب – رحمة الله تعالى عليهم – جميعًا، وكان ذلك في حدود السنة: 1344، 1345 هـ إلى أن تعينت قاضيًا في الخرج في عام 1357ه وقرأت عليه ما جرت عليه العادة أن يقرأه الطالب في ذلك الزمان من كتب الشيخ: محمد بن عبدالوهاب، ثلاثة الأصول، كتاب التوحيد، كشف الشبهات. وقرأت عليه أيضًا: في عمدة الحديث للشيخ: عبدالغني بن عبدالواحد بن سرور المقدسي. عليه رحمة الله. ولا أذكر الآن هل قرأت عليه العقيدة الواسطية أم لا. ثم قرأت على فضيلة شيخنا العلامة الكبير الشيخ: محمد بن إبراهيم-عليه رحمة الله- ولازمته كثيرًا نحو عشر سنين أو أكثر، وقرأت عليه جميع العلوم الدينية التي يقرأها الطلبة في ذلك الوقت في الفقه والحديث والنحو وسمعت عليه كتبًا كثيرة من الكتب الستة ومن غيرها.

توّجت حياته العلمية والعملية، عندما اختارته الحكومة السعودية ليكون مفتي المملكة العربية السعودية ورئيس إدارة البحث العلمي الشرعي والإفتاء والدعوة والإرشاد وبقى في هذه المناصب حتى وفاته رحمه الله. ابن باز وحياته مع الناس لقد كان ابن باز متصلاً مع العامة والناس في المملكة العربية السعودية وغيرها من البلدان الإسلامية، فقد دائماً ما يحب العطف على الفقراء والمحتاجين، وكان يتبرع بأمواله لهم ويدخلها في العديد من المشاريع الخيرية وبناء المساجد والمعاهد العلمية، وكان له دور بارز في جمع أموال السعوديين والتبرع بها في دعم المعاهد العلمية في كثير من البلدان الإسلامية لنشر العلم الشرعي والقرآن الكريم. وقد رفع ابن باز شعار طوال حياته، وهو أن المسلمين كالجسد الواحد، وكان يحث على حل مشكلات المسلمين في جميع البلدان ودعمهم بالمال والعلم الذي يحتاجونه خاصة المسلمين في بلدان الغرب غير الإسلامية، وكان يهتم بنفسه بقضايا المسلمين شرقاً وغرباً ويقود الحملات التي تدعمهم وتساعدهم، ويدعمهم بآرائه الفقهية السديدة. ترجمة سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز. ارتباط تلاميذه بالشيخ عبد العزيز بن باز كان هناك مئات التلاميذ لعبد العزيز بن باز سواء في العلم الشرعي أو في سلك القضاء الشرعي، وكان رحمه الله دائماً وعلى مدار أكثر من ستين عاماً قضاها في الفتية والتدريس للعلم الشرعي عطوفاً على التلاميذ والشيوخ الذين تعلموا على يديه.